إيمان شمس الدين: حلال في سوريا حرام في البحرين

إيمان شمس الدين - 2011-08-24 - 9:01 ص


مشاركون في تظاهرة إسطنبول "لإسقاط النظام في سوريا"
النواب الكويتيون د.جمعان الحربش ومبارك الوعلان ود.وليد الطبطبائي ود.ناصر الصانع



إيمان شمس الدين*

ما إن بدأت الأحداث في سوريا والتي تلت أحداث البحرين حتى انكشفت عورات الكثير من النخب سياسيا، وبدأت ترتسم ملامح شخصياتهم المختبئة بزي الإنسانية والمساواة والعدالة،  لتكشف لنا وقائع الأحداث عن حقيقتهم المذهبية والطائفية وعن نواياهم في استغلال هذه المصطلحات، بل استغلال ثورة الشعوب ودماء الشهداء في سبيل تحقيق أحلامهم  في قيام دولة الخلافة الاسلامية التي كانت ومازالت حلمهم الأكبر.

فبينما كانوا في أحداث البحرين سيوف مسلطة على رؤوس الشعب البحريني ومناهضة لثورته ومطالبه، إذ وصفت حراكه المطلبي بالصفوي واعتبرته امتدادا لإيران في البحرين فاستغل كثر من هذه النخب النفس المذهبي الذي شحنت به المنطقة، فركبوا صهوته ووصموا به الحراك البحريني السلمي لقتل الثورة في المهد. وجلجل كثر منهم ورقص على أنغام صوت دبابات درع الجزيرة التي دخلت وعاثت فسادا وقتلا في هذا الشعب المظلوم ولم يكن لهم ذنب يذكر إلا مطالبتهم السلمية بقيام ملكية دستورية التحاقا بركب الدول المدنية الحديثة فكانوا خرس عن كل تلك الجرائم .
 
إلا أن هؤلاء في ثورة الشعب السوري انقلبت أحوالهم وتبدلت ليصبحوا حاملي راية الحرية والتحرر والمدافعين الأوائل عن حقوق الإنسان، حتى وصلت بهم الوقاحة في تحريم التظاهر في البحرين والسعودية وتحليله في سوريا ويا لها من لعبة سمجة وقديمة لعبة تحالف الدين والسلطة بسلاح الفتوى ضد الشعوب.
إن من حسنات الثورة السورية أنها كشفت زيف هولاء وعرتهم وباتت رائحة ازدواجية معاييرهم تفوح في كل مكان.

فاستمرار سلمية الحراك المطلبي في البحرين رغم كل الانتهاكات الحقوقية بحق الثوار كشف عورات النظام البحريني أمام المنظمات الحقوقية وأمام الرأي العام.
وكنتيجة للتحالفات التي تحاول أمريكا إنجازها مع القوى السلفية والأخوان المسلمين في مصر وتونس ودعمها أيضا لهذه التيارات في سوريا، يأتي تغيير وجوه خليجية لمواقفها المناهضة للثورة البحرينية ضمن هذه السياقات السياسية ، حيث كان موقف عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية أبرز تلك المواقف والتي لم يمانع فيها  تغيير رئيس الوزراء بعد إنجاز مهمته في تصريح له لواشنطن تايمز الأمريكية.(1)

 وفي نفس التوقيت غير نائب كويتي هو الدكتور وليد الطبطبائي المحسوب على التيار السلفي من موقفه الداعم للنظام البحريني في لقاء له مع إيلاف حيث قال: "القتل الذي حصل في البحرين كان خطأ، وأعتقد أنه من أخطاء الحكومة البحرينية في معالجة التظاهرات. لكنها اعترفت بالخطأ، ولم يتكرر ذلك لاحقًا. وقد قتل شخصان أو اكثر. وتم الاعتذار عن القتل. لكن بعد ذلك اتخذت المطالبات منحى آخر من حيث الدعوة إلى اقامة جمهورية اسلامية ولإسقاط النظام، وتغيرت اهداف التظاهرات. ونحن نرفض مثل هذه الافكار في الخليج. لكننا ندعم المطالب الاصلاحية ومكافحة الفساد وتوسيع البرلمان. حتى مطالب المكلية الدستوربة معقولة في إطار سلمي. أما الانقلاب على النظام والدعوة إلى جمهورية اسلامية فمرفوضة" (2)

واللافت في الموقف اعترافه بحدوث قتل ودعمه للمطالب الإصلاحية ومطلب الملكية الدستورية وهو ما لم يعترفوا به منذ بدء الحراك المطلبي في البحرين.
وقال  عبد الرحمن الجميعان وهو من وجوه التيار السلفي في الكويت: "من كان يظن أن أحداث البحرين ستنتهي فهو واهم لابد من حزمة إصلاحات جادة،ولأن أضحي بشخص خير لي من التضحية بوطن وشعب سارعوا بالاصلاح".

إن ازدواجية المعايير كشفتها وقائع أحداث سوريا وكشفت معها طموح التيارات السلفية والأخوان المسلمين المبني على أساس مذهبي في قيام دولة إسلامية، وحيث أدركت أمريكا بعد تجربتها في فلسطين ووصول حماس بالانتخابات للسلطة تنامي قوة هذه القوى المدعومة بالبترودولار، بات واضحا لديها أهمية عقد اتفاقيات مع هذه الجهات كي تضمن حفظ مصالحها في دول الثورة.

فهل وراء الاكمة ما وراءها ؟
ولماذا تغيرت المواقف بين ليلة وضحاها ؟

Chamseddin72@gmail.com

* كاتبة كويتية.

  1.   انظر: حوار مرآة البحرين مع صحافي الواشنطن تايمز الذي قال فيه: رد التجمع لم ينفِ ما قاله المحمود، وأعتقد بأن ما قاله هو رأيه
     
  2.   انظر حوار إيلاف مع النائب الإسلامي الكويتي وليد الطبطبائي

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus