في مؤتمر صحفي بجنيف... نبيل رجب: الطائفية بين السنة والشيعة حقل يلعب فيه الساسة، والسعودية أذكت الصراع في الخليج!
2014-06-19 - 1:44 ص
مرآة البحرين (خاص): قال الحقوقي البحريني نبيل رجب إن الطائفية بين السنة والشيعة حقل يلعب فيه الساسة في الخليج والإقليم، متهما السعودية بأنها تلعب دورا كبيرا في إذكاء روح الطائفية.
جاء ذلك في أول مؤتمر صحفي يعقده رجب بعد الإفراج عنه في 24 مايو/أيار 2014. وعقد المؤتمر عصر اليوم في نادي الصحافة السويسري بجنيف، وذلك بحضور عدد كبير من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام، وبتنظيم من الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، التي مثّلتها في المؤتمر مندوبتها لدى الأمم المتحدة جوليا جروميلون.
العراق الدولة الوحيدة التي كانت تتجه للديمقراطية ولن نقع في صراع سني شيعي
ورأى رجب أن الدول التي توجه من السعودية تحارب الربيع العربي، مشيرا إلى أن السعودية أرسلت جيشها لإيقاف ثورة البحرين "أنت ترى تأثير السعودية الكبير في مصر والعراق وغيرها.. السعوديون لعبوا دورا سلبيا في البحرين، لمواجهة المطالب المشروعة للشعب" لكنه حذّر من أن الكل سيتأثر باستمرار الحال على ما هي عليه، بما فيها السعودية.
وقال رجب ردا على سؤال أحد الصحافيين إن العراق هي الدولة الوحيدة التي كانت في اتجاهها للنظام الديمقراطية والدول الخليجية تحاول منع ذلك، معتبرا ما يجري في العراق الآن ليس بعيدا عما تخطط له السعودية ودول الخليج.
وأكد أننا "في البحرين نعرف خطورة ذلك، ونحاول أن نبتعد عن أي صراع شيعي سني" معتبرا أن إذكاء الصراع السني الشيعي في الخليج هدفه إبعاد الناس عن المطالبة بحقوقهم والمطالبة بحريتهم وتطوير أنظمتهم السياسية.
لكنه قال إن هناك الكثير من التهميش للمواطنين الشيعة، هم لا يستطيعون حتى أن يسكنوا في بعض المناطق، وفي بعض المناطق "هناك 500 مواطن سني لهم نائب واحد في البرلمان، وهناك منطقة فيها 13 ألف شيعي ولديهم نائب واحد أيضا".
وذكر رجب للصحافيين أنه لا يوجد أكثر من 1% من المواطنين الشيعة في الجيش وأجهزة الأمن، وقال إن هناك أكثر من 3000 معتقل سياسي في سجون النظام ليس فيهم إلا مواطن سني واحد، وأن كل القضاة والشرطة من المواطنين السنة، ورأى أن هذا التقسيم هو سياسة النظام، وأنه ليس بسبب المواطنين السنة، متهما النظام بأنها يلعب على الوتر الطائفي "نحن نعيش مع السنة منذ سنين دون أي مشاكل، جزء من عائلتي هم من السنّة" يقول رجب.
من يدير علاقات أمريكا بالبحرين هو "البنتاغون"
وقال رجب للصحافين "لقد جئت إلى جنيف لأطالب كل الحكومات والأمم المتحضرة، أن تأخذ إجراءات ضد حكومة البحرين، وكل انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، بغض النظر عن مستوى المصالح التجارية بين هذه الدولة وبين حكومة دولتي".
وحول دور الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قال رجب إنهما أقرب الدول الحليفة للبحرين "أمريكا وبريطانيا مسئولتان بحسب رأيي عما يحدث في البحرين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".
ورأى أن من يدير علاقات أمريكا بالبحرين ليست وزارة الخارجية، بل وزارة الدفاع (البنتاغون)، وأنه لو كان للولايات المتحدة استعداد لصنع التغيير في البحرين لفعلت.
وقال "نحن نرى موقفا إيجابيا من الدول الأوروبية وخصوصا سويسرا" مضيفا "ندعو كل المنظمات والجامعات والشعب في بريطانيا لتسليط الضوء على مطالبنا".
وقال رجب إن حقوق الإنسان يجب أن تكون حقوق الإنسان سواء كانت في إيران، سوريا، أم الخليج "الكثير من الناس في البحرين قتلوا وعذبوا من أجل الديمقراطية والحرية... يجب أن تدان انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين والخليج من كل دول العالم".
"أنا لا أمتلك الكثير من العلاقات الجيدة مع حكومات الدول،لأنني مدافع عن حقوق الإنسان، لا أمتلك النفط ولا أمتلك المال" وأضاف "تأثيري على حكومات العالم ليس مثل تأثير دول الخليج بالطبع".
وأشار إلى أن هناك شعوبا في العالم تدعمنا بينما تدعم حكوماتهم النظام، ضاربا بـ"بريطانيا" مثالا على ذلك، وأكد أننا "نحاول التأثير على شعوب العالم ومنظماتهم المدنية ونحن ننجح أحيانا".
وأكد أنه متفائل بالنسبة للجهود الحقوقية، وأنه يطمح أن يكون هناك تأثير أكبر للأمم المتحدة، وقال "نحتاج أن يكون كل المجتمع الدولي معنا وأن يعرفوا جميعا ما يحدث في البحرين".
الربيع العربي في البحرين لم يتوقف
وقال رجب إن الربيع العربي لم يتوقف في البحرين "حين لا يظهر على شاشة بي بي سي أو غيرها فإن ذلك لا يعني أنه توقف"، وأوضح أنه إذا تحدثنا عن حقوق الإنسان، فإن ما حدث في مصر خطأ، لا يمكن أن يكون الحكام المنتخبون خلف القضبان، بيما قال إن الثورة في سوريا تحولت إلى حرب أهلية مع الأسف، لكنه رأى أن الربيع العربي لا زال يعمل.
"نحن نعيش في ديكتاتورية، تحكم من قبل عائلة، تتحكم بكل السلطات والثروات... لن نتوقف عن هذا النضال مهما طال الزمن ومهما كانت التكاليف".
ورأى أن البحرين هي الدولة الوحيدة في الخليج التي تحكم من عائلة غزت البلاد منذ أكثر من 200 عام "لا يوجد مجتمع قبلي في البحرين، البحرين مجتمع متحضر يحكم من قبيلة".
رجب قال إن حقوق الإنسان في البحرين أكثر إلحاحا من دول الخليج الأخرى بسبب هذه الظروف التي تحكم فيها البلاد، وذكّر بأن الملك حين كان أميرا "قال لنا أعطوني مملكة أعطيكم ديمقراطية، أعطيناه مملكة في الميثاق، ولم يعطنا أية ديمقراطية".
وأوضح أن الناس لا تتظاهر لأنها تريد تتظاهر، الناس تريد حلا، ليس للناس أي تمثيل في الحكم، أو التشريع، أو المراقبة، ليس لهم إلا أن يحتجوا.
"الكل يخسر، ونحن نحتاج إلى شريك في النظام لنتحدث له... من هنا أنا أطالب حكومة البحرين بحوار جدي مع المعارضة... أنا أريد أن أعامل كمواطن، لا يمكن أن تطلب من مواطنين يعاملون بالدرجة الثالثة أن يسكتوا".
لولا تدخل الأمم المتحدة لما سمح لي بالسفر
وردا على سؤال آخر، قال رجب إنه لا يواجد تسامح في البحرين مع من ينتقد السلطات "أنا مثل الكثير من الآلاف مستعد لدفع الثمن لأجل المدافعة عن حقوق الإنسان" وأكد أنه لا توجد ضمانات على عدم التعرض له مجددا من قبل السلطات.
وتعليقا على منعه من السفر قبل يومين من قبل شرطة المطار، أوضح رجب أنه لولا تدخل بعض الدبلوماسيين ومندوبي الأمم المتحدة لما سمح له بالسفر.
وعن ظروف سجنه قال رجب إنه "من بين 4000 معتقل سياسي، أنا الوحيد الذي سجنت في مبنى منفصل بعيدا عنهم جميعا... كنت لا أستطيع التحدث مع عائلتي في الهاتف عن الأوضاع في الخارج... لم أكن أتعرف على التطورات إلا من خلال تلفزيون البحرين، وكنت أشاهد قناة بي بي سي لكنها لا تغطي أي شيء عن البحرين" وقال إنه حين كان يذهب للمستشفى فإنهم يحيطونه بعدد كبير من السيارات، بينما تراقبه طيارة هيليكوبتر من الأعلى، حتى يتأكدوا من أنه لن يرى أحدا.
رجب ذكر أنه رأى بعينيه 6 أشخاص على الأقل يتم تعذيبهم في السجن "كانوا ينزفون ويضربون على رؤسهم من قبل الشرطة... حادثة التعذيب هذه وقعت أمام عيني صدفة وبخطأ من قبل الشرطة"، وأشار إلى أن عناصر الشرطة المتهمين بذلك حقق معهم، لكنهم لا زالوا على رأس العمل.
وأوضح أن الكثير من مثل هؤلاء المتهمين برئوا بسبب عدم استقلال القضاء الذي تسيطر عليه العائلة الحاكمة، مشير إلى أن محاكمته شهدت عرض فيديو مصور له وهو ينتقد ملك البحرين "بينما القضاة كلهم من العائلة الحاكمة!".
وأكد رجب أيضا أن ناشطي حقوق الإنسان لا يستطيعون العمل داخل البحرين، فنصفهم في السجن والنصف الآخر في المنفى "زميلي عبد الهادي الخواجة محكوم بالسجن بتهمة المطالبة بنظام جمهوري!"
وختم رجب مؤتمره الصحفي بالتعبير عن سعادته لأنه يتكلم بحرية لأول مرة منذ عامين، وقال "أتمنى أن لا يؤدي بي كلامي الحر هنا إلى السجن مرة أخرى".
- 2024-11-15استمرار استهداف النقابيين والفصل التعسفي في شركة جارمكو
- 2024-11-15"الوفاق" في تقريرها لشهر أكتوبر: 348 انتهاكاً حقوقياً بينها أكثر من 100 اعتقال وما يفوق الـ100 مداهمة
- 2024-11-14هل أماط النائب قراطة الستار عن مسرحية الموازنة العامة قبل موعد العرض؟
- 2024-11-14كاتبة حكومية تفضح أعداد المجنسين وتدعو لخطة ترحيل محكمة
- 2024-11-13إبراهيم شريف: نصف الدين العام تتحمله مصروفات الديوان الملكي