ما لم ينشر من حديث علي سلمان للواشنطن تايمز: النموذج الديمقراطي التركي مثال للدولة المدنية وأميل إلى سياسة خاتمي

2011-09-09 - 6:25 ص




مرآة البحرين (خاص):
أبدى الأمين العام لجمعية الوفاق  الشيخ علي سلمان إعجابه بالنموذج الديمقراطي التركي مشيرا إلى أنّ حزب التنمية والعدالة نجح في الانتخابات، كما أنّه حقق نجاحا على الصعيد الاجتماعي، لافتا إلى أنّ الشعب التركي اختاره بناء على برنامجه الانتخابي وليس لكونه حزبًا دينيًا، هذا وفضّل سلمان الدولة المدنية القائمة على أساس التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان على الدولة الدينية.جاء ذلك خلال لقاء صحيفة الواشنطن تايمز معه، وقد نشرت الصحيفة جزءا من اللقاء، وتعيد المرآة نشر التسجيل الصوتي كاملاً من الواشنطن تايمز.

وشدد سلمان على ضرورة الحفاظ على علاقة قوية بمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أنّ البحرين جزء من هذه المنظومة، وقال إنّ ذلك لا يعني أن نكون متشابهين في كل شيء، وبالأخص على الصعيد السياسي، مشيرا إلى أنّ البحرينين يتطلعون الى نظام ديمقراطي قائم على أساس التداول السلمي للسلطة عبر حكومة منتخبة تمثل الإرادة الشعبية.
 
 
صورة نشرها بيرنبام وعلق:
"مع أمين عام الوفاق في شقته ذات الغرفة الواحدة"
وأرجع سلمان سبب تمسك الشعب البحريني بالديمقراطية إلى:" أنّنا بحاجة الى الديمقراطية أكثر من غيرنا، ربما لأن هناك تاريخًا سيئًا مع الحكومة، أو ربما لأنّ شعب البحرين ذا أكثرية متعلمة وواعية ولديها خبرة، فنحن نؤمن بأنّه لا استقرار بلا ديمقراطية".

وحول مدى إيمان الوفاق بالحريات الشخصية، والخوف من إكراه الناس دينيا في حال ما نجحت المطالبات، قال سلمان: هناك آية كريمة في القرآن تقول " لا إكراه في الدين "، فهناك فهم مختلف للإسلام بين المذاهب، والإسلام لا يكره الناس على فعل شيء. كما لا يمكن إكراه الناس على فعل أي شيء، لديهم حرية الإيمان بما يريدون اعتناقه، ويمكن أن نضرب المثال بالنموذج التركي، حزب التنمية والعدالة نجح في الانتخابات؛ لأنّه استطاع إقناع الناس ببرنامجه، وعندما وصل إلى السلطة أثبت نجاحه عمليا، وقد اختارهم الشعب ليس لأنّهم حزب إسلامي، وإنّما لأنّهم حزب سياسي لديه برنامج، وهذا ما نؤمن به نحن في الوفاق، نحن نحاول وقف الفساد في السلطة، ونؤمن بضرورة أن يكون هناك نظام ديمقراطي، ويكون الخيار فيه للناس، حيث الناس لديهم الحرية في رفض الوفاق إذا كانت الوفاق لم يحالفها الحظ، ونجاح الوفاق لا يعني أنّنا سنجبر الناس على لبس شيء، أو تغيير حياتهم الشخصية، فلا يمكن إجبار الناس على شيء. نحن نؤمن بالحرية الشخصية.

وبسؤاله عمّا إذا كان ذلك يعني أن الوفاق تسمح بشرب الكحول؟ أجاب:" نعم، هذه ليست مشكلة بالنسبة لنا، الإسلام حرم الخمر، ومن لا يؤمن بذلك ويريد أن يشرب فليشرب ".

أما عن الجهة التي يجب أن تمتلك قوة القرار السياسي، فقد أكد سلمان أنّ العملية السياسية يجب أن تكون عن طريق حكومة منتخبة يختارها الشعب، ونحن نرى أنّه منذ ما قبل 14 فبراير توجد نفس الصورة؛ ولهذا الحكومة علاقتها سيئة مع الجميع".

الأسطول الخامس
وفيما يتعلق بالتواجد الامريكي في المنطقة ومدى تقبّل الوفاق لاستمرار وجود الأسطول الخامس، قال سلمان:" نعم لا يوجد لدينا مشكلة، على المدى القصير نرى أن هناك حاجة للأسطول الخامس، وهي تساعد في استقرار المنطقة خصوصا إنّ المنطقة تواجه الكثير من المشكلات، ومن الضروري استمرار الأمن لطالما هذه المشاكل مستمرة، وأعتقد أنّه متى ما وجدت منظومة أمنية وتطور سياسي يضمن عملية الأمن فمن الطبيعي أن لا تتواجد القاعدة، ولكن طالما هناك توتر في المنطقة فيمكن أن يكون هناك تفهُّم لهذا الموضوع".
وأضاف:" أعتقد أنّ النظام الديمقراطي يضمن عملية الاستقرار في المنطقة طويلة المدى، ويحقق تعاونًا بين الديمقراطيات، فإذا ما تحققت في المنطقة عملية ديمقراطية سيحدث استقرار حقيقي، ولن يكون هناك حاجة لوجود قوات ضمان استمرار تدفق النفظ من المنطقة".

السياسية الايرانية
هل تعتقد الوفاق أن هناك حاجة للديمقراطية في إيران، أجاب سلمان:" لابد من وجود ديمقراطية في إيران والعراق والبحرين وكافّة دول المنطقة؛ لأنّها صمام أمان واستقرار، وفي أي مكان لابد من العودة لقرار الشعوب، والمبررات الدينية يجب أن لا تمنع الديمقراطية".

وبيّن:" من الممكن طرح ما يقوله الإسلام، ولكن عندما يرفضه الناس لا يجب فرضه عليهم، وإذا وصل الحزب الشيوعي إلى الحكومة من خلال تصويت الشعب فعليَّ أنْ أقبل بذلك، وتصبح وظيفتي بطرح نفسي كبديل وإقناع الناس ببرنامجي لا باستخدام القوة من أجل اختياري، الفكرة الرئيسية أن الحاكم هو الأم، وإذا اختارت الامة نظامًا أو شخصًا علينا أن نقبل به".

وحول جدل فوز أحمد نجاد في انتخابات 2009، علّق سلمان:" أعتقد أنه من المنطقي فوز أحمدي نجاد، والسبب يعود إلى أنّه طوال أربع سنوات كان هناك نوع من الإنجاز للمناطق القروية والفقيرة، وكذلك على الصعيد الدولي استطاعت حكومة نجاد إقناع الشعب الإيراني بأنها قادرة أن تتحدى وتنجح؛ لذا كان من المنطقي وصول نجاد، ولكني شخصيا  أميل لسياسية السيد أحمد خاتمي، وهو أفضل من نجاد؛ لأنّه أكثر انفتاحًا ويفهم الحراك العالمي".

وحول البرنامج النووي الإيراني خصوصا في ظلّ امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية، قال سلمان:" الإيرانيون يرفضون فكرة السلاح النووي، ويتحدثون عن الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وأنا أرى أنّه من حق الجميع امتلاك الطاقة النووية السلمية حتى نحن، ونحن في البحرين نسعى مع  الولايات المتحدة لامتلاك مثل هذه الطاقة، وندرس هذا الأمر مع فرنسا، وكذلك المملكة العربية السعودية، وأعتقد أنّ الإيرانيين على استعداد لإعطاء ضمانات من خلال الحوار".

وإذا ما كانت الوفاق تؤيد نظام الجمهورية الاسلامية في إيران قال سلمان:" شعب إيران هو من اختار نظام الجمهورية الإسلامية، لا بد لي من احترام خيار الشعب الإيراني، وأضاف:" أي دولة لها الحق في اختيار نظام الحكم فيه، وبالنسبة لنا فما نسعى إليه هو الدولة المدنية التي تحترم قواعد حقوق الإنسان، وإذا كنت سأدعو الناس إلى نظام فأنا أدعوهم إلى الدولة الديمقراطية المدنية التي تعتمد التداول السلمي للسلطة".

أما فيما يتعلق بالمعارضة الإيرانية والاحتجاجات التي حدثت بعد انتخابات أحمدي نجاد، فقد أوضح سلمان:" أنا أتعاطف مع حقوق الناس في حرية الاختيار، وأن يكون بشكل حرّ وإرادة حرة، وبالتأكيد ستكون أكثر من إرادة في كلّ مكان ومهمة أن تحترم إرادة الأغلبية السياسية، ولكن أعتقد أنّ الأغلبيّة في إيران قبلت بأحمدي نجاد، من جانب آخر أرى أنه من حقّ الأحزاب الأخرى أن يكون لها مطلق الحرية في التعبير عن نفسها وإقناع الشعب الايراني ببرنامجها".

ولفت سلمان :" أعتقد أنّ هناك جدلًا يدور حول ماهية عناصر النهضة، وأنا أعتقد أنّ عنصر النهضة الأساسي هو عنصر سياسي في حرية اختيار النظام السياسي، دائما الأمة لها أن تختار ما تريد من نظام؛ لأنّ إجبار الناس على نظام ما يقود إلى العنف".

وعلى صعيد منفصل رفض سلمان استخدام الطاقة النووية لامتلاك أسلحة دمار شامل في أي مكان، مؤكدًا على ضرورة وجود اتفاقيات دولية للقضاء على هذه الأسلحة، بما يشمل ذلك روسيا والولايات المتحدة وباكستان.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus