على استحياء يظهر الشيخ عادل الحمد اختلافه مع "الدولة الإسلامية": لا يجوز أن تُسمَّى خلافة وإنْ أعلنها مَن أعلنها

2014-08-16 - 4:59 م

مرآة البحرين (خاص): بدأ الشيخ عادل الحمد، خطيب جامع "النصف" في الرفاع وأحد أبرز قادة الفكر الجهادي في البحرين، بتمييز خطابه عن خطاب "الدولة الإسلامية" في العراق والشام، بقيادة أبو بكر إبراهيم البغدادي. 

ومرّر الحمد قراءة حول "إعلان الخلافة الإسلامية" على حسابه في "تويتر" أرفقها بهذا التعليق الذي يفيد تأييده الضمني لفحواها "مقال جميل جداً".

فيما تخلص القراءة التي وضعها المشرف العام على مؤسسة الدرر السنية، علوي بن عبدالقادر السقاف، تحت عنوان "إعلان الخلافة الإسلامية.. رؤية شرعية واقعية"، إلى أن "الولايةَ التي لا تجتمع الأمةُ عليها، ليستْ ولايةً عامَّة، ولا يجوز أن تُسمَّى خلافة وإنْ أعلنها مَن أعلنها".

ويوضح كاتبها بأنَّه "إنْ بايع عمومُ المسلمين في شتَّى الأقطار واحدًا منهم، فهو خليفتُهم، وتلك الولاية خِلافة، وإلَّا فهي مجرَّد إمارة من الإمارات، ووليُّ أمْر تلك البُقعة ما هو إلَّا حاكمٌ، أو أميرٌ عليهم".

وطبقاً لهذا المفهوم للخلافة يظهر عدم مطابقته للخلافة التي أعلن عنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، بزعامة أبو بكر البغدادي، فهي "مجرد إمارة من الإمارات، ووليُّ أمْر تلك البُقعة ما هو إلَّا حاكمٌ، أو أميرٌ عليهم"، على حد تعبير واضع الدراسة.

واللافت بهذا الصدد أيضاً، قيام الشيخ عادل الحمد، بتدوير "ريتويت" تغريدة على حسابه الرسمي، ترى نوعاً من "التواطؤ" بين الرئيس السوري بشار الأسد مع تنظيم "داعش"، كما يصف سلوك الأخيرة بـ"الإرهاب". إذ تقول "بشار و بتوجيه روسي خلى داعش تأخذ الفرقة 17 واللواء 93 وقتلت عناصره ليظهر العالم أنه هو كمان ضحية لإرهاب داعش".

ويعد الحمد أحد أبرز المنظرين للسلفية الجهادية في البحرين، وقتل ابنه عبدالرحمن العام 2013 في صفوف جبهة النصرة بسوريا قبل اختلافها الدموي مع تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد علق في تسجيل صورتي بأنه «نال ما تمناه». وأشار في كلمات ذات مغزى، إلى أنه «قام بحياكة مخازن الأسلحة وتلقي بعض التدريبات في البحرين» وفق ما صرّح.

وأوقفت وزارة العدل البحرينية الأسبوع الماضي الشيخ الحمد عن الخطابة في جامع "النصف" بالرفاع، حيث اعتاد الصلاة فيه منذ سنوات.
ويمكن الزعم بأن الشيخ عادل الحمد يمثل اليوم مرجعيّة للتيار "الجهادي" البحريني الذي نمت نواته الأولى تحت تأثير السحر الذي أشاعته "البنلادنية" حول العالم. إذ لايُعرف له موقف واحد ناقد لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وهو يتبنّى كامل القائمة "التكفيرية" التي تكفر الحكام واليهود والمسيح والشيعة والنصيرية والعلمانيين والشيوعيين، بل حتى من يطالبون بـ"الديمقراطية" وأفكار مثل "التعددية السياسية". وقد طالب الدولة بفرض نظام الجزية على «150 ألفاً من الكفار كاليهود والنصارى مقابل وجودهم في البحرين».

كما صرح في خطبة حديثة "لم يحكم الإسلام في دولة إلا مع طالبان حين حكمت بالإسلام". فيما لا يكاد يخلو حديث له من الحثّ على الجهاد "الأمة مقبلة على جهاد أكبر يتمثل في قتال اليهود". كما صرح في صيف العام 2013 قائلاً "حرضوا المؤمنين على القتال في الشام".

وتشكّل خطبه الأسبوعية التي يلقيها من جامع «النصف» ويحضر لاستماعها حوالي 3000 مصلّ - حسبما جاء في إحدى خطبه -، المظلة النظرية «المحلية» التي صار يحتمي بها الجيل الوليد الراغب في القتال في ساحات الجهاد العالمية، بمن فيهم أولئك العائدون من سجن «غوانتنامو» الذين أسّسوا لهم كياناً مرخصا، وهي «حركة العدالة الوطنية».

وإذا ما تأكدت الإشارات السالفة للحمد بخصوص "الدولة الإسلامية"، فهو بذلك، قد أعلن انحيازه إلى رؤية "جبهة النصرة" التي قتل ابنه في صفوفها، وكذلك رؤية زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري منها، وهو أول قيادي حاول وضع حدود بين التنظيمين القريبين من فكر القاعدة.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus