رئيس "الشرق" القطرية يسخر من وزير خارجية البحرين: معلوماتك عن اتفاق حل الخلافات من قناة الراقصة سما المصري
2014-04-27 - 3:51 م
مرآة البحرين: سخر رئيس صحيفة "الشرق" القطرية جابر الحرمي، من السياسة الرسمية البحرينية تجاه قطر، خصوصاً التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة.
وقال الحرمي في مقال نشره اليوم الأحد (27 أبريل/ نيسان 2014) "الخوف الأكبر من أن يكون سعادته قد أخذ هذه المعلومات "الراقصة" من قناة "فلول" التي تديرها الراقصة سما المصري وتبث من مملكة البحرين الشقيقة، وتستهدف دولا "شقيقة" في مقدمتها قطر، ليس نقدا إنما ابتذالا ووقاحة وإساءات". كما انتقد الحرمي مستشار الملك محمد جابر الأنصاري الذي كتب مقالاً بصحيفة "الأيام" تهجّم فيه على قطر وعمان.
وكان وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، قد رهن في تصريح الخميس (24 ابريل/ نيسان) عودة سفراء البحرين والسعودية والإمارات إلى قطر بنجاح الدوحة في تطبيق بنود اتفاق الرياض. لكنه أشار إلى أن نتائج فعلية ملموسة لم تظهر بعد من جانب قطر.
وفيما يلي نص مقال رئيس تحرير الشرق القطرية جابر الحرمي:
طوال فترة أزمة سحب السفراء، لم نشأ أن ننزلق إلى الكثير من التصريحات والمقالات التي كانت تتداول في وسائل الاعلام بمملكة البحرين الشقيقة، وآثرنا التغاضي عن ذلك والترفع عن الرد عليها، لأننا "نتفهم" الوضع بالنسبة للاشقاء بالبحرين، على الرغم من اننا نجهل والشعب البحريني الشقيق كذلك السبب الذي دفع لسحب السفير البحريني من الدوحة.
تغاضينا عن كل التصريحات "غير اللائقة"، بل والمسيئة، التي صدرت من مسؤولين كبار، وصناع قرار، من الاشقاء بالبحرين، بدءا من وزير الداخلية، مرورا بمستشار الملك ووزراء ورؤساء تحرير وانتهاء باعلاميين وكتاب مقالات، ولكن للحق ايضا فان هناك طرفا من أشقائنا الاعلاميين وكتابا كانوا يرفضون الانزلاق الى الاساءة لقطر، بل إن عددا منهم كتب مقالات محايدة، وهي كلمة حق نقولها.
ما استوقفني اليوم حقيقة التصريحات الاستفزازية غير المفهومة التي أدلى بها وزير الخارجية البحريني سعادة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الخميس الماضي ونشرت في صحيفة "الشرق الاوسط"، وهي تأتي بعد يوم واحد فقط من تصريحات لوزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية الذي أكد أن الاختلافات وليس الخلافات بين وجهات النظر الخليجية فيما يتعلق بأزمة السفراء قد انتهت، وأن عودة سفراء الدول الثلاث إلى الدوحة أمر يرجع إلى دولهم.
وزير الخارجية البحريني يظهر انه "منزعج" من الاتفاقية التي تم التوصل إليها لحل الاختلاف، على الرغم من انه "دعي" للتوقيع عليها، ووقعت عليها بالطبع جميع دول مجلس التعاون الست على قدم المساواة، وهي ملزمة بندا بندا لجميع الدول الموقعة عليها دون استثناء، وكذلك ملزمة لاشقائنا بالبحرين كما هو الحال لباقي دول المجلس.
يقول "ان عودة السفراء الى الدوحة مرهون بتنفيذ قطر لاتفاقية الرياض.. وان الدوحة منحت فترة زمنية من اجل الالتزام بتلك الاتفاقية، فالمصالحة بين دول المجلس وضعت آلية ويجرى الآن التحقق من تنفيذها.. وهناك شروط يجب على الدوحة أن تنفذها لعودة السفراء.".
كنت اتمنى ان يذكر لنا سعادته ملامح هذه الاتفاقية والشروط التي وضعت على الدوحة ومن هم المراقبون لتنفيذها؟ لكن الخوف من أن سعادته لم يقرأ أو يطلع على هذه الاتفاقية، انما وقع فقط في المكان المخصص لذلك!.
والخوف الاكبر من أن يكون سعادته قد اخذ هذه المعلومات "الراقصة" من قناة "فلول" التي تديرها الراقصة سما المصري وتبث من مملكة البحرين الشقيقة، وتستهدف دولا "شقيقة" في مقدمتها قطر، ليس نقدا إنما ابتذال ووقاحة وإساءات ليس لدولة، انما لرموز وقيادات، وأشقاؤنا في البحرين قبلوا ذلك، وسمحوا ببث هذه القناة "الفلولية" التي تبعد مجرد أمتار قليلة من قصر سعادة وزير الخارجية وقصور اشقائنا في مملكة البحرين.
لست أنا الذي يكشف سر بث هذه القناة "الفلولية" الموجهة للطعن بالأعراض الخليجية، والاساءة لرموز وقيادات، بل الأجهزة الأمنية المصرية هي التي كشفت ذلك وأعلنت أن "فلول" تبث من البحرين، وتعد موادها الإعلامية الراقصة المبتذلة سما المصري.
وأجزم بان الشعب البحريني الشقيق رافض تماما لاستضافة قنوات تمثل اساءة له لما تبث من مواد اعلامية هي قريبة للدعارة ان لم تكن كذلك كما هو الحال مع قناة "فلول"، فأهل البحرين اهلنا، ولا يكاد يوجد بيت في البحرين أو قطر إلا وله قريب فيه، فالكثير من الأسر متداخلة فيما بين الدوحة والمنامة، وهو ما يدفعنا في قطر الى ان نحرص كل الحرص على هذه العلاقات الاخوية الوثيقة والمتجذرة، وأن نترفع في كل مرة عن التصريحات والتلميحات التي يطلقها اشقاؤنا في البحرين ضد قطر.
لست متحاملا، ولا أقول ذلك تجنيا على اشقائنا المسؤولين في مملكة البحرين، فقائمة التصريحات والتلميحات طويلة، ولو استعرضت جزءا منها فقط خلال الشهرين الماضيين لما وسع المكان.
مستشار جلالة الملك الدكتور محمد جابر الانصاري الذي تهجم في مقال نشره في "الأيام البحرينية" بتاريخ 13 مارس الماضي على قطر في بدايات أزمة السفراء، وقال إن قطر سوف تدفع الثمن، بل وبسبب "انفعاله" لم يفرق بين قطر وسلطنة عمان الشقيقة، فوجه سهاما غير مقبولة على أهلنا في سلطنة الحكيم السلطان قابوس، وأساء الى سلطنة عمان الشقيقة، فما ذنب السلطنة؟!! هل لانها لم تدخل "الحلف" فأردت يا سعادة المستشار ان تسيء إليها دون وجه حق.
ولم يخف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن بمجلس الشورى البحريني الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة سعادته بسحب سفراء الدول الثلاث من قطر، وقال في اليوم التالي للازمة "اتوقع ان تشهد قطر قطيعة عربية وخليجية في السنوات القادمة"!
أما الصحف البحرينية ومعها أقلام كثير ة فحدث ولا حرج للأسف الشديد، وان كان كما قلت سابقا أن هناك أقلاما بحرينية ظلت محايدة، ورافضة للانخراط في مسلسل الهجوم غير المبرر وغير العقلاني على قطر.
بل وصل الأمر الى أن قامت وزارة الاعلام البحرينية بازالة علم قطر من جميع رايات وزارة الاعلام بعد قرار سحب السفراء، وهو تصرف غاية في الدهشة ولا نجد له تفسيرا!!!.
حقيقة أستغرب قيام الأشقاء في مملكة البحرين بفتح جبهات مع أشقاء ودول شقيقة، فهل من مصلحة البحرين ذلك؟.
نحن في قطر تعودنا على مثل هذه الاساءات، ونترفع عن الرد عليها، فلا تسيئوا لأهلنا في الخليج لمجرد انهم قالوا كلمة حق، ولا تسيئوا ايضا الى شعب البحرين الذي نعرف نبل أخلاقه وأصالته، ورفضه لمثل هذه الاساءات ان كانت لقطر أو لأي جهة أخرى.
واتحدى أن تكون قطر أو أي مسؤول فيها خرج بتصريح ولو بتلميح يفهم منه التقليل من الشقيقة البحرين أو التدخل في شؤونها الداخلية، بل على العكس تماما لطالما وقفت قطر الى جانب الاشقاء في البحرين في المحافل الإقليمية والدولية، ودافعت عن قضايا أشقائنا في البحرين، وتحملت في سبيل البحرين ايضا الكثير، وهذا ليس منة إنما هو واجب تفرضه علينا الاخوة وعلاقاتنا المشتركة والمتداخلة اسريا، وستظل قطر كذلك ملتزمة بهذه الثوابت الاخوية.
وتذكرون جيدا الخلية الارهابية التي قامت دولة قطر قبل عامين ونيف، وتحديدا في 13 نوفمبر من عام 2011، بضبطها وتسليمها الى الاشقاء في البحرين، ومن اعلن عن ذلك هم مسؤولو وزارة الداخلية البحرينية من خلال مؤتمر شهير عقدوه للاعلان عن تسلمهم الخلية من قبل قطر والتي كانت تخطط لاستهداف وزارة الداخلية، اضافة إلى وزارات ومؤسسات وسفارات من بينها سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في المنامة.. هذه الخلية الارهابية خرجت برا من البحرين ولم تستطع اجهزتهم الامنية القبض عليها، ودخلت الشقيقة السعودية وخرجت منها، وعندما أرادت الدخول الى قطر تمكنت الأجهزة الأمنية القطرية من اكتشاف هذه المجموعة وما بحوزتها من أجهزة ومخططات، وقامت بتسليمهم إلى الاشقاء بالبحرين، دون أن تطلب جزاء أو شكورا، بل من اعلن خبر كشف هذه المجموعة كما قلت الطرف البحريني حتى لا يقال ان قطر تريد تسجيل موقف على البحرين، وظهر المسؤولون البحرينيون وهم يشيدون بالتعاون الاخوي من قبل قطر، وانه يمثل نموذجا، ويثنون على ذلك..
سبحان الله!!.. كيف تتم الاشادة بجهود قطر في حماية الامن البحريني قبل عامين تقريبا، واليوم يتم الهجوم على قطر بهذه الصورة ومن قبل مسؤولين في مملكة البحرين الشقيقة؟!.
حتى موضوع الجسر قامت قطر بتقديم قرض للاشقاء في البحرين قدره 350 مليون دولار ليكون من رأس مال مؤسسة جسر قطر والبحرين البالغ 700 مليون دولار يدفع مناصفة بين البلدين، إلا أن قطر دفعت المبلغ كاملا على أن تكون حصة البحرين قرضا، ومجلس الشورى البحريني أقر وأعلن ذلك.
والغريب أن المسؤولين في مملكة البحرين يرددون ليل نهار ان هناك تدخلات خارجية في شؤونهم الداخلية، ويذكرون بالاسم الجمهورية الاسلامية الايرانية، لكنهم لم يقدموا على أية خطوة عملية اقلها سحب السفير يا معالي وزير الخارجية!! أم أن العلاقات "سمن على عسل"، وما تعلنونه مجرد تصريحات للاستهلاك الاعلامي.
على الرغم من كل المبادرات القطرية الايجابية تجاه اشقائنا في مملكة البحرين، والنوايا الصادقة والمخلصة، الا اننا نستغرب من تصريحات تصدر من مسؤولين في المملكة، وفي كل مرة نقول انها "زلة" لسان، ونمضي قدما في الترفع عن الرد عليها، ونسعى لتجاوزها، فما يجمعنا بشعب البحرين أكبر بكثير من كل هذه التصريحات التي تصدر بين فترة واخرى، ولا نحملها على الشعب البحريني الشقيق، بل "نتفهم" دواعيها، والأوقات التي تصدر فيها.
كنت أتمنى من معالي وزير خارجية البحرين أن يؤكد ما قاله نظراؤه العماني والكويتي والقطري من ان "سحابة الصيف" انقشعت، وأن أزمة سحب السفراء قد حلت، وأن مرحلة جديدة من العمل الخليجي قد بدأت، خاصة في ظل التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، وهو ما قاله ايضا البيان او الاتفاقية التي صدرت، ووقعت عليها دول المجلس مجتمعة، وباتت ملزمة للدول الست دون استثناء، ولكن لا نعرف لصالح من يطلق وزير الخارجية البحريني هذه التصريحات؟ ومن المستفيد وهل هذه التصريحات بالفعل تخدم الشعب البحريني الشقيق؟
نريد يا سعادة الوزير أن تخرج للرأي العام البحريني قبل الخليجي وتعلن الشروط التي تقول انها قد فرضت على قطر كما تدعي، وانه يجب على الدوحة أن تنفذها، والمدة الزمنية التي منحت.. لماذا هذا "الغبار" الذي تثيره دون أن تكون واضحا في تصريحاتك؟.
نريد لاشقائنا في البحرين الخروج من "المتناقضات" غير المفهومة التي يدورون فيها بين فترة واخرى، حتى لا يتركوا "تفسيرات"، قد يحملها البعض اكثر مما تحتمل، وقد يذهب البعض بعيدا في ذلك، والادعاء.. أكرر الادعاء بانها تسير في فلك دول اخرى، وهذا بالطبع مرفوض وغير صحيح، خاصة أن البيان أو الاتفاقية الخليجية الاخيرة التي وقع عليها وزير الخارجية البحريني تنص على استقلالية السياسة الخارجية لكل دولة خليجية، وفق مبدأ سيادة كل دولة.
- 2024-11-15استمرار استهداف النقابيين والفصل التعسفي في شركة جارمكو
- 2024-11-15"الوفاق" في تقريرها لشهر أكتوبر: 348 انتهاكاً حقوقياً بينها أكثر من 100 اعتقال وما يفوق الـ100 مداهمة
- 2024-11-14هل أماط النائب قراطة الستار عن مسرحية الموازنة العامة قبل موعد العرض؟
- 2024-11-14كاتبة حكومية تفضح أعداد المجنسين وتدعو لخطة ترحيل محكمة
- 2024-11-13إبراهيم شريف: نصف الدين العام تتحمله مصروفات الديوان الملكي