مستشار سابق في الأمن القومي الأميركي: الخوف من إيران حدد شكل تعاطي الولايات المتحدة مع ثورة البحرين

2011-10-03 - 2:46 م



مرآة البحرين: اعترف مستشار  الأمن القومي الأميركي الأسبق وليام كوانت أن التخوف الأميركي من النوايا الإيرانية قد حدد طبيعة تعاطي حكومة بلاده مع الثورة في البحرين. وقال "هناك شيئان أساسيان مرتبطان حددا شكل تعاطي الولايات المتحدة من البحرين، هما الموقف الإيراني وما حدث في العراق".

وأوضح في حوار مع صحيفة "الخبر" اليومية الجزائرية نشر اليوم "واشنطن تأكدت من النوايا الإيرانية في الاستفادة من الثورة في البحرين بوصول الشيعة إلى السلطة وتريد الاستثمار في ذلك، وهو ما ترفضه الإدارة الأميركية". وأضاف "هنا يظهر الأمر الثاني، حيث إن أمريكا عاشت ومازالت تعيش على التأثير الإيراني في العراق والذي أثار المشاكل مع التواجد الكبير للشيعة في العراق".

وتابع كون الذي يعمل حالياً أستاذاً بجامعة فيرجينيا، بشأن  قيام المملكة العربية السعودية بإرسال قواتها إلى البحرين "هي تعتبر هذا ردعا للمد الشيعي وليس تدخلا أجنبيا. وحتى أكون صريحا معكم، فإن السعوديين لا يعتبرون الشيعة مسلمين ويرفضونهم". فيما يلي  مقتطفات من الحوار معه:


* ما هي قراءتكم للتغيرات التي تحدث في الوطن العربي؟

- الوضعية متشابهة في كل البلدان التي مسّتها التغييرات، فكل البلدان العربية تتميز بأنظمة قائمة منذ أمد طويل، ما أثار استياء لدى المواطنين من قلة التغييرات السياسية والظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة وارتفاع البطالة، ما دفع بالشعوب إلى الخروج للمطالبة بالتغيير. إلا أن ردة فعل الأنظمة كانت مختلفة، ففي مصر وتونس قرر الجيش التخلي عن الرأس الكبيرة والتضحية بالرئيس للحفاظ على مصالحه والتحالف مع المطالب الشعبية، وهي أمثلة مشجعة، حيث تمت تنحية الدكتاتور دون استعمال مفرط للعنف. ولكن يبقى المستقبل غامضا خاصة في مصر، حيث مازال الجيش يتحكم في السلطة ولم نلاحظ التغيير بعد. وإذا نجحت الثورة في مصر، فسيكون نجاح الربيع العربي، أما إذا حدث العكس فلن نتحدث عن التغيير لمدة طويلة، عكس تونس، حيث لاحظنا الكثير من التغييرات. ولكن هناك أمثلة أخرى لا تشجع. كما هو الحال في البحرين وسوريا.


* ذكرتم البحرين، فكيف تقرأون التعامل الأمريكي مع الانتفاضة في هذا البلد؟


- هناك شيئان أساسيان مرتبطان حددا شكل تعاطي الولايات المتحدة من البحرين، هما الموقف الإيراني وما حدث في العراق. فواشنطن تأكدت من النوايا الإيرانية في الاستفادة من الثورة في البحرين بوصول الشيعة إلى السلطة وتريد الاستثمار في ذلك، وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية وهنا يظهر الأمر الثاني، حيث إن أمريكا عاشت ومازالت تعيش على التأثير الإيراني في العراق والذي أثار المشاكل مع التواجد الكبير للشيعة في العراق.

أما بالنسبة للعربية السعودية فهي ترفض أن يفتح الباب أمام تدخل إيراني على حدودها وهي تعمل على تفادي ذلك، والعلاقات بين السعودية والبحرين متينة والدليل الجسر الذي يربط بين البلدين والذي بنته السعودية لدعم العائلة المالكة في البحرين، في مثل هذه المواقف، وهو ما حدث عندما أرسلت دباباتها للبحرين، وهي تعتبر هذا ردعا للمد الشيعي وليس تدخلا أجنبيا. وحتى أكون صريحا معكم، فإن السعوديين لا يعتبرون الشيعة مسلمين ويرفضونهم.

* هل تظنون أن سيناريو مصر وتونس يمكن أن يتكرر في دول الخليج؟

- لا أعرف حقيقة الوضع في قطر ولكن بالنسبة للسعودية أظن أنه آخر بلد يمكن أن تحدث فيه ثورة لعدة أسباب، أهمها أن السعودية عائلة واحدة وهي عائلة كبيرة متحدة للحفاظ على النظام تمتلك مداخيل كبيرة، كما أنه لا توجد قوة في العالم تريد أن تحدث ''فتنة'' في العربية السعودية، فلا الولايات المتحدة ولا الصين ولا روسيا تريد أن يحدث عدم استقرار في السعودية، وعليه فبإمكانهم أن يقبلوا حدوث تحول ديمقراطي دون زعزعة البلد، ولكن من الصعب الوصول إلى ذلك. كما أن العائلة الحاكمة في السعودية تسعى لنزع السياسة من المجتمع السعودي وبالمقابل توفر ظروفا معيشية جيدة للسعوديين، فالأموال متوفرة والأعمال الشاقة يقوم بها أفراد من شعوب أخرى والسعودية تستعمل المال لشراء السلم الاجتماعي.

*وماذا عن البلدان العربية الأخرى؟

- الوضع في ليبيا يبقى غامضا، فقد ظهرت تيارات المعارضة التي كانت في الخارج أو معارضة الداخل وعلى رأسها الإسلاميون، ومن الصعب التوصل إلى تقارب في وجهات النظر لإقامة دولة من جديد، خاصة في ظل غياب المؤسسات، كما أن هناك بلدانا تبقى وضعيتها غامضة، حيث وبالرغم من أن لها نفس المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها لم تتحرك كالجزائر ولبنان والعراق وأظن أن ذلك راجع لفترات الحروب والمآسي التي عاشها كل بلد، ما يخلق تخوفا لدى الشعوب من العودة إلى تلك الفترات.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus