الشهيد (41) إلى مثواه: أعلام الربيع العربي ترفرف في الحشود الغاضبة .. والهتافات: ما مات!

2011-10-07 - 11:16 ص



مرآة البحرين: فرضت قوات الأمن البحرينية طوقاً محكماً على مسيرة تشييع الشهيد أحمد جابر القطان (16 عاماً) الذي قضى برصاص الشرطة أمس، لكنها لم تحل دون تدفق عشرات الآلاف من الأزقة والشوارع الداخلية المفضية إلى موقع الجنازة. وأغلقت وحداتها جميع المسارات المؤدية إلى شارع المبديع حيث شيعت جنازته وسط هتافات المتظاهرين الذين توعدوا بالانتقام ومواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم. وتحدث مواطنون عن وضع نقاط تفتيش عند إشارات شارع البديع ومناطق الجنبية وسار والحلة وكرانة قرب محطة جواد والشوارع المؤدية إلى مجمعي جيان والدانة لإعاقة وصول المشاركين.

وأظهرت الصور تمركز قوات الأمن أعلى كوبري القدم المطل على قرية أبو صيبع التي انطلقت منها مراسم التشييع وعند مدخل سنابس والديه، فيما أفيد عن ملاحقة رجالها  مجموعات المحتجين الذين كانوا يسعون إلى تلافي الحواجز عبر الطرق الداخلية للوصول إلى موكب التشييع.

حيث ألغت الجمعيات السياسية وائتلاف 14 فبراير/ شباط فعالياتهما التي كانت من المزمع أن تنطلق اليوم ودعوا أنصارهم إلى مشاركة قوية في جنازة الشهيد. وقد قام رجل الدين السيد سعيد الوداعي بالصلاة على المتوفى، فيما لف جثمانه بعلم البحرين. ورفض والد الشهيد إمضاء إفادة طبية امتنعت عن ذكر السبب الحقيقي لوفاة ابنه، وهو الرصاص الانشطاري.

وتحول المحتجون الذين لم يتمكنوا من المشاركة إلى تنفيذ طوق بالسيارات في الشوارع الرئيسة وإغراقها بالازدحامات، التي امتدت إلى جسر المحرق. وأعادت قوات الأمن انتشارها في مركز ومحيط تقاطع اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة الذي شهد انطلاق ثورة 14 فبراير/ شباط خشية من معاودة المحتجين الوصول إليه بعد الانتهاء من مراسم التشييع.

وانطلقت دعوات فردية من فريق الموالاة على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو فيها إلى احترام حرمة الموتى. وذلك بعد أن أغرق أنصاره "تويتر" و"فايسبوك" بحملات الشماتة لحظة الإعلان عن مقتل الشاب أمس.

وحاولت إحدى القنوات التابعة إلى  فريق السلطة التي تبث على "تويتر" تحت مسمى "منامة برس" أن تلعب في معطيات واقعة القتل، فنشرت ما أسمته "اشتباهاً بعمل جنائي في وفاة الشاب" زاعمة وجود آثار "لحقنة في رقبته" وواعدة أنصارها بكشف معطيات إضافية، تكراراً للسيناريو الذي اتبعته السلطة مع أطباء مستشفى السلمانية، حيث لاقى ذلك الاستهجان من قبل منظمات الصحة والهيئات الدولية، إلا أنها عادت وسحبت كلامها بعد اعتراف وزارة الداخلية بوفاة الشاب من واسطة ما دعاه بيانها "طلقة رشية" بسلاح الشوزن المحرم دولياً، بعد أن سبق وقالت إنه قضى نتيجة لتوقف دورته الدموية.

مما يؤكد ذلك المزاعم بشأن صلة هذه القنوات بجهاز المخابرات الذي تحدثت كثير من التقارير أنه عمل منذ انطلاق ثورة 14 فبراير/ شباط على تجنيد نحو 500 عنصرا للعب على المعطيات والتشويش على عمل المعارضة من خلال الشبكات الاجتماعية على الإنترنت.

وتصدت قوات الأمن الراجلة إلى مسيرة قرب كوبري القدم انطلقت بعد انتهاء مراسم التشييع وكانت تهدف إلى التوجه إلى دوار اللؤلؤة، مستخدمة قنابل الغاز والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية. وتحدث شهود عيان عن طلق كثيف ومواجهات عنيفة امتدت إلى منطقة "الكاونتري مول". كما أشارت أيضاً إلى تنفيذ حملة من الاعتقالات في أوساط المتظاهرين ودهس أحدهم قرب صيدلية "رويان".

ورفع المتظاهرون أعلام البحرين بكثافة إلى جانب أعلام دول الربيع العربي التي تشهد ثورات منذ مطلع هذا العام 2011. كما رفعوا أيضاً علم دولة الكويت التي تشهد حراكاً مدنياً استثنائياً إلى جانب المنطقة الشرقية بالسعودية، تضامناً مع مطالب الشعب البحريني.

وأصدر ائتلاف 14 فبراير/شباط بياناً اليوم دعا فيه أنصاره إلى ما دعاه "إعلان ليلة غضب مساء اليوم تحت شعار: أنا الشهيد التالي وفاء وعرفاناً لشهيدنا البطل أحمد القطان". وخاطبهم بالقول "لجماهير الثورة الذين حُرموا قسراً من التشييع، بادروا في هذه الليلة بإقامة مراسم التشييع الرمزية على روح الشهيد في كافة المدن والمناطق، وأشعلوا شمعة الشهيد المضيئة في كل زاوية من زوايا وطننا الحبيب" على ما جاء في البيان.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus