الحقوقي السوري ، هيثم مناع لمرآة البحرين: إن كان لي عزاء في فقد عبدالرحمن النعيمي، فهو الشعب البحرين المعطاء

2011-09-02 - 1:34 م



مرآة البحرين (خاص):
هثيم مناع، مواليد درعا (16 مايو/أيار 1951) مفكر وناشط حقوقي والمتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان. وهو عضو في مجلس إدارة ومجلس أمناء قرابة 130 منظمة غير حكومية وشغل مناصب عربية ودولية قيادية في المنظمات غير الحكومية ورفض أي منصب حكومي. وقد انتخب في سبتمبر 2007 رئيسا للمكتب الدولي للمنظمات الإنسانية والخيرية في العالم للمرة الثانية. له قرابة ثلاثون كتابا بالعربية وكتب بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية في قضايا المرأة والتنوير وحقوق الإنسان، منها: "موسوعة الإمعان في حقوق الإنسان" و"مستقبل حقوق الإنسان". نال مناع تكريم هيومان رايتس ووتش عام 1992،وميدالية حقوق الإنسان للأكاديمية القومية للعلوم في واشنطن.

درس الطب والعلوم الاجتماعية في جامعة دمشق وهو دكتور في الأنتربولوجيا مختص في المعالجة النفسية الجسدية واضطرابات النوم واليقظة، وقد كان يطلق عليه اسم (صديق المرأة والأقليات) لكتابته بشكل مبكر حول حقوق المرأة وحول قضايا الأكراد والأقليات الدينية. ويروي صديقه البحريني عبد الرحمن النعيمي أنه نظم معه دورة تثقيفية للفتيات البحرينيات في  منزله  بدمشق في أواخر عام 1973 بعد كتابته دراسة (الأسرة الأبوية في الإسلام).

 
ضد افلات الجلادين من العقاب - 13\2\2002م
مشاركاً في اعتصام لجنة الشهداء وضحايا التعذيب

فور سماعه خبر وفاة (أبوأمل) أرسل نعيه لأصدقائه البحرينين "عبد الرحمن النعيمي لم يعد بيننا، ها قد فقد أهلنا في البحرين وشعوب المنطقة رمزا متميزا واسما عظيما في لائحة الكبار.أخسر يا (أبو أمل) اليوم أخا ثانيا يختطفه الموت في أقل من شهر بعد أخي(معن)، ويغيب عنا صديق من أعز الناس وأكرمهم. وقفت يا سعيد سيف، كما كان اسمك النضالي في ظفار وعدن وبيروت ودمشق وكل مكان، مع كل الأحرار عندما قست الأيام على المناضلين وكنت دائما مثلا في التواضع والمعرفة والصداقة.  إن كان من عزاء للنفس فهو في هذا الشعب المعطاء الذي علمنا أن النضال تضحية وعطاء وأن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ وأن الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية كلمات عربية أيضا وأن منطقة الجراد الأسود قادرة على إنجاب أشخاص استثنائيين يشكلون قدوة لكل شعوب الأرض"
في هذا الحوار الذي خص به مرآة البحرين، يتحدث (مناع) عن لحظة لقائه ب (أبوأمل) وتقديره لحراك الشعب البحريني.


مرآة البحرين: ما اللحظة التي تعرفت فيها على النعيمي؟

- في أيلول/سبتمبر 1973 صدر لي مقال بعنوان الأسرة الأبوية في الإسلام في مجلة دراسات عربية في بيروت، يومها اتصل بي صديق كان اسمه الحركي الفهد القرمطي من الجزيرة العربية (الباحث المعروف الدكتور أنور عبد الله) وقال لي مناضل كبير من البحرين أعجبه المقال ويريد التعرف عليك، فقلت له "صار بدها كبسة"، وبالفعل دعانا على كبسة اليوم الثاني في منزله ذي الغرفتين في دمشق، ما زلت أذكر أننا تعانقنا وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن، قال لي صديقنا الفهد عرفني جيدا عليك، بعد شهر وقعت حرب تشرين وانشغلت بالإسعاف في مشفى المجتهد أثناء الحرب. بعد وقف إطلاق النار ومشاكل سياسية في الجامعة التقيته للمرة الرابعة كما أتذكر  فطلب مني المشاركة في دورة تثقيفية لطالبات من البحرين. قلت له أنا على كامل الاستعداد ولو أن موضوع الصراع العربي الإسرائيلي هام جدا، فقال لي بالتأكيد سيكون هناك محاضرة عن هذا الموضوع في الدورة وليس فقط قضايا المرأة العربية. وهكذا كان ومنذ ذلك الحين صرنا أصدقاء وأخوة وعائلة واحدة. نتعاون ثقافيا وسياسيا.
وقد لعب الفقيد دورا في غاية الأهمية في تعريفنا بقمم النضال الديمقراطي والثوري في العالم العربي، وأنا مدين له بتعريفي على الأوساط السياسية التنظيمية في عدة بلدان عربية. ومن الإنصاف القول إنه كان والفهد وشباب الجزيرة والخليج في دمشق من أصّل عندي وعند العديد من المناضلين فكرة الاستقلالية السياسية كأساس للاستقلال والإبداع في الفكر والممارسة. الاستقلال عن الدول وضرورة تحطيم أية قبلة في العمل السياسي مهما كان اسمها موسكو أو واشنطن أو بكين..
 

المناع يتسلم جائزة المناضل أحمد الشملان
من جمعية البحرين لحقوق الانسان
27 يناير 2010م

 
مرآة البحرين:كيف تتوقع كان سيقرأ النعيمي ربيع الثورات العربي؟

- لا يحق لي أن أقرأ عبد الرحمن بعين شخصية، يمكنني أن أراه في منطقه النضالي وحياته النضالية الطويلة: مع حركة الشباب، ضد أية أصنام، ضد مصادرة حزب لحراك الشعب، مع الطابع المدني وضد المذهبية والطائفية، ضد أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، مع دولة عربية دستورية ديمقراطية ذات سيادة وشأن وموقع في هذا العالم المختل الوزن. هكذا عرفنا عبد الرحمن وعبد النبي وإبراهيم ومنصور وسبيكة وعبد الجليل وموسى وكل الأحبة في البحرين.

مرآة البحرين:كيف ترى حركة 14فبراير البحرينية ضمن الربيع العربي؟

- حركة 14 فبراير، كما كانت جبهة تحرير عمان والخليج المحتل، تقع ضمن الخط الأحمر لاستراتيجيات الهيمنة الغربية، ولذلك نجاحها وفشلها لا يتعلق بموازين القوى الداخلية والانتساب الشعبي. مشكلة البحرين أنها تحمل وعيا سياسيا ومدنيا متقدما على النظام السياسي الخليجي. وتجري محاولة تدنيس هذا الوعي بشكل يومي ومنهجي لأنه يهز ما قامت عليه ما أسميتها سلطة العمائم. كلما نجحت قوى الثورة المضادة في عملية التخريب هذه باسم الخطر المجوسي الفارسي الرافضي وعملت على الشحن المذهبي، كلما أبعدت عنها خطر الثورة الديمقراطية والدولة التعاقدية والعلاقات القائمة على حقوق المواطنة المتساوية. وكون هناك ممن هو على المستوى الرسمي لا يختلف في عقليته المتحجرة والمذهبية عن الطرف الخليجي الرسمي والمذهبي، يوجد باستمرار من يقاتل باسم صد أعداء الله والوطن من أنصار الحرية في وقت تكدست به المنطقة بالقواعد الأمريكية كأمر عادي وطبيعي عند دويلات المنطقة.  


مرآة البحرين:كيف تقيم الحركة الحقوقية البحرينية؟

التجربة البحرينية في حقوق الإنسان قديمة وعريقة ومعطاءة. وثمة خوف من حصارها ضمن التراجعات الكبيرة على صعيد حرية عمل الجمعيات واغتيال تعبيرات المجتمع المدني الأساسية. إن جرى يوما استعمال كلمة الحركة الخليجية لحقوق الإنسان فإن للحركة البحرينية دون أدنى شك كبير الفضل في ذلك.

مرآة البحرين: ما الذي سيبقى من النعيمي في حركة المعارضة البحرينية؟
سيبقى الرمز والمعنى والأمانة.
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus