بين "بلقيس رمضان" و"عبد الله البوعينين"... "استفتاء الائتلاف" يشوش على الانتخابات ويفرض صوره على تغطيات الصحف والمواقع الإخبارية!
2014-11-24 - 8:19 م
مرآة البحرين (خاص): انضم الموقع التركي World Bulletin إلى قائمة وسائل الإعلام التي نشرت صورة لـ"الاستفتاء الشعبي" في صدر الأخبار التي بثتها ضمن تغطيتها للانتخابات البحرينية، كما انضم كذلك موقع "التقرير" الشهير إلى جملة هذه المواقع، ليصل عدد ما رصد منها إلى 5.
ووضعت هذه المواقع صور "الاستفتاء" على أنها صور للانتخابات البحرينية.
وأحدثت فعالية الاستفتاء، التي فاق الإقبال عليها كل التوقعات بحسب مراقبين، أحدثت لغطا كبيرا ولفتت الأنظار إلى الاحتجاجات في البحرين والمقاطعة الواسعة للانتخابات بشكل مختلف وناجح إلى حد بعيد.
ولم يكن أحد يتوقع أن تثير الفعالية غضب السلطات إلى درجة أن يصرح وزير الخارجية ضدها علنا، كما لم يتوقع أحد أن تستقطب الفعالية هذا العدد من المشاركين، وأن تفرض حضورها المحلي والدولي بهذا الشكل.
اعتمد الائتلاف فكرة الاستفتاء في أيام الانتخابات نفسها، ووضع لها شعارا مقاربا من شعار انتخابات السلطة "بصوتك_تقرر"، مغطيا بشكل كامل على صدى هذه الانتخابات.
الصناديق البلاستيكية البسيطية، والمقار السرية العديدة التي أقامها الائتلاف للتصويت، وبطاقات التصويت المطبوعة، شوّشت على انتخابات السلطة، التي تعاني في الأساس من اضطرابات كبيرة أدت إلى ظهورها في موقف ضعيف جدا.
مقرات الائتلاف، التي هاجمت السلطة بعضها واعتقلت منها أشخاصا، تسببت، هي وصناديقها وبطاقاتها، في اشتباه العديد من المواقع ووسائل الإعلام الإخبارية، التي اختلطت عليها (معذورة) انتخابات السلطة باستفتاء الائتلاف، فالفارق من ناحية التنظيم والإعلام لم يكن يذكر، غير أن الأولى كانت تستقطب المشاركين بالترغيب والترهيب والتزوير، بينما كانت الثانية تعقد تحت النيران وأزيز قنابل الغاز وملاحقات أجهزة المخابرات!
بعد كل ما صرفت السلطة من ملايين لإنجاح هذه الانتخابات، وقعت وسائل الإعلام في هذا الالتباس، ومنيت الحكومة بالخيبة والفشل، حين تصدّرت صور "الاستفتاء الشعبي" الأخبار الدولية والعربية، بدلا من صور الانتخابات، وذلك بإرادة محرريها أو رغما عنهم، بعد أن حصلوا على هذه الصور من وكالات الأنباء الدولية مصنفة تحت باب "انتخابات البحرين"، في حين كان قصد الوكالات أن الانتخابات في البحرين لم تكن فقط صناديق اقتراع السلطة، ولكنها أيضا صناديق اقتراع الائتلاف، وأصوات المحتجين في الشوارع، التي كانت تحدث في نفس الوقت تماما!
السلطات كانت متنبّهة بشكل جيّد إلى خطورة هذه "الاستفتاء"، ولذلك لم تجد بدا من حملة قمع شديدة جدا قبيل الانتخابات، اعتقلت فيها حوالي 18 امرأة، للتعرف على ما يبدو على من تكون "بلقيس رمضان"، التي باتت أيقونة "الاستفتاء الشعبي" عبر المؤتمرات الصحفية والجولات الميدانية التي تعقدها علنا. اعتقالات السلطة طالت شبانا ورجالا أيضا، أغلبهم من عوائل الشهداء، واستخدم المحققون أبشع الوسائل لانتزاع اعترافات من الجميع بأنهم ينتمون إلى ائتلاف 14 فبراير، وأنهم من ينظم هذا الاستفتاء.
مع ذلك، نظم الاستفتاء. وظهرت بلقيس رمضان مجددا!
بلقيس رمضان باتت في هذه اللعبة الكبيرة وزير "عدلنا"، أو ربما بمثابة "عبد الله البوعينين"، المدير التنفيذي للانتخابات. بلقيس، وهو اسم حركي، هي من قدمها الائتلاف كرئيسة للهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء الشعبي، لم نكن من المتوقع أن تفعل أجهزة المخابرات والأمن كل ذلك لتعرف بلقيس، وتفشل! وحتى يوم أمس ظلت بلقيس تتجول في مقار فرز أصوات الاستفتاء الشعبي، وتشكر المراقبين الذين حضروا، حسبما أعلن الائتلاف!
رغم سطوة أجهزة الأمن وكل عمليات القمع التي نفذتها ضد الاستفتاء، لم تظهر بلقيس مرتبكة ومتلعثمة، كما كان وزير العدل، أو كما ظهر البوعينين. بلقيس لم تسرق إرادة الناخبين، ولم تزوّر، ولم تكذب، ولذلك هي، رغم كل التهديدات، على عكس الآخرين، ليست مضطربة!
ليس من الغريب إذن أن تلاحق السلطات مقار الاستفتاء والمشاركين فيه ومنظميه، وليس من الغريب أن يتحدث عنه وزير الخارجية بنفسه! كما أنه ليس من الغريب أيضا أن يطالب أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان بأن تصدّق نسب التصويت على الاستفتاء الشعبي التي سيعلن عنها الائتلاف، إذا ما أردنا أن نصدق نسب المشاركة في الانتخابات، التي أعلن عنها النظام.
"هل تؤيد تقرير مصيرك باختيار نظام سياسي جديد في البحرين تحت إشراف الأمم المتحدة؟" هذا هو سؤال بطاقة التصويت في استفتاء الائتلاف، وربما كان من باب المصادفة، أن الشيخ علي سلمان، قال في الفيديو الأخير، إنه يتحدى النظام بأن يقبل أن تشرف الأمم المتحدة على انتخابات حرة تؤدي إلى برلمان يتولى صياغة دستور جديد... وأظن أن ذلك لا يختلف عن نظام سياسي جديد!