براين دولي: تدهور علاقة واشنطن مع الأسرة الحاكمة في البحرين

2014-06-02 - 11:28 م

براين دولي، ذا هيل

ترجمة: مرآة البحرين

البحرين هي، كما كتب روب سبحاني في مدونة "ذا هيل" يوم الجمعة الموافق 23 أيار/مايو، "صديق يتمتع بثقة الولايات المتحدة" و "حليف مخلص". ولكن الواقع هو أن البحرين يمكن أن تكون صديقًا يُعتمد عليه فقط بالطريقة التي يمكن فيها اعتبار لانس أرمسترونغ جيدًا لقيادة الدراجات الهوائية - سيكون ذلك مؤثرًا لبرهة ولكنه في النهاية محرج للغاية.

في أوائل عام 2011، شكلت البحرين، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خارج حلف الناتو، صدمة لواشنطن عند اعتقالها آلاف المحتجين المطالبين بالإصلاح الديمقراطي. وعرّضت عشرات الأطباء الذين عالجوا المحتجين الجرحى للتعذيب للتوقيع على اعترافات كاذبة عن جرائم لم يرتكبوها. كما تم تعذيب عدد من المعتقلين حتى الموت فيما لا يزال هناك أعداد كبيرة من المعارضين السلميين داخل السجون ويتم قمع المعارضة بشكل روتيني من قبل الحكومة التي يتولى رئاستها عم الملك غير المنتخب منذ أكثر من 40 عامًا. ورغم وعود الإصلاح، لا تزال الأسرة الحاكمة تشن حملات القمع ضد المنتقدين بانتظام - وتمت زيادة العقوبات على انتقاد الملك على تويتر إلى سبع سنوات في السجن.

في مطلع هذا الشهر، حاولت إدارة أوباما تشجيع تجميد العلاقات الدبلوماسية مع الكرملين وأدخلت عقوبات جديدة بسبب ضم شبه جزيرة القرم، ولكن في المقابل قام نجل الملك وولي عهد البحرين بأول زيارة له إلى موسكو لعقد سلسلة من الصفقات العسكرية والاقتصادية مع الحكومة. وقد اجتمع ولي العهد - الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء - مع الرئيس بوتين، ووقع عقودًا مع شركة الأسلحة الروسية روسوبورون اكسبورت وفاوض على صفقة لصندوق الثروة السيادية في البحرين. كما توصل الجانبان إلى اتفاق حول فتح رحلات مباشرة من المنامة إلى موسكو وتخفيف القيود على تأشيرات دخول الروس الذين يمارسون الأعمال التجارية في البحرين وتم توقيع مذكرة تعاون بين المنامة وسان بطرسبرج. هذا أمر محرج للغاية.

وفي أيار/مايو 2013 وافق مجلس الوزراء على اقتراح قدمه مجلس النواب لـ "وضع حد لتدخل السفير الأميركي توماس كراجيسكي في الشؤون الداخلية للبحرين". والآن، من الصعب النظر إلى الأسرة الحاكمة في البحرين إلا كمجموعة ترتكب الأخطاء بشكل متزايد وغير متوقع ومن غير المحتمل أن تقدم للولايات المتحدة الاستقرار الذي تحتاجه لحماية مصالحها الكثيرة في الخليج ، بما في ذلك قاعدة الأسطول الخامس. وقد يواجه ابن آخر من أبناء الملك - الأمير ناصر - الملاحقة بتهمة التعذيب في محاكم لندن في حال زيارته بريطانيا، بعد البدء بإجراءات قانونية هناك تهدف إلى استئناف قرار يمنحه الحصانة الدبلوماسية.

بدأت الاحتجاجات السلمية في البحرين تتحول بشكل متزايد نحو الهجمات العنيفة بقنابل المولوتوف ضد قوات الأمن، والضحايا في تزايد مستمر مع شرطة تقتل المدنيين ومحتجين يقتلون الشرطة. وقد انعكس هذا الاضطراب على الاستثمار في البلد وتحول الاقتصاد البحريني إلى اقتصاد هش. فالبحرين هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تعاني من عجز مالي مستمر.

من المستبعد انتهاء الاضطرابات المستمرة في البحرين في وقت قريب، فالمحادثات السياسية، والتي ينبغي أن تشمل عددًا مهمًا من الشخصيات المعارضة، لم تبدأ بعد. وفي الوقت نفسه سجون البلاد مكتظة بشكل ينذر بالخطر، لم تتم محاسبة أي من المسؤولين عن مقتل متظاهرين في عام 2011، وهناك تقارير موثقة حول التعذيب تصدر بشكل مستمر من قبل مديرية التحقيقات الجنائية، والطائفية المتنامية تستقطب البلاد إلى أبعد ما يكون. تراقب إيران رفض البحرين تبني الإصلاح ببعض الارتياح - فكلما تجاهلت الأسرة الحاكمة دعوات الإصلاح الديمقراطي، تزايد العنف واندلع على نطاق أوسع، مما يزعزع استقرار البحرين وجوارها. ومعظم الناشطين الحقوقيين البارزين في البحرين هم اليوم إما في السجن وإما في المنفى يواجهون تهمًا ملفقة.

يشير سبحاني إلى لقاء مقرر لملك البحرين مع أعضاء من الكونغرس الأميركي. هذا الاجتماع فكرة جيدة فهو ربما يعطي للملك فرصة يشرح فيها رفض حكومته للإصلاح وإصرارها على ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان التي لا تؤدي إلا إلى زيادة العنف في المنطقة وزيادة مواجهة أصدقائها الجيدين، الأمريكيين، للمخاطر.

 

28 أيار/مايو 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus