غلوبال فويس: البحرين ستقضي على التظاهرات الشعبية، ولكن ليس على دعم داعش!

2014-11-30 - 11:55 م

نور مطر، موقع غلوبال فويس

ترجمة: مرآة البحرين

تعتبر البحرين رسميًا جزءًا من التحالف الإقليمي العسكري الذي يحارب القسم الوحشي والمستبد من القاعدة والمعروف بداعش. وقد استطاعت هذه الأخيرة أن تستولي، عن طريق العنف، على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. ولكن يبدو أن الحكومة المدعومة من العائلة المالكة ما زالت تغض النظر عن أولئك المتعاطفين مع داعش ومموليها ورجال الدين الطائفيين في البلاد. ويقول نقاد الدولة إن هذه الخطوة تساعدهم في خلق توترات طائفية تستخدم لإسكات الناشطين المطالبين بالديمقراطية في البحرين والذين كانوا يقودون الحركة من أجل الإصلاح منذ العام 2011.

تقدم حملة إعلامية حديثة مثالًا واضحًا عن الدعم المتزايد لداعش في هذه المملكة الجزيرة الصغيرة، إذ نشر في أحد الفيديوهات على موقع يوتيوب تسجيلًا يظهر فيه أربعة بحرينيين يتنمون إلى داعش ويدعون فيه بحرينيين آخرين للانضمام إلى القتال ضد حكّامهم "الطغاة"؛ أسرة آل خليفة السنية الحاكمة، وضد الأكثرية الشيعية الموجودة في البلد. وعلى الرغم من ذلك، لم يجر تحقيق رسمي حول هذا الفيديو.

بروباغندا داعش تزدهر في البحرين تحت نظر الحكومة

دعت مقاطع فيديو أخرى لدعم داعش وحرضت على العنف الطائفي:

داعش

الشخص الذي حمّل الفيديو، والمكنى بأبو الضرغام، تحدى السلطات عبر نشره لاسمه الحقيقي ورقم هاتفه وتاريخه الشخصي على الإنترنت:

داعش 2

هذا ولم تعتقل وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، التي تستهدف المدونين والناشطين الحقوقيين عادةً عن طريق الإحتجاز والاعتقال، مسجلي هذه الفيديوهات.

أما المثال الثاني فيتجسد بعبدالله مبارك البنعلي، شقيق تركي البنعلي، مفتي أو مشرع داعش الإسلامي. كان عبدالله البنعلي ينشر مواد مؤيدة لداعش على الإنترنت لبعض الوقت وقد استجوبته السلطات البحرينية بشكل مختصر إلا أنه لم يعتقل. وكذلك يدعو أخوه الآخر، محمد مبارك البنعلي، المقاتل في صفوف داعش والمعروف بأبي الفداء السلامي، للانضمام إلى القتال في صفوف داعش، وذلك عبر فيديو نشر على يوتيوب. وكلا الأخوين حصلا على إشادة من والدهما مبارك عبدالله البنعلي، الذي يزعم الكثيرون أنه ضابط برتبة مقدم.

داعش تساعد في بناء رواية طائفية

هل يؤمن هؤلاء الأشخاص أنهم سيعاقبون بسبب أعمالهم؟ طرح المدافعون عن حقوق الإنسان البحرينيون هذا السؤال. يعتقد كثيرون أن النظام يريد أن يشجع رواية طائفية من أجل سحق الحركة المستقلة التي تعمل على حماية حقوق الإنسان بشكل أكبر في البحرين.  

قد يكون من الصعب للسلطات البحرينية أن تواجه خطر مثل هذه الجماعات المتطرفة - وهي التي عملت معها بجد في الماضي. فقد استدعيت هذه الجماعات المتطرفة كجزء من حملة القضاء على انتفاضة 2011 التي شهدت آلاف المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع مطالبين الحكومة بعدة إصلاحات مختلفة وحريات.

زاد القمع من الطائفية والحملات ضد المعارضين "الخونة" وهدم المساجد الشيعية والتعصب الأعمى والشتم من قبل قوات الشرطة، لذلك تطلب الأمر جهات تدعم خطابات الانقسام الطائفي، فكانوا بحاجة إلى جماعات متطرفة متشددة.

في الواقع، تركي البنعلي، مفتي داعش الذي ذكر سابقًا قد ارتفع إلى الصدراة كفرد من القوات المعادية للثورة التي استخدمت لمقاومة أولئك الذين يسعون للتغيير في البحرين. وفي الفيديو التالي المنشور منذ العام 2011، يلقي تركي خطابًا لمجموعة في البسيتين ويدعوهم فيها إلى "الدفاع" عن أمتهم ضد "الخونة"- في إشارة إلى المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في البحرين. وكان من بين جمهور البنعلي أناس يحملون فؤوسًا وعصيا وسيوفا. وقد تلقى البنعلي مباركة من بعض المسؤلين رفيعي المستوى الذين زاروا التجمع في البسيتين. وعلى الرغم من ذلك، لم تعاقبهم السلطات لأنهم كانوا مشاركين في الرواية الطائفية التي كان توّظف.

استغل تركي البنعلي المنصة التي أتيحت للمتشددين، فألقى خطب الجمعة التي تحرض على الكراهية ضد المتظاهرين، وكذلك نظم تظاهرات أمام مبنى سفارة الولايات المتحدة في البحرين ملوحًأ بأعلام داعش.

لذا فارتفاع الطائفية لم يكن مفاجئًا، فقد أصبحت بسرعة حالة غير معلنة وسياسة مدعومة. وفي هذا الصدد، يقول الصحفي في نيو يورك تايمز، نيكولاس كريستوف إنه:

"تم إلقاء القبض على زميلي في صحيفة نيويورك تايمز، مايكل سلاكمان، على يد قوات الأمن البحرينية منذ بضعة أسابيع. وقال إنهم وجهوا أسلحتهم عليه وإنه شعر بالخوف من أن يقتلوه عندما سحبوا جواز سفره وصرخوا إنه صحافي أمريكي. ومن ثم قال إن الجو تغير فجأة وأتى قائد المجموعة وأمسك بيد السيد سلاكمان قائلًا بلطف، "لا تقلق! نحن نحب الأمريكيين!"

وأضاف شرطي "نحن لا نسعى وراءك، بل وراء الشيعة". ويتذكر السيد سلاكمان "بدا الأمر وكأنهم يصطادون فئران".

لم تتدخل حكومة البحرين لوقف ظهور أمثال تركي البنعلي وللسبب نفسه لم تنضم إلى الحملة الخليجية الواسعة على جماعة الإخوان المسلمين، فهم حلفاء ذو قيمة ويؤيدون الرواية الطائفية للنظام ضد الانتفاضة الاجتماعية. قد تكون هذه الجماعات آخر حليف للنظام داخل البحرين.

البحرينيون الأقوياء الذين يتعاطفون مع داعش

لن تكون هذه المرة الأولى التي تساهم البحرين فيها في نمو وتمكين هذه الجماعات المسلحة. وقد كتب هانز دوثل في كتاب "المحترفون، السياسة والجريمة، تبييض الأموال الدولية":

بعد 11 سبتمبر/ أيلول 2001، أصبح تبييض الأموال الشاغل الأساسي في حرب حكومة بوش الأمريكية على الإرهاب على الرغم من أن النقاد يقولون إن تبييض الأموال أصبح مسألة أقل أهمية بالنسبة للبيت الأبيض. تم اتهام "كلير ستريم" (وهي شركة خدمات مالية بمثابة بنك للبنوك متمركزة في لوكسمبورغ وتمارس "المقاصة" عبر مركزة الاقتطاعات وعمليات الائتمان لمئات المصارف) بأنها مضارب أساسي في الاقتصاد السري (السوق السوداء)، عبر نظام حسابات غير معلن عنه؛ ومن الممكن أن يكون بنك البحرين الدولي، الذي يملكه أسامة بن لادن، قد استفاد من تسهيلات التحويلات المالية هذه.

إن استخدام البحرين كملاذ مالي للجماعات المسلحة ليس بجديد، ولكن المقلق هنا هو قدرة هذه الجماعات على النمو مؤخرًا لدرجة أن فردًا من أسرة البحرين الحاكمة كان يغرد على حسابه في تويتر داعمًا داعش وواضعًا علمها كصورة خلفية (حسابه موقوف الآن)

داعش 4

وروج فرد آخر من الأسرة الحاكمة لأسهم جبهة النصرة (وهي فرع من القاعدة)

ومن المحتمل أن تصبح هذه القضية قريبًا مقلقةً للسعودية التي تحارب القاعدة داخل مملكتها،  فالبحرين تقع قبالة الساحل السعودي ويفصلها عنها مضيق مائي يبلغ عرضه عشرات الكيلومترات فقط. وتربط هاتين المملكتين المجاورتين علاقات ودودة، فقد أرسلت السعودية في العام 2011 قوات إلى البحرين لمساعدتها في قمع التظاهرات الشعبية.

وفي مجزرة الدالوة الأخيرة في الإحساء في المنطقة الشرقية في السعودية، أطلق ثلاثة رجال النار على مجموعة من الشيعة وقتلوا خمسة منهم. والجدير بالذكر أن الرجال الثلاثة قد قاتلوا في صفوف القاعدة في سوريا. ويمكن أن يكون قد خطط لهذا الهجوم بسهولة في البحرين. هذا وقررت القاعدة، بعد وقت قصير من الهجوم، الانضمام المسلّح مجددًا إلى داعش مع العلم أنه قد تم اعتقال بحرينيين في السعودية مرات عديدة في السابق لمحاولتهم القيام بهجمات متصلة بالقاعدة.

يمكن أن يحصل فعل مشابه في البحرين. في الواقع، غرد وزير الشؤون الخارجية خالد آل خليفة ردًا على حادثة القتل:

لولا عناية الله وحذر الأجهزة الأمنية، لما استغربنا حصول مثل هذه الجريمة التي وقعت في الأحساء في البحرين. شكرًا لوزارة الداخلية.

 

26 تشرين الثاني 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus