غموض الوضع الصحي لخليفة بن سلمان، لا تبدده صورة اجتماعه بنظيره التايلاندي
2014-10-22 - 4:53 ص
مرآة البحرين (خاص): بعد غياب رئيس الوزراء عن الإعلام لفترة ليست بالقصيرة، قيل لاحقاً إنه كان يقضيها في إجراء فحوصات طبية، توالت التهاني من قبل الملك وتابعيه بنجاح تلك الفحوصات. لكن خليفة بن سلمان غاب مجدداً عن الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء الأحد الماضي 19 أكتوبر/تشرين الأول، وترأس الجلسة ولي العهد سلمان بن حمد كونه النائب الأول لمجلس الوزراء.
على طوال الشارع الممتد من مطار البحرين الدولي وفي مدينة المحرق، ارتصّت اللوحات التي تحمل الأُمنيات بأن تصحب "أميرهم" الصحة والسلامة. اللوحات تذيلها أسماءٌ لعوائل أو قبائل أو مؤسسات، ستلفتك بعض أسماء القبائل الغريبة على المجتمع البحريني لتكتشف بعد قليل أنها أسماء قبائل أردنية أو سورية. نعم إنه "أميرها".
من جهة أخرى، كَثُر الاسترسال في نشر القصائد التي تطالب بشفاء خليفة بن سلمان، وعلَت دعوات أئمة الجمعة الموالين في المساجد بالدعاء له بالشفاء، بينهم التكفيري المعروف جاسم السعيدي، الذي دعا في نهاية خطبة له وهو يبكي: "اللهم إنا نسألك أن تشافي خليفة بن سلمان"، فيما وصف بأنه خوف على خليفة بن سلمان، وذلك بعد الدعاء مباشرة على أهل الدوار من المحتجين: "اللهم عليك بأهل الدوار"!
أيضاً، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، انستغرام) بابتهالات الموالين وأدعيتهم بشفاء خليفة بن سلمان. كل ما سبق أثار الكثير من اللغط حول وضع خليفة بن سلمان الصحي، الذي اعتبره كثيرون متدهوراً. وربما هذا ما أكدته صحيفتا الوطن المحسوبة على الديوان الملكي وأخبار الخليج المحسوبة على رئيس الوزراء، أو لا أقل من كونها زادت من الشكوك حوله، فلم يصدر إعلامياً ما يطمئن الموالين القلقين على صحته، فكل من صحيفة الأيام التي يملكها مستشار الملك الإعلامي نبيل الحمر، وصحيفة البلاد التي يملكها علي بن خليفة نجل رئيس الوزراء، غابتا عن الاحتفاء بالخبر الذي يقول بعودة خليفة بن سلمان للمشهد السياسي مجدداً.
كان ذلك هو الوضع حتى اليوم 21 أكتوبر، حيث فاجأت كل من صحيفتي "الوطن" و"أخبار الخليج قراءهما"، بخبر يتضمّن صورة لرئيس الوزراء مع نظيره التايلندي وعناوين تقول: "رئيس الوزراء ونظيره التايلندي: التعاون بـ«الأمن الغذائي» والاستثمار بـ«الزراعة». البحرين وتايلند تتفقان على شراكات جديدة تقوّي التعاون الاقتصادي".
يبقى الغموض هو سيد الصورة. لقد اعتاد المواطنون سماع أخبار تردي صحة رئيس الوزراء منذ الثمانينات والتسعنيات وحتى في السنوات الثلاث الأخيرة، لكن ثمة سؤال يبقى مشروعاً، هل خليفة بن سلمان عقد اجتماعاً رسمياً بصفته رئيس وزراء؟ أم أنه كان لقاء غير رسمي كون الأخير يحبذ دائماً قضاء فترة نقاهته في بلاد شرق آسيا منذ عقود؟ أم أن الصورة قديمة والاجتماع لم يحصل أصلاً، لا أحد يستطيع تأكيد أو نفي أي شيء، فالقبيلة اعتادت التكتم على المعلومات الخاصّة بالأوضاع الصحية المتعلقة بأبنائها، وبطبيعة الحال فإن المعلومات تشحّ والغموض يزداد، كلما كان ابن القبيلة يتقلّد منصباً مرموقاً، يمكنكم أن تتخيلوا مدى الغموض الذي ممكن أن يحدث جراء تدهور الوضع الصحي للملك أو رئيس وزرائه.