وفاء العم: النعيمي وخليفة بن سلمان

مقالات أخرى - 2011-09-06 - 12:19 م



وفاء العم*

"برقية التعزية التي أتمناها من الملك، ليست مواساتي بفقد (أبو أمل)، بل بإصلاح ما فقد من هذا الوطن، التعزية بعبد الرحمن هي إحياء حلمه بوطن لا يرجف فيه الأمل، وتعزيتي الوحيدة هي بأن يتحقق هذا الحلم الذي عاش عبد الرحمن حياته من أجله. ليست هناك مواساة أعظم من تحقيق حلم الأربعين سنة التي نضال من أجلها النعيمي، لتكون لدينا في البحرين دولة مدنية عادلة في مساواتها للمواطنين أمام القانون".

شكرا لك أم أمل فقد اختصرت في تعليقك على برقية جلالة الملك كل ما أردت قوله في كثير من التعليقات والبيانات الفجة والركيكة المزايدة على نضال هذا الرجل في محاولة لاختزال نضاله في قوقعة الفئوية والطائفية، إذ يبدو أن بعض الكتبة يتعمدون تجاهل حقيقية أن عبدالرحمن النعيمي معارض صارم، دفع ثمن معارضته مهجرا خارج الوطن أكثر من 30 عاما من قبل الحكومة التي هي اليوم خط أحمر بالنسبة لهم، فيما لم يكن يوما هذا خط أحمر بالنسبة له!
يتعمد هؤلاء تجاهل أن هذا الرجل محارب من الطراز الأول ضد احتكار السلطة القابعة على كرسيها بعمر نضاله، مطالبا بتوزيع عادل للثروة والعدالة والمواطنة وضد كل أنواع الطائفية!


 
النعيمي وبشارة في افتتاح وعد
تعليقك أكد للمتباكين على تاريخ النضال الوطني والرافضين للتغيير وبائعي صكوك الوطنية في سوق الولاءات القبيلة والطائفية أن سعيد سيف –النعيمي- حلمبدولة ديمقراطية مدنية أساسها تداول سلمي للسلطة يكون الشعب فيها مصدر السلطات حتى لحظة رحيله! فرئيس الوزراء (الخط الأحمر) والنعيمي خطان لم يلتقيا يوما، فكل واحد منهما يُعتبر على الطرف النقيض من المعادلة، فكيف لهم أن يزايدوا على نضاله!

وهل يُنسى ما قاله خليفة بن سلمان للمفكر عزمي بشارة في لقاء جمعهما بحضور النعيمي بعد افتتاح مقر وعد في أم الحصم، قال إن أبا أمل ابن عاق، في مجاهرة واضحة للخصومة بينهما، حتى عندما سقط جسد النعيمي لم تسقط هامته فقد رفضت عائلته علاجه على حساب رئيس الوزراء، ما أريد قوله هو إن من يتبنى عبدالرحمن كمناضل يتبنى ما طالب به من دولة مدينة ديمقراطية.

قد يكون هناك أبناء بارون برئيس الوزراء ولكن النعيمي لم يكن واحدا منهم، باختصار البر بالنسبة له لم يعنِ أبدا القبول بسلطة القبيلة، وعلم أجيالا جيلا بعد جيل أن الولاء للوطن وليس للأشخاص، فلم يكن هذا العروبي على وئام مع أنظمة الامتيازات والمحسوبيات القبائلية أو الطائفية والدينية، إنه محارب من أجل الدولة المدنية، محارب  في دولة القبيلة الاختيار فيها على أساس الولاء لا الكفاءة، العفو فيها منحة ومكرمة.
   

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus