افتتاحية مرآة البحرين...يا جلالة الملك، العيد أم العود الأبدي العقيم

2011-08-29 - 6:18 ص


يا جلالة الملك،
كنا ننتظر العيد، لماذا جعلته بعيداً، لم تترك لنا عيدا، تركت لنا عَوْداً أبديا عقيماً، كنا ننتظرك في غرة رمضان، وتحاملنا على أنفسنا، وقلنا ننتظرك غرة العيد، لكنك كعادتك تخذلنا. هل تريد أن نقولها إننا لا ننتظرك، هل تريد أن نسقطك من أفق انتظارنا؟ ما زلنا نتحامل على مرآتنا وحقائقها الصادمة، ونرجوك ألا تضعنا في طرف نسقط فيه معك.

يا جلالة الملك،

ثق في شعبك لو مرة واحدة، ثق لن يقبل هذا الشعب أن يحدد أحد مصيره. لم تُثبِّت قوات درع الجزيرة أحداً، ولم تُعد الولايات المتحدة أحداً أسقطه ناسه، ولم يحتمل المجتمع الدولي ملكاً يخرج شعبه كل يوم يهتفون ضده.

ليس أمامك فرصة أخرى، غير أن تثق في شعبك، وشعبك لا يريدك ملكاً مطلقاً عليهم، يريدك ملكاً يقيدك دستور. لا يريدك أن تحكم  كل شيء، يريدك أن تحكم شيئاً ويحكم هو شيئا، منذ 14 فبراير ليس أمامك فرصة الاستحكام بالشعب. أمامك فرصة الاحتكام للشعب فقط.

يا جلالة الملك،

لقد قلت البارحة "ربما لا يفهم البعض هذه القوانين أو يظنون إنها لن تطبق بعدالة ، لذلك سنطلب من المجلس الأعلى للقضاء لمتابعة تحقيق ما تقدم" نقول لك إننا نفهم يا جلالة الملك. ولن تجد في هذا الخليج من هو أفهم منا في معنى العدالة ومسالكها، ولأن شعبك يفهم، فهو لا يثق  فيك مطلقاً، هو يثق فيك مقيداً بدستور، يثق فيك ملكاً محكوماً بدستور، ولا يثق في دستور مقيد بملك، وهو لا يثق في المجلس الأعلى لأنك أعلى منه، بما منحت نفسك من سلطة تتجاوز الدستور، وهو لا يثق في القضاء، لأنه قضاؤك المطلق من الدستور أيضا.الثقة تبنيها التجربة، وقد جربناك من غير دستور، فدعنا نجربك بدستور نضعه نحن أو نحن معك.سنثق حينها بعدالة مؤسسات الدولة التي في قبضتك الآن.

يا جلالة الملك، لقد اتهمتنا بالإساء وقلت "هناك من اتهموا بالإساءة لشخصنا ولرجال المملكة ونحن في هذا اليوم نصفح عنهم. نأمل ممن أساءوا أن يعوا أن الإساءة لنا ولغيرنا هي إساءة للجميع ولا تفيد بشيء" .

ألم نقل لك، أنك تماهي نفسك مع الدولة، ولا تريدنا أن نثق في القضاء، لماذا لا تدع القضاء يصفح عنا؟ لماذا لا تتحدث عن إساءات رجال المملكة (رجالك) للناس. لن نتحدث عن أبنائك، لكن دعنا نتحدث عن إساءات واحد من رجال المملكة. عن فواز بن محمد آل خليفة. لقد سخّر التلفزيون والإعلام كله، للإساءة للناس طوال الأشهر الماضية، وأنزل عقابه الشخصي (انتقاماً لشخصك وشخصه وشخص العائلة) على رياضيي البحرين، ونستطيع أن نؤكد لك أن أحد الصحفيين الرياضيين، كانت سياط رجال المملكة تنزل عقابها على جسده باسم الشيخ فواز. من يصفح عن من، الضحية أم الجلاد، يا جلالة الملك؟

أنت لست ضحية يا جلالة الملك، لتعفو وتصفح وتُنزل مكارمك. أنت رأس الدولة، والدولة كما أنها تِحكم، فإنها تُحاكم.
إذا كنت فعلاً تصفح عما تسميه إساءة شخصية لك ولرجال المملكة، فأوقف عذاب الانتهاكات اليومية التي تتمّ باسمك، أوقف استهداف القرى الليلي، أوقف مسيلات الدموع، أوقف تكسير السيارات، أوقف القنابل الصوتية، أوقف رصاص الشوزن، أوقف حصار المصابين، أوقف عقابهم الجماعي.

يا جلالة الملك،
لن ننتظر كلمتك، ننتظر ثقتك في شعبك، لتسترد شيئا مما ضاع منك.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus