وكالة الأنباء الفرنسية: دول الخليج تضرب "الدولة الإسلامية" وعينها على إسقاط النظام السوري

2014-09-25 - 3:13 ص

مرآة البحرين (أ. ف. ب.): قررت دول الخليج ان تشارك في الضربات ضد الجهاديين في سوريا وهي تأمل في ان يؤدي هذا التحرك الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في نهاية الامر الى تغيير النظام السوري.

وعلى المدى القصير، يمكن لهذا التحالف مع الولايات المتحدة ان يؤدي الى خطر مزدوج بالنسبة لدول الخليج: اولا امكانية ان يعزز نظام الرئيس السوري بشار الاسد قوته، وثانيا، معارضة قسم من شعوبها لهذا التماهي مع واشنطن ضد مجموعات سنية مثل تنظيم الدولة الاسلامية.

ومنذ 2011، عانت دول الخليج من تردد الرئيس الاميركي باراك اوباما ومعارضته للقيام بعمل عسكري ضد الاسد.

ووجهت اتهامات لدول خليجية بدعم المتطرفين من اجل الوصول الى غاية اسقاط النظام السوري.

وبحسب المحلل في مركز الخليج للبحوث مصطفى العاني، فان دول الخليج وقبل ان تمضي قدما في التحالف العسكري مع واشنطن قد وضعت "شرطا واضحا: لا دعم للسياسة الاميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق من دون القيام بعمل عسكري في سوريا".

وبات هذا التحالف رسميا في 11 ايلول/سبتمبر في جدة بغرب السعودية عندما تعهدت عشر دول عربية بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالمشاركة في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات عبد الخالق عبد الله ان "السبب الاول" الذي يفسر مشاركة دول الخليج في التدخل العسكري في سوريا "مرتبط بانها متهمة بمساعدة وتمويل الدولة الاسلامية ومجموعات ارهابية اخرى".

الا ان تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعرف باسم "داعش" يشكل بحسب عبد الله "تهديدا لامن (دول الخليج) وايضا للشرعية العقائدية التي تتمتع بها السعودية"، وهي الدولة التي تحتضن الحرمين الشريفين.

ومن الامور "ذات الدلالة الكبيرة" ايضا ان تكون السعودية وقطر معا في معسكر واحد بعد ان كان البلدان في نزاع مفتوح اذ تتهم الرياض الدوحة بدعم الاخوان المسلمين وتهديد الامن الاقليمي، بحسب المحلل في معهد كارنيغي للسلام فريديريك فيري المتخصص في شؤون السياسة الاميركية في الشرق الاوسط.

اما فرانسوا هيزبورغ الباحث في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية، فرأى ان العملية العسكرية في سوريا هي "اعادة موسعة" لحرب 2011 في ليبيا حين شاركت الامارات وقطر في ضرب نظام العقيد معمر القذافي.

ولكن تماما كما كانت الحال في 2011، فان العمل العسكري المشترك ضد تنظيم الجولة الاسلامية لا يعني ان الدول المشاركة فيه لديها نفس الاهداف.

وقال هيزبورغ "مع الوقت، سنرى الافتراق في الاجندات بين الدول المؤيدة للاخوان المسلمين (تركيا وقطر) والدول الاخرى في المنطقة".

من جهته، يشير فريديريك ويري الى ان تدخل دول الخليج يمكن ان يصب في المرحلة الاولى في مصلحة النظام السوري. وقال "اعتقد ان قيام دول الخليج بدور يمكن ان يخدم من دون قصد نظام الاسد امر يطرح مشكلة كبيرة".

الا ان مصطفى العاني اعتبر ان هذا العملية العسكرية تقوم على العكس بالحد من قدرات دمشق. وقال "ان حضور مقاتلات اميركية في الاجواء السورية خصوصا في الشمال يحول هذه المنطقة الى منطقة حظر جوي بحكم الامر الواقع بالنسبة للطيران السوري".

اما عبد الخالق عبد الله فيرى ان الهدف النهائي لدول الخليج هو الى جانب القضاء على المجموعات المتطرفة، "دفع الاسد نحو جولة جديدة من المفاوضات، جنيف 3، على امل تركه للسلطة في النهاية كما حصل مع نوري المالكي"، رئيس الوزراء العراقي السابق.

وبموازاة المشاركة في الضربات الجوية، قررت السعودي ان تقوم بتدريب قوات من المعارضة السورية المعتدلة على ارضها.

وفي هذه الاثناء، يمكن بحسب ويري ان تواجه دول الخليج "اضطرابا بسبب مشاركتها في تحالف تقوده الولايات المتحدة".

واضاف ويري انه في السعودية "لا تتمتع الضربات ضد الدولة الاسلامية بقبول لدى شريحة من الشعب" مشيرا الى وجود "فكرة منتشرة في الخليج مفادها ان الولايات المتحدة تضرب السنة وتفضل في نفس الوقت الاقليات مثل الاكراد واليزيديين وخصوصا الشيعة".

وحذر المحلل من ان "اصواتا متشددة في الخليج يمكن ان تستفيد من هذا الشعور لتتهم انظمة دولها بالتعاون مع الولايات المتحدة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus