مرآة البحرين: عبر المرشح المحتمل لرئاسة جمهورية مصر العربية حامدين صباحي خلال لقائه مع وفد القوى الوطنية البحرينية في مقره في القاهرة، عن تضامنه "مع شعبنا في البحرين في اقامة ملكية دستورية، وان يؤكد الحكم على أنه لا تمييز على الإطلاق، وان يوقف التحايل على ديموغرافيا البحرين عبر التجنيس الذي له أهداف معينة".

وأضاف لوفد القوى خلال استقباله لهم: "أرى أن مطالبكم هي مطالب منطقية، مع إدراكي بحقيقة الجدل حول الحديث أن هناك ثورة ذات دوافع وطنية وبين ادعاءات تقول أنها ذات أهداف أخرى، أنني من المؤمنين أن من حق الشعب البحريني أن يصوغ نظامه كما يريد مع التمسك بعروبة البحرين، نحن معكم ومع مطالبكم، ومع ديمقراطية ووحدة وعروبة البحرين".

حامدين صباحي الذي استذكر المناضل المرحوم عبدالرحمن النعيمي، وسأل عن وضع الأمين العام لجمعية وعد إبراهيم شريف المعتقل حالياً، قال خلال لقائه وفد القوى الوطنية المكون من: الوفاق، وعد، أمل، التجمع الوطني، الإخاء الوطني، قال: "أنا فخور بالالتقاء بكم وبسعيكم لبحرين ديمقراطية تساوي بين المواطنين، والحفاظ على هويتها ووحدتها الوطنية، متطلعين أن تكون  البحرين منطقة وصل".

وتحدث صباحي عن "مصر بعد 25 يناير تتطلع لبناء نفسها، لبناء دولة بناء تليق بالتضحيات لأجل الذين استشهدوا من أبنائها وبناتها، بفضل الله ووحدة المصريين أسقطنا نظاماً قديما لا زالت بقاياه في مصر، ونستطيع القول أن أمامنا الآن الجهاد الأكبر، وهو بناء دولة تعبر عن هذه الثورة، بدلًا من نظام التبعية الذي أهدر ثروات المصريين وأفقر المجتمع، نعتقد أن أي ثورة عظيمة إذا توقفت عند إسقاط النظام القديم فستكون غير مكتملة، لابد من تحقيق أهداف الثورة لما بعد ذلك".

وأردف: "إما أن تستمر مصر في إقامة مؤسسات الدولة الجديدة، وبالذات البرلمان ورئاسة الجمهورية، وأن تأتي هذه المؤسسات معبرة عن الوطنية المصرية،  فلقد كانت كل الطبقات في ميدان التحرير، وكل الشرائح وكل التيارات السياسية كانت موجودة في الميدان، أقباطاً ومسلمين، نساء ورجالاً، هذا التجلي في وحدة مصر هو الذي مكّنها من إسقاط النظام. نتمنى أن المؤسسات التي ستنتجها الثورة تمثل هذه المعادلة إذ يجب استيعاب كل التنوع الوطني المصري".

ورأى صباحي أن "ثورة 25 يناير هي ثورة متعددة الحلقات، وما مر منها ليس كل حلقاتها، يجب أن تُجهز على أنقاض النظام السابق، نأمل أن يوفق ربنا سبحانه هذا الشعب وهذه الثورة".

وتطرق صباحي للوضع العربي، بقوله: "مع انشغالنا بثورتنا ندرك أن مصر ليست بلداً وحيداً بل هي قلب الأمة العربية، والهم العربي هو همّ أي مصري مهموم بقضيته، نقدر إلهام الثورة التونسية، ونؤيد ثورة اليمن تأييدًا غير مشروط، أو في ليبيا  التي أيدنا فيها حق الشعب في الثورة على الطاغية، واعترضنا على تدخل الناتو، أو سوريا التي نؤكد حق الشعب فيها بتحكيم إرادته، ووقوفنا الحازم ضد شلال الدم الذي سفكه النظام ورفضه الدخول في حوار مع القوي الوطنية، ومع إدراكنا لموقع سوريا ودعمها للمقاومة الذي نحترمه، نحن نريد لسوريا الاستمرار في تأييد المقاومة، نحن ندرك المخاطر على المقاومة، وندرك عمق التقسيم الطائفي الذي يمكن أن تُجرّ إليه سوريا. نؤيد الثورة السورية مع ملاحظة هذه المخاوف".

وعن الحركة في البحرين قال صباحي: "نظرتنا للبحرين في إننا نتضامن مع شعبنا في البحرين في إقامة ملكية دستورية، وأن يؤكد الحكم على أنه لا تمييز على الإطلاق، وأن يوقف التحايل على ديموغرافيا البحرين عبر التجنيس الذي له أهداف معينة".
 
وأضاف صباحي: "أرى أن مطالبكم هي مطالب منطقية، مع إدراكي بحقيقة الجدل حول الحديث أن هناك ثورة ذات دوافع وطنية وبين ادعاءات تقول أنها ذات أهداف أخرى، مشكلة الثورة في البحرين أنها -لأسباب عديدة- يتم اتهامها بالطائفية، أنني من المؤمنين أن من حق الشعب البحريني أن يصوغ نظامه كما يريد مع التمسك بعروبة البحرين، نحن معكم ومع مطالبكم، ومع ديمقراطية ووحدة وعروبة البحرين".

واستذكر صباحي: "تربطني بالمرحوم عبدالرحمن النعيمي علاقة وطيدة، وأيضا السيدة عصمت الموسوي وعائلتها الكريمة التي اعتبرها عائلتي، لدي في بيتي لوحة لأخيها الفنان عباس الموسوي، نحن نحب البحرين ومهمومين بها وقلقين عليها، نأمل أن الرؤية التي نقدمها تتطابق مع رؤية  البحرينيين".

وتابع: "اعرف عن الشيخ علي سلمان انه اختلف مع البعض لتمسكه بعروبة البحرين. هذا التمسك يجعل أي عروبي يدعمكم بلا تحفظ، اعرف أن هناك ناصريين في البحرين مختلفين معكم لقلق لديهم، أنا كمرشح للرئاسة مهمتي صياغة عالم عربي ديمقراطي مستقل، ضمن مشروعي كمرشح أعرف أن مصر هي منارة في العالم الإسلامي وأنها لا تستطيع لعب دور ضد هيمنة الولايات المتحدة وإسرائيل دون الارتباط بالعالم الإسلامي وأضلاعه مصر وتركيا وإيران،  مثلث يقوم ضد حالة نشر الطائفية التي تقوم بها القوى المهيمنة عالميا، نريد جمع أضلاع المثلث ليتعاضد يحمي المصالح المشتركة".

من جانبه علّق أمين عام جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان، على حديث المرشح حامدين صباحي، قائلاً: "أضع بين أيديكم  وثيقة المنامة التي صاغتها القوى الوطنية، وسترى فيها أن هوية البلد التي نريدها هي هوية عربية إسلامية لا مساومة عليها، وأن تقوم دولة ديمقراطية تساوي بين المواطنين، أنا اتفق معك  مائة في المائة في رؤيتك التي تفضلت بها،  نحن نرتبط مع بعضنا كجمعيات في معارضة عبر علاقة لا تقوم على أساس ديني، اعتقد أن تكامل الثورات العربية هي ضرورة، المثلث الذي ذكرته هو إما أن يأخذنا للتقدم ولكي نشارك في صياغة الحضارة الإنسانية، وإذا دخل هذا المثلث في صدامات فسنتراجع وسيكون خطأ تاريخي كما حدث أيام الدولتين الصفوية والعثمانية".

وأضاف سلمان إن: "قيام مصر هو قيام للعالم العربي، مصر أنجز الحلقة الأولى كما تفضلت،  نجحنا قبل ستين عاما في التحرر لكننا كعرب فشلنا في إقامة دول ديمقراطية".

من جهته قال مساعد الأمين العام  لجمعية الوفاق للشؤون السياسية خليل المرزوق، للسيد حامدين صباحي: "نتشرف بلقائكم وجها لوجه، نتحدث عن أن مصر هي القلب ونحن احد الصمامات في هذا القلب وإذا فسد صمام يفسد القلب، أنتم في مصر عانيتم من الاتهامات والتشويه وهذا ما نواجهه الآن، نحن لو كنا في ثورة طائفية لما جئنا لقلب الأمة العربية مصر، هذه نظرتنا إننا ننتمي لهذه الأمة العربية. ولا يحق لأحد أن يقول لنا أننا لسنا ضمن الربيع العربي، نحن لن نترك احد أن يسرق حلمنا العربي". وعلق السيد حامدين صباحي على حديث أعضاء الوفد وتأكيداتهم بالقول "هذه روح طيبة ومريحة وتبعث على اليقين".

ومن جهته قال نائب رئيس اللجنة المركزية في جمعية وعد عبدالله جناحي: "نحن كتيارات سياسية متنوعي التوجهات يسارية وقومية وبعثية وإسلامية، حينما توافقنا على هذه الوثيقة كنا نأمل أن ينضم الناصريون الذين في البحرين معنا، هذه مطالب لا رائحة فيها لأية مطالب طائفية، لو كانت بها رائحة طائفية لما كانت وعد من ضمن الموقعين عليها، نحن نطلق من ثلاث محاور الأول الاتفاق على عروبة البحرين واستقلالها ولا مساومة في ذلك، ونؤكد على الشرعية الدستورية، والثالث أن يكون لدينا نظام تتمثل في ديمقراطية تكون عبر حكومة منتخبة، ودوائر انتخابية عادلة، وقضاء مستقل وأمن للجميع".

وتابع: "نحن نعرف أن هناك صراعا إقليميا، ومن الطبيعي أمام أي نهوض جماهيري  أن قوم القوى المضادة للنهوض باستخدام مبدأ فرق تسد، على اعتبار الحالة الديموغرافية في البحرين، ومحاولة خلق حالة خوف وقلق، لكن من يقرأ مطالبنا يكتشف أن هذه المطالب لفائدة الجميع في البحرين لكي نحقق ديمقراطية حقيقية، ولننتقل إلى مرحلة البناء، نريد تأسيس سكة القطار للانطلاق نحو الديمقراطية والتنمية، البحرين منذ قرن تريد بناء سكة قطار الديمقراطية ".

من جهته أجاب نائب الأمين العام لجمعية وعد للشؤون السياسية رضي الموسوي على سؤال لحامدين صباحي حول وضع الأمين العام لجمعية وعد إبراهيم شريف المعتقل حالياً، وتم التطرق إلى التقرير المتوقع للجنة تقصي الحقائق.