محيي الدين خان: وافقت على ذهاب ابني إلى سوريا واشترطت عليه فقط "أن يتدرّب على الأسلحة"

- محيي الدين خان
- محيي الدين خان

2014-11-22 - 2:15 ص

مرآة البحرين: في 8 سبتمبر/ أيلول 2013 نشر رئيس جمعية "العدالة" المرخصة من السلطات البحرينية، محيي الدين خان، وقائع مقتل ابنه إبراهيم، وعرض فيها تفاصيل مثيرة عن رحلة ابنه للجهاد في سوريا والتي يتّضح أنه زارها مرّتين، عاد منها في المرة الأولى إلى البحرين بشكل طبيعي من دون أن يخضع لأية مساءلة من السلطات. قبل أن يغادر مرة أخرى، حيث لقي حتفه في منطقة "أريحا"، مشيراً إلى أن "كل ذلك تمّ بالاتفاق معه" وأنه اشترط عليه شرطاً واحداً فقط "ألا يدخل للداخل حتى يتدرب بدنيا على الأسلحة". 

ويقول في عرضه لتفاصيل القصة "قبل سنة كان إبراهيم يطلب مني الذهاب لسوريا وكنت أماطله لأرى صدق نيته، أتأكد هل رغبته هذه صادقة أم حماس مؤقت ونزوة عابرة".

ويضيف خان في مقالة نشرها على حسابه الشخصي في "تويتر" إن إبراهيم "ظل لأشهر يردد رغبته في الذهاب وعندما رأيت صدق عزيمته، قلت له مازلت بحاجة لتعديل بعض الأمور في نفسك لتكون مستعدا، واتفقت معه على أنه إذا غير من نفسه في هذه الجوانب فسوف أسمح له في الذهاب". ويتابع "رأيت منه تغيرا ملحوظا في وقت قصير وهذا يدل على صدق نيته، عندها سمحت له بالذهاب كاد يطير من الفرح".

محيي الدين خان

- إبراهيم محيي الدين خان

ويعلق خان على ذلك "تتعجب من الشاب يطير فرحا لحتفه، وكان شرطي عليه ألا يدخل للداخل حتى يتدرب بدنيا وعلى الأسلحة ليكون عنصرا فاعلا بين أقرانه لا عالة عليهم".

ويقول "مكث شهرا ورجع للبحرين في منتصف رمضان وبقي مع عائلته حتى منتصف شوال، كان وقتا جميلا قضته العائلة معا، وأخبرنا أن هذه المرة لن يعود حتى النصر أو الشهادة". وأضاف "في آخر أسبوع كنت أراه قلقا، كان يشرد ذهنه أحيانا يفكر بالرجوع في أسرع وقت"، مشيراً إلى أنه "في المطار عند توديعه كانت عيناه تشع من الفرح، وكأنه كان على إحساس بلقاء ربه".   

ويواصل خان عرض تفاصيل رحلة ابنه إبراهيم "وصل لسوريا ورتب أموره وكنت على اتصال معه بشكل يومي تقريبا، كان يستشيرني في كثير من الأمور، وقبل ذهابه لأريحا أخبرني أنه سيذهب لغزوة وانقطع عني ليومين ثم رجع فتواصلت معه وفي يوم الاثنين الماضي أخبرني أنه سيذهب لمدة ثلاثة أيام للرباط في أريحا ثم يعود".
ويتابع "خلال الحديث الذي دار بيننا، وضعته على وسائل التواصل وأمنيته في الشهادة شعرت أن شيئا سيحدث وزاد شعوري عندما قال لي.. أبوي أنت وأمي راضين عني.. فقلت له لو لم نكن راضين عنك ما كنت الآن هناك، وكان فرحا".

ويقول خان "ذهب لأريحا الاثنين الماضي للرباط ويوم الثلاثاء سمعنا عن المعركة الشرسة هناك ويوم الأربعاء ازدادت المعركة ضراوة".
وأضاف شارحاً تفاصيل المعركة الأخيرة التي يقول إنه استقاها من "مكالمات مع عدة جهات شخصيا وعن طريق أشخاص"، موضحاً "كان خمسة من الشباب ومنهم إبراهيم على جبل وكان الجيش السوري يقصفهم بعنف فاضطروا للنزول إلى منتصف الجبل وتخندقوا". وتابع "قام العدو برمي أسفل الجبل بعيارات ثقيلة مما أدى لخلق غبار كثيف انعدمت فيه الرؤية على المجاهدين، وهم في انتظار انقشاع الغبار،التف العدو من خلفهم وكان الشباب يعتقدون أنهم إخوة لهم فقدموا للمساعدة"، مستدركاً "لكنهم تفاجأوا بالعدو فقام العدو برشهم فقتل ثلاثة من الإخوة فورا وجرح إبراهيم، وأما الخامس فلم ينتبهوا له، وكان إبراهيم يتشهد ويكبر فقام العدو برميه بطلقات كثيرة لإسكاته".

ويواصل "عندما أراد الذي قتل إبراهيم تغيير خزان الرشاش عاجله الأخ الخامس بطلقات فأرداه سريعا، وهو الذي سمع إبراهيم يتشهد، انحاز المجاهد ثم رجعوا بعد خمس ساعات"، مضيفاً "أخبروني أن إبراهيم كان مازال ينزف بغزارة رغم مرور خمس ساعات على استشهاده، وأنه كان ينزف خلال نقله وحتى عند وضعه في القبر".

ويتابع "يقول الشباب لم نر كمية من الدماء تخرج من ميت بهذه الغزارة المستمرة والمفروض أن جسمه قد نشف".

ويقول خان "شهد المجاهدون أن رائحة جميلة كانت تخرج من جسمه مع الدماء وكانت سبابته مرفوعة، وكان جسمه طريا دافئا بعد هذه الساعات الطويلة"، مضيفا "أحد المجاهدين قال لي إن إبراهيم كان صائما في اليوم الذي قبله والحرب في أوجها، وأحسبه كان صائما اليوم مع صديقه أبي سفيان حافظ القران الذي كان صائما معه وقتلا سويا".

ويتابع "قبل مقتله بعشرة أيام سقط على مقرهم برميل متفجر ولم ينفجر، وعندما خرج من المقر سقط برميل متفجر على بعد 3 أمتار ولم ينفجر. فقلت له أن أجلك لم يأت بعد". ثم يختم محيي الدين خان مقالته قائلاً "اللهم تقبل عبدك إبراهيم في الشهداء واجعله شفيعا لنا".

النسخة الاانجليزية


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus