متفوقات يروين بألم قصصهن مع توزيع البعثات المكارثي (1-2)
2014-08-13 - 5:31 ص
مرآة البحرين (خاص): كثيرون هم ضحايا وزير المكارثية ماجد بن علي النعيمي والنظام البحريني الذي بدأ منذ اندلاع ثورة 14 فبرابر 2011 حربا على كل ما هو شيعي.
في أعقاب الانتفاضة الشعبية التي اجتاحت البحرين، استخدم النظام القوة في قمع المحتجين وغالبيتهم من الطائفة الشيعية واستخدم وسائل عقابية لهم لمطالبتهم بالديمقراطية، كان من بينها توسيع الاستهداف في التعليم.
وضع وزير التربية النعيمي وجماعة الإخوان المسلمون التي تهيمن على الوزارة معايير جديدة لسرقة البعثات وتهميش أبناء الطائفة الشيعية، وارتكزت على معايير جديدة للبعثات تقوم على مقابلة شخصية لا على المعدل.
تقول الطالبة وهي تضع عينها على شهاداتها "كان أمامي هدف وحيد، أن أصبح طبيبة، اختزلت الحياة منذ الإعدادية في الدراسة، دخلت الثانوية لاتخرج بمعدل 99٪ لم أنجح في ذلك، لكني لم أخسر سوى 3 أعشار فقط".
وتضيف "ما زال المعدل الذي حققته 98.7% يؤهلني للحصول على بعثة الطب، كان من الممكن أن أتفهم عدم حصولي عليها لو أن من حصلوا عليها هم من أصحاب المعدلات الأعلى، لكني تفاجأت بنيلها أشخاص من الحاصلين على نسبة 92% و 94% وهو أمر مجحف ولا يمكن تقبله".
وتشكو من مماطلة وزارة التربية والتعليم في تزويدها بقائمة الجامعات المعترف بها، ولا تجد الآن أمامها سوى الدراسة في إحدى الجامعات الصينية، التي حصلت على قبول فيها.
تلتقط أطراف الحديث زميلتها، لتقول "اسمي ز.ع، حصلت على نسبة 96%، وكانت رغبتي الأولى الطب، تفاجأت بحصولي على الرغبة العاشرة وهي تقنية المعلومات، كنت أسعى لأي تخصص في مجال الطب، لا أجد نفسي في مجالٍ آخر".
وتضيف "خطة البعثات في المجالات العلمية قليلة ولا تكفي لجميع متفوقي المسار العلمي، إذ خلت الخطة من بعثات للعلوم أو الأحياء أو الرياضيات أو أيٍ من تلك التخصصات، وكان ترتيب البعثات اضطراري لكوننا مجبرين على ملء الفراغات وترتيب الرغبات وإن لم تكن رغبة حقيقية".
تقول بدهشة " صُدمت من التخصص وكذلك الجامعة، لم أتوقع الحصول على تلك البعثة بالذات، وكنت أرجو أن تقبلني كلية المعلمين ولكن حتى ذلك لم يحدث. أملي المتبقي هو جامعة البحرين، في أن يتم قبولي للدراسة على حسابي الخاص، أو منحة لا تتعدى 400 دينار، لكني لست متفائلة جداً".
انقطع الأمل والتفاول في بلد تتحكم فيه السلطة بمصائرهم، وتضيف "ما زالت وزارة التربية تتحكم في جميع البعثات حتى تلك التي لا تقوم بتمويلها مباشرة".
أخذت نفساً عميقاً، وكمن يسترجع شريطاً سابقاً قالت "كثيراً ما استوقفتني جملة ابني الوطن، لقد كنت أجد في البناء، وخلق شيء فريد على قطعة أرض خاوية أمراً مثيراً، لذا اخترت الهندسة المعمارية"، هكذا بدأت (ف.م.ع) حديثها.
تضيف "حصلت على معدل 97%، وكان أمامي ثلاث تخصصات، الطب، الهندسة أو التعليم، لكن تلك الجملة عاودت التحليق بأحلامي، أن أبني الوطن، فاخترت تخصص الهندسة المعمارية، لكني حصلت على رغبتي الثانية وهي التصميم الداخلي".
وتواصل "في توزيع البعثات أخبرونا أن الحصول على البعثة مرتبط بالمعدل، وكنت أجد نفسي أحق بالحصول على رغبتي الأولى في الهندسة من طالبة أخرى أعلى مني بدرجة حصلت على الهندسة رغم كونها رغبتها السادسة. التخصص مكلف، لكني مضطرة لتغيير البعثة إلى منحة والتكفل بالباقي على حسابي الخاص".
أما زميلتهن (غ.ع) الحاصلة على معدل 96.4% فكانت رغبتها أن تدرس تخصص التغذية، ولكنها حصلت على بعثة لدراسة التصميم الجرافيكي، تقول "اخترت التغذية كرغبة أولى، لعدم توفر هذا التخصص في البحرين، ولوجود شواغر وظيفية لم تُملأ بعد، لم أتوقع أن أحصل على الرغبة الأخيرة من اختياراتي"<
تتابع "كان الأمر صادماً، رغم تقدمي بطلب تظلم إلا أن توقعاتي في تغير النتيجة ضئيلة جداً، فالوزارة طرحت بعثة واحدة فقط لهذا التخصص، ولا أعتقد أن من حصلت عليها ستتنازل عنها، اضطررت مع تلك المعطيات أن أسجل لذات التخصص في جامعة الشارقة رغم أن المنحة لن تغطي سوى جزء بسيط من تكلفة الفصل الواحد".
وتقول (ز.س.م) الحاصلة على 96.4 "كنت أرغب بدراسة تخصص الصيدلة، وجاءت البعثة بعيدة تماماً عن ذلك، فقد حصلت على تخصص تصميم شبكات، لقد قرأت عن الصيدلة، أحببت التخصص، اخترت الصيدلة وهي ست بعثات فقط، يتم ابتعاث الحاصلين عليها للدراسة في الأردن، للأسف لم أحصل على رغبتي، وقدمت للعلوم الصحية ولكن شهادتهم لا تعدو الدبلوم".
خريجة أخرى تقول إنها "حصلت على نسبة 96.3 وكانت رغبتها هي دراسة الطب البشري، وتضيف "حصلت على منحة. اخترت الطب لعطائه ودوره، وللمكانة التي يحصل عليها الطبيب في المجتمع، اخترت ثلاث رغبات طب ولم اختر شيئا آخر، فأنا لم أتوقع أبداً ألا أحصل على شيء! ".
وتتابع "لقد آمنت بحلمي فحصلت على منحة من وزارة التربية، رغم ذلك أنا موعودةٌ بما آمنت به، سجلت لدراسة الطب في جامعة بجمهورية مصر العربية على حسابي الخاص وقد تم قبولي، المنحة الآن ربما تغطي كلفة تذاكر السفر لا أكثر".