"كارنيجي": مسؤول سعودي أكد قدرة بلاده على التعايش مع رئيس وزراء شيعي في البحرين

2014-06-05 - 4:28 ص

مرآة البحرين (خاص): كشف مركز كارنيجي الأميركي عن مراسلات سرية جرت العام 2006 أعلن خلالها مسؤولا سعودية قدرة بلاده على التعايش مع رئيس وزراء شيعي.

وفي دراسة تحت عنوان "توازن بعيد المنال: أميركا وإيران والمملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط المتغيّر"، أشارت إلى التباين العميق بين الدول الثلاث بشأن الأوضاع في البحرين... وفيما يخص الوضع في البلاد جاء في التقرير:

في البحرين، كما في سورية، تحكم أقلّية سكانية الأغلبية، وإن كان بصورة أقلّ وحشية حتى الآن. وفي حين تتحالف عائلة آل خليفة السنّية الحاكمة بصورة وثيقة مع الرياض، حاولت إيران وبدرجات متفاوتة من النجاح تصوير نفسها باعتبارها المدافعة عن الأغلبية الشيعية المحرومة، والتي يعتقد أنها تشكّل نحو 70 في المئة من السكان.

عرضت إيران تقديم دعم معنوي قوي ودعم مادي محدود إلى الشيعة في البحرين، حيث يعتبر بعضهم آية الله خامنئي مرشدهم الروحي أو مرجعهم. غير أن تدخّل طهران في البحرين لايشبه بأي حال الدعم المادي الفتّاك والدعم المالي الذي قدّمه فيلق القدس الإيراني - وحدة العمليات الخاصة الخارجية في الحرس الثوري بقيادة القائد الأسطوري قاسم سليماني - للمسلحين الشيعة في العراق ويقدّمه الآن للقوات العلوية والحكومية في سورية.

كما تعتبر طهران البحرين موقعاً أمامياً للإمبريالية الأميركية في الشرق الأوسط، لأنها تستضيف مقرّ الأسطول الخامس في البحرية الأميركية، ومركزاً لقدرات القيادة والسيطرة والخدمات اللوجستية البحرية، وهو ماتفسرّه طهران باعتباره وسيلة بالنسبة إلى واشنطن لتقييد النفوذ الإيراني في الخليج. وتأمل طهران أن تساعد زيادة النفوذ السياسي الشيعي في البحرين إيران على إغلاق حامية حيوية معادية في جوارها. ومع ذلك، يفضّل جزء كبير من المعارضة في البحرين حتى الآن استمرار الوجود الأميركي في البلاد، من أجل تحقيق التوازن في مواجهة النفوذ السعودي والإيراني على حدّ سواء.

ضخَّمت المملكة العربية السعودية الخطر الإيراني بصورة مغايرة للواقع. وبهذا المعنى أصبحت الرياض أسيرة روايتها الخاصة، والتي تضخّم مايشكّل في جوهره صراعاً محلياً على توزيع القوة الاقتصادية والسياسية إلى حالة من المنافسة الجيو استراتيجية مع منافستها الفارسية، حيث تتّهم إيران بمحاولة إشعال ثورة خمينية أخرى.

استخدمت الرياض وآل خليفة، في كثير من النواحي، التهديد الإيراني لتشتيت الانتباه عن حركة محلية تدعو إلى توفير قدر أكبر من الكرامة والحريات المدنية. وقد اعترف بعض المسؤولين السعوديين بهذا الواقع، وإن كان بصورة سرية. في العام 2006، على سبيل المثال، اعترف دبلوماسي سعودي بارز في البحرين بأن الشيعة البحرينيين ليسوا بيادق في يد أستاذ شطرنج إيراني. وأشار إلى أنه "يمكننا التعايش مع رئيس وزراء شيعي منتخب في البحرين".

يريد المسؤولون السعوديون من إيران أن تعلن بأن الاضطرابات في البحرين مسألة بحرينية داخلية. غير أن إيران ستستمر في الدفاع عن حكومة أكثر تمثيلاً للشعب في البحرين، وهو مايعني ضمناً قوة أكبر للشيعة وتضاؤلاً للنفوذ السعودي.

غير أن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن كلاً من إيران وحزب الله، الذي دعم أيضاً المعارضة في البحرين، ربما يخفّفان الآن من لهجة بياناتهما بشأن البحرين، في إطار حملة دبلوماسية أوسع يقوم بها روحاني. وبالتالي، علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان هذا التحوّل يمهّد الطريق إلى مزيد من التهدئة الموضوعية.

إن للولايات المتحدة رهانات كبيرة في البحرين، نظراً إلى وجود الأسطول الخامس. وبالتالي فإن خفض التوتّرات بين السعودية وإيران قد يمكّن الأجنحة الأكثر تقدّمية داخل الأسرة الحاكمة من إجراء إصلاحات أكثر موضوعية لتهدئة المعارضة التي تزداد تطرّفاً. وهذا لن يؤدّي إلى تحسين فرص بقاء النظام الملكي على المدى الطويل وحسب، بل سيساعد أيضاً في درء تهديد محتمل لمواطني الولايات المتحدة وممتلكاتها في الجزيرة. بالإضافة إلى ذلك، ستكون الإصلاحات خطوة إيجابية نحو إقامة توازن في الخليج قادر على تسهيل مسألة تقلّص الحاجة إلى الوجود العسكري الأميركي.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus