» تقارير
لا حوار سياسي، و"خماسين" 14 فبراير تتوعد يوم الانتخابات الترقيعية
2011-08-18 - 12:55 م
مرآة البحرين (خاص): الحقيقة الصادمة قالها الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان للبحرينيين "لا يوجد حوار سياسي بين المعارضة والنظام"، أشار إلى أن الطريق طويل ومن يرد النضال معنا فليأتي، سننتصر وسنحقق الديمقراطية في بلدنا، لكن متى؟ أنا لا أعلم متى.
خلاصة ما يقوله سلمان أن الأفق مسدود، وأن النظام لا يريد الحوار حول المطالب الحقيقية، النظام كالمريض الذي يعتقد أنه سيعيش مع مرضه، والنظام في البحرين مصاب بمرض الدكتاتورية، ويرفض الدواء وهو الديمقراطية بجرعاتها المرة.
على الخط يعقد ائتلاف شباب 14 فبراير، الذي أخذ على عاتقه حفظ الثورة البحرينية وأهدافها حيةً في الشارع، مساء اليوم الخميس المهرجان الوطني (مهرجان استقلال البحرين)، هذا الاستقلال الذي تأتي ذكراه الأربعين وأرض البحرين تعج بالجيوش السعودية والإماراتية وآلاف المرتزقة الأجانب الذين جلبهم النظام لقمع الشعب البحريني التواق إلى الحرية.
ويتوقع أن لا تسمح قوات وزارة الداخلية والحرس الوطني لهذا المهرجان أن ينعقد، ذلك أن البحرين ربما تكون الدولة الوحيدة التي لا تحتفل باستقلالها، تحتفل عوضاً عنه بيوم جلوس الحاكم على العرش، لأن الوطن في عقيدة النظام وأعوانه هو الحاكم جالساً على العرش لا الوطن ساكناً ذاكرة قلوب الناس.
عقدة الخميس وخماسينه(1) الحارقة تكبر لدى النظام، فمنذ حلول شهر رمضان المبارك، والشباب البحريني يعقد مساء كل خميس فعالية جماهيرية تحت اسم تقرير المصير، وفي الخميس الماضي صعق النظام برياح مسيرات وتظاهرات تركزت في قريتي السنابس والديه، وما لبثت أن هبت وامتدت التظاهرات إلى عشرات المناطق والقرى، فخلت المجمعات التجارية الشهيرة مثل: السيتي سنتر، والسِيف، والعالي، وجيان، والدانة، من الزبائن، وأغلقت الشوارع الرئيسية من قبل قوات الأمن، لتمنع تدفق التظاهرين السلميين، الذين واجهوا القوة الغاشمة المدفوعة برصاص الشوزن، والرصاص المطاطي، ومسيلات الدموع، بشجاعة نادرة، وأصيب خلال التظاهرات عشرات الشبان وبعض النساء، وكان الأبرز إصابة شابين على الأقل بشظايا قنابل صوتية في عيونهم، ونتج عن ذلك استئصال عين شاب من منطقة جدحفص.
استنفدت وزارة الداخلية في تلك الليلة كامل طاقتها في التصدي للتظاهرات السلمية، ونقلت قنوات مثل السي ان ان والجزيرة الانجليزية وغيرهما أخبار التظاهرات الكبيرة، اهتزت البحرين ليلتها، وبدا واضحا صدمة الموالين للنظام من الإرادة الفولاذية لدى الشباب البحريني التواق للكرامة وللحرية. بدا ذلك واضحاً من خلال التعبيرات التي صدرت من الموالين للنظام على موقع تويتر، وبعض المواقع الإلكترونية ذات اللون الطائفي.
جمعية الوفاق ومعها جمعيات وعد والتجمع القومي والتجمع الوطني والمنبر التقدمي، أعلنت مقاطعتها للانتخابات التكميلية، وبدا أن مشروع فيلتمان الطامح لاعادة الأوضاع لما قبل 14 فبراير يتعرض لضربة سياسية، من جهته النظام يحاول أن يبدو بمنظر غير المكترث، لكن الوقائع الليلية والنهارية على الأرض وفي العالم الافتراضي، تؤكد للعالم أن البلد مريض وأن البحرين لابد لها أن تتجرع دواء الديمقراطية المرّ.
المفاجأة الأهم هو التقاط شباب 14 فبراير موقف الجمعيات المعارضة بخصوص الانتخابات التكميلية التي يراهن النظام على قدرته على الترويج من خلالها لخرافة وجود ديمقراطية في البحرين، فأعلان الائتلاف الشبابي عن موعد الزحف ومحاولة العودة لموقع دوار اللؤلؤة الذي أضحى الآن ميداناً يسميه البحرينيون المعارضون ميدان الشهداء، الموعد الذين أعلنه الشباب وقتوه بذكاء وحصافة ليكون في يومي الانتخابات 23 و24 سبتمبر المقبل، يوم يطمح الشباب البحريني أن يكون يوم إنطلاقة وقفزة كبيرة للثورة البحرينية.
إذن الزحف هو تظهير لإرادة الأغلبية الرافضة لاستمرار الديكتاتورية وتزييفاتها، ولتدعيم الموقف السياسي القوي بموقف ميداني.
وبعيداً عن التوقعات، فإن ما يظهره الشباب البحريني من شجاعة نادرة قادرة على مواجهة آلة القمع الرسمية المتعددة الرؤوس، فإنه يتوقع أن يقدم الشباب البحريني أداءً نضالياً رفيع المستوى، يسمع من خلاله العالم صوته وإرادته المتمسكة بتحقق دولة عادلة وحرة وكريمة.
بانتظار مهرجان الاستقلال في كرانة مساء اليوم الخميس، وبانتظار خميساتٍ تحمل خماسين وجمعٍ مقبلة تتناوب فيها المعارضة والشباب التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب، تتضح الصورة أنه: لا تراجع ولا استسلام، هو طريق قد يكون طويلاً لكن النظام لن يجد فيه من يرفع الراية البيضاء له أو لأعوانه الأجانب.