مرآة البحرين (خاص): "البلانكو" تعرفه بعض قواميس اللغة بأنه تبييض، تمحو به الكلام ثم تكتب، لكن والد "أكبر علي" يستخدم "البلانكو" لمحو الأرقام ثم يكتب ما سوّده القاضي: حياة عائلته وحياة ابنه أكبر الذي يقضي سني عمره في سجن جو المركزي.

في مسيرة 19سبتمبر يوم أمس، حيث خرج شعب البحرين بعشرات الآلاف رافضين وعود ولي العهد الزائفة، لفت الانتباه رجل يحمل لوحة كبيرة عليها من الجهتين صور لشاب فتيّ. دوّن ذلك الرجل اسم ابنه (الحرّ الأسير: أكبر علي/ العمر: 19 عاماً)، لكنه عند خانة "الحكم" وضع ورقة بيضاء فوق اللوحة مكتوب عليها بخط اليد "سنوات الحكم: 64 عاماً!". كان الأمر غريبا ولافتا، لماذا ياترى لم يكتب هذا الرجل سنوات الحكم مباشرة فوق اللوحة؟

يقول أبو أكبر "صنعت هذه اللوحة قبل نحو عام، حينها كان ابني أكبر محكوماً بالسجن لمدة عشر سنين، ثم زادت لتصبح 26 عاما، ثم زادت لتصبح 34 عاماً، واستمرت الأحكام تصدر لتزيد بين كل بضعة أشهر حتى وصلت إلى 59 عاماً، واليوم في مسيرة 19 سبتمبر كانت أحكام ابني قد وصلت حتى 64 عاماً، وهكذا كنت أمحو الرقم السابق وأضع رقماً جديداً في خانة سنوات الحكم، مرة أستخدم البلانكو، ومرة أقوم بقصّ قطعة من الورق وألصقها فوق خانة الرقم السابق وأكتب الرقم الجديد لسنوات الحكم الذي يقضيه ابني في سجن جو المركزي.

أكبر علي الذي اعتقل وهو في عمرة السابعة عشرة (5 ديسمبر/ كانون الأول 2012) مع عدد من أبناء "البلاد القديم"، تعرض للتعذيب بعد نقله لمبنى التحقيقات الجنائية، ووجهت له النيابة العامة تهما عدة في أكثر من 10 قضايا أمنية، ورغم أنها أنكر التهم الموجهة له، إلا أن محاكم بحرينية قضت بإدانته فيها جميعا لتصل سنوات سجنه إلى 64 عاما، والأدهى أنه لازال يُحاكم في قضايا أخرى!