الشيخ جعفر الشارقي لـ"مرآة البحرين": من ينسب للراحل الشيخ سليمان المدني القول بـ"وجوب المشاركة دائما" لا شك في اشتباهه وخطئه

الشيخ جعفر الشارقي
الشيخ جعفر الشارقي

2014-11-22 - 1:36 ص

مرآة البحرين (خاص): قال الشيخ جعفر الشارقي إن العلامة الراحل الشيخ سليمان المدني كان يمثل المعارضة المعتدلة، وإن أكثر المعارضة اليوم نهجت قريبا من النهج الذي سار عليه، وأوضح أن تأييد الراحل المدني للانتخابات ودعوته لأتباعه الدخول والتصويت فيها كان مبنيا على تشخيصه للظروف الموضوعية آنذاك، وجدوى الدخول لدفع المفسدة.

وفي حوار مع "مرآة البحرين" أكد الشارقي "لا شك أنه لا يصح قياس هذه الانتخابات "بعد 2011" على الانتخابات قبل 12 سنة، وذلك لتغير الظروف وخصوصا ما يتعلق بصلاحيات المجلس المعدومة والتمييز والتجنيس والانتهاكات الجسيمة ضد الشيعة على وجه الخصوص وغيرها".

وأوضح الشارقي أن خطب الراحل المدني الواضحة تؤكد أنه قد "تتجدد ظروف تستدعي أن نغير رأينا أو موقفنا"، وأن "النتيجة من كلامه: إن من ينسب له القول بوجوب المشاركة وكأنها وحي منزل لا يتغير لا شك في اشتباهه وخطئه".

وأبدى الشيخ الشارقي تأكيده على أن رأيه الذي لا يتردد فيه هو أنه "في ظل الانتهاكات المتكررة المستمرة التي لا حد لها ولا حصر منذ أيام السلامة الوطنية وحتى اليوم لا نجد سببا واحدا يدعونا للقبول بهذا الواقع الذي يراد فرضه".

ودعا الشارقي" ملك البلاد ومن بيده الحل والعقد ولاسيما ولي العهد -الذي يفترض أن تؤول إليه مقاليد الحكم- المبادرة بالاستجابة لمطالب الشعب المحقة التي خرج ليطالب بها في 14 فبراير 2011"، وقال إنه "حين يحصل هذا لن نحتاج إلى رسائل من وزير العدل أو غيره تدعونا للمشاركة في الانتخابات، بل سيخرج الشعب عن بكرة أبيه كما فعل عند التصويت على الميثاق الذي لم يلتزم بما فيه بعد ذلك".

وعن الحكم الذي صدر بسجن ولده محمد 3 سنوات، قال الشارقي إنه كان من الواضح أنه حكم سياسي وليس جنائيا، وعما إذا كان الحكم استهدافا شخصيا له، قال الشيخ الشارقي "أنا لم أفعل جريمة تستدعي استهدافي إلا إذا افترض أن المطالبة بالحقوق جريمة؟! وما الله بغافل عن ما يعمل الظالمون".

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته "مرآة البحرين" مع الشيخ جعفر الشارقي، أحد أهم رجال الدين الشيعة في البحرين، وأحد كبار أساتذة مدرسة عالم الدين الراحل الشيخ سليمان المدني (رحمه الله).

مرآة البحرين: مقاطعة الانتخابات النيابية، ما هو رأيك في هذا السياق، هل أنت مع المقاطعة، ولماذا؟

الشيخ جعفر الشارقي: رأيي واضح لا لبس فيه ولا تردد. فالمجلس بصيغته الحالية - ومع وجود المجلس المعين- لا يحل ولا يربط، وليس له أدنى صلاحية للتغيير أو الإصلاح ولا حتى دفع المفسدة، ويكفي أن من إنجازاته تشريع قانون الإرهاب الذي هو قمة الإرهاب، فأين من دخل لدفع المفسدة حين نوقش وأقر؟

وفي ظل الانتهاكات المتكررة المستمرة التي لا حد لها ولا حصر منذ أيام السلامة الوطنية وحتى اليوم لا نجد سببا واحدا يدعونا للقبول بهذا الواقع الذي يراد فرضه.

الشارقي

الشارقي ونجله المعتقل محمد

مرآة البحرين: كثيرون رشحوا أنفسهم للانتخابات رغم الموقف الشعبي الواضح، ما رأيك في ذلك؟

الشيخ جعفر الشارقي: لا شك أن الذين ترشحوا والذين قبلوا بهذا المشروع "الانتخابات" هم قلة قليلة من هذا الشعب الذي أبدى رفضه لها عبر مسيرات جماهيرية عارمة. ويكفي مسيرة 19 سبتمبر الجماهيرية التي كان شعارها "مقاطعة الانتخابات" والتي شارك فيها ما لا يقل عن 200 ألف مواطن. ولا أبالغ لو قلت إن الأكثرية ممن ترشحوا دافعهم لذلك طلب المنصب والمال والجواز الأخضر. وقلة منهم من ترشح عن اقتناع بجدوى هذا المجلس وفائدته للوطن.

مرآة البحرين: هناك من يرى أن الموالاة الشيعية للنظام لا وجود لها، وأن الجانب الذي كان يمثل توجها مختلفا في التعامل مع الدولة بتيار الراحل الشيخ سليمان المدني رحمه الله، ذاب بعد 14 فبراير بكله في التيار الشيعي الواحد الذي يكون جسد المعارضة الأساس، وقد ثبت ذلك من خلال المقاطعة الواسعة جدا للانتخابات في 2011، ما رأيك؟

الشيخ جعفر الشارقي: في اعتقادي لم يكن الأستاذ الراحل سماحة العلامة الشيخ سليمان المدني (قدس سره) من الموالين للدولة، وإنما كان يمثل المعارضة المعتدلة التي تحاول الحصول على الممكن بأسلوب مختلف عن أسلوب غيره. وأكثر المعارضة اليوم -كما أعتقد- قد نهجت قريبا من النهج الذي سار عليه الأستاذ الراحل. كما أن أكثر من يصنف تحت هذا التيار قد حضر وشارك بقوة في دوار اللؤلؤة، وطالب بما طالب به غيره من التيارات الأخرى.

وأما في ما يتعلق بتأييد أستاذنا للانتخابات ودعوته لأتباعه الدخول والتصويت فيها فموقفه (قدس سره) مبني على تشخيصه للظروف الموضوعية آنذاك، وجدوى الدخول لدفع المفسدة. ولا شك أنه لا يصح قياس هذه الانتخابات "بعد 2011" على الانتخابات قبل 12 سنة، وذلك لتغير الظروف وخصوصا ما يتعلق بصلاحيات المجلس المعدومة والتمييز والتجنيس والانتهاكات الجسيمة ضد الشيعة على وجه الخصوص وغيرها.

وهو نفسه قد أشار إلى ذلك في إحدى خطبه بقوله: (فنقول للمؤمنين: إن عليكم أن تدخلوا فيها لدفع ما تقدرون على دفعه من المفاسد التي تنشأ من وجود العلمانيين والفسقة والملحدين فيها، وجلب ما يمكن جلبه من المصالح بقدر الإمكان. ورأينا هذا لم يتغير حتى الآن، ولم تتجدد ظروف تستدعي أن نُغيِّر رأينا أو موقفنا من هذه الأمور..).

والواضح من كلامه أنه قد "تتجدد ظروف تستدعي أن نغير رأينا أو موقفنا". وهذا ما نراه ورأته المعارضة بكل أطيافها ورأته أغلبية الشعب. والنتيجة من كلامه: إن من ينسب له القول بوجوب المشاركة وكأنها وحي منزل لا يتغير لا شك في اشتباهه وخطئه.

مرآة البحرين: ما هو الحل برأيك للصراع السياسي الحاد الذي يضرب البلاد منذ 4 سنوات إلى الآن؟

الشيخ جعفر الشارقي: لا يمكن حل الصراع السياسي القائم منذ عشرات السنين إلا برفع أسبابه. فالظلم والتمييز ضد مذهب معين، والاستفراد بالقرار وتهميش الشعب وإبعاده عن حكم نفسه، والتجنيس السياسي، والاستمرار في سياسة الافلات من العقاب وغيرها ... كل تلك الأسباب لا بد من إيجاد حل لها وإلا فالصراع السياسي باق ببقائها، والشعب ثابت على المقاطعة.

مرآة البحرين: هل ترى أن أحدا ما يجب أن يقوم بمبادرة شجاعة وجادة يمكن أن تفلح في حلحلة الأمور، ومن تقترح؟

الشيخ جعفر الشارقي: نعم، لا يمكن أن تعود الأمور إلى نصابها إلا بطرح مبادرة شاملة يحل من خلالها كل المشاكل العالقة. على ملك البلاد ومن بيده الحل والعقد ولاسيما ولي العهد -الذي يفترض أن تؤول إليه مقاليد الحكم- المبادرة بالاستجابة لمطالب الشعب المحقة التي خرج ليطالب بها في 14 فبراير 2011 والشروع في إجراء مصالحة شاملة وحوار جاد مع المعارضة بكل أطيافها للوصول إلى حل جذري. وحين يحصل هذا لن نحتاج إلى رسائل من وزير العدل أو غيره تدعونا للمشاركة في الانتخابات، بل سيخرج الشعب عن بكرة أبيه كما فعل عند التصويت على الميثاق الذي لم يلتزم بما فيه بعد ذلك.

مرآة البحرين: هل تقدم أي نصائح للمعارضة وللنظام؟

الشيخ جعفر الشارقي: نعم نصيحتي للنظام الحاكم: أنصحه بترك المكابرة، والرضوخ لحكم الإسلام الذي أمر بالعدل والمساواة وحرم الظلم والتمييز وإلا فإن التغيير قادم لا محالة طال الزمان أو قصر، سواء فرض من الداخل أو الخارج.

وللمعارضة وكل القوى الفاعلة: عليكم بالتوحد والترابط والاجتماع حول الأهداف الوطنية التي تجمعكم، وترك كل ما يعكر صفو هذه الوحدة، فإن في اجتماعكم القوة، وفي تفرقكم الضعف. ولا تنسوا أن أكثر الشعب قد وثق بكم وفوضكم لتكونوا خير مفاوض بالنيابة عنه.

مرآة البحرين: هل تظن أن استهداف ابنك محمد هو استهداف شخصي لك؟ لماذا استهدف محمد تحديدا برأيك، رغم كل القرائن والدلائل الثابتة على براءته حتى باتت حالته مميزة جدا؟

الشيخ جعفر الشارقي: براءة ولدي "محمد" قد أثبتها المحامون في المحاكم، وأثبتُها أنا على الملأ عبر تغريداتي على تويتر والفيسبوك وموقع إلكتروني شامل وضعت فيه كل الأدلة على تواجده في محل عمله في منطقة "أم الحصم" في نفس وقت التهمة التي وجهت إليه في منطقة "جدحفص" وخصوصا تصوير كاميرات الفيديو الامنية.

ومع كل ذلك فقد حكم عليه بالسجن (5 سنوات) ثم خفف ل (3 سنوات) مما يدل بوضوح على أن الحكم سياسي وليس جنائيا.

أما استهدافي شخصيا من خلال سجن ولدي، فأنا لم أفعل جريمة تستدعي استهدافي إلا إذا افترض أن المطالبة بالحقوق جريمة؟! وما الله بغافل عن ما يعمل الظالمون.

نسأل الله تعالى الفرج العاجل له ولكل إخوانه المعتقلين والمشردين والمطاردين ظلما وعدوانا.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus