» تقارير
أندية الرفاع والمحرق والنجمة على رأس المتآمرين، في ملف استهداف الرياضيين
2011-07-24 - 9:11 ص
مرآة البحرين (خاص): المؤامرة التي قادها رئيس شئون الإعلام فواز بن محمد آل خليفة للانتقام من الرياضيين، بدأت تتكشف يوما بعد يوم، وتتحول إلى ما يشبه الخازوق الذي يجلس عليه المتآمرون طواعية.
وكانت مرآة البحرين كشفت بعضا من ملامح المؤامرة* التي اشترك في تنفيذها أيضا العقيد خليفة بن أحمد مدير أمن المنطقة الجنوبية ورئيس القناة الرياضية عبدالعزيز الأشراف، في غمرة الاحتقان الأمني الذي سببته حالة السلامة الوطنية "الطوارئ".
ويبدو أن للمؤامرة أضلاعا أخرى ما تزال خفية، لكن يمكن الإشارة إليها بصورة أكثر وضوحا مع انجلاء المزيد من الغموض الذي أحاط بهذا الملف المربك للسلطة، ووضعها أمام حرج لا يمكن إنكاره. العديد ممن عاشوا التجربة الصعبة، بدؤوا في سرد تفاصيل توضح مستوى الانتقاء المحيط ببعض من حاك المؤامرة، أندية المحرق والرفاع والنجمة، تقف في مقدمة المنتقمين، بدافع المصالح الرياضية، هنا تنزل الرياضة إلى مستوى الانحطاط، فالفوز ببطولة بات كافيا كمبرر للإيقاع بالتنافسين الذين تحولوا إلى خصوم حقيقيين!
في رحلة الإعداد للحلقة الأولى من برنامج "سوالف رياضية" الذي ارتكز في البداية على دوافع إيقاف النشاط الرياضي، ثم تحول تدريجيا للتركيز بصورة مخجلة على نادي واحد هو النادي الأهلي ومحاكمة منتسبيه من إداريين ولاعبين، قام المتآمرون بعرض مجموعة كبيرة من الصور على الاتحادات الرياضية للكشف عن أسماء لاعبيها، من واقع أن الثلاثي المتآمر لا يعلم بأسماء العديد من الرياضيين!
النجم الكروي بنادي المالكية حسن السيد عيسى الشهير بـ"حمامة" كشف لبعض المقربين منه عن تلقيه اتصال من رئيس القناة الرياضية عبدالعزيز الأشراف يبتزه للمشاركة في البرنامج عبر الهاتف على غرار مشاركة كل من النجمين علاء حبيل ومحمد السيد عدنان، فالهدف واضح هنا، وهو إلحاق أكبر مستوى من الأذى المتلفز باللاعبين!
الأشراف اتصل بـ"حمامة" يعرض عليه المشاركة في البرنامج مقابل عدم نشر صورته في البرنامج: "سوف اتصل بك بعد قليل، وإذا لم تشارك سوف أعرض صورتك وأنت تعرف ماذا يعني ذلك بالضبط"، انتهت المكالمة الهاتفية، ومعها أغلق "حمامة" هاتفه الجوال، وبعد قليل بث البرنامج صورته واقفا إلى جنب محمد السيد عدنان يحملان لافتة مكتوب عليها "غدا مسيرة الرياضيين" وبعد أيام تعرض للاعتقال! هذه المسألة توضح بما لا يدع مجالا للشك تورط عبدالعزيز الأشراف كقيادي في المؤامرة، وقيامه بابتزاز الرياضيين للمشاركة في البرنامج، وتحمل وزر المحاكمة التلفزيونية التي شارك فيها بوحشية كل من مقدم البرنامج فايز السادة والصحافيين ماجد سلطان وفيصل الشيخ وعبدالله بونوفل!
ومن بين ما ذكره "حمامة" للمقربين منه، قيام مدير أمن المنطقة الجنوبية خليفة بن أحمد آل خليفة باستجوابه في مركز شرطة الرفاع، فقد ذكر له أن تفضيله اللعب للنادي الأهلي على اللعب للرفاع، سيكون محفزا لبقائه فترة أطول في المعتقل، ويستدل على ذلك بتجاهل مشاركة شقيقه الأصغر علي السيد عيسى الشهير بـ"علاوي" لاعب الرفاع في المسيرة ذاتها من دون أن يناله الاعتقال! إشارة واضحة إلى انتقاء المتآمرين لضحايهم وفقا لانتماءتهم الرياضية، فحسن السيد حسن قضى آخر ثلاثة أعوام من مسيرته الرياضية لاعبا في صفوف النادي الأهلي، وكان ذلك كافيا للإيقاع به!
لاعب آخر يكشف هذا الوجه من المؤامرة، هو عبدالإله عبدالله المنتقل مع بداية الموسم الرياضي المنصرم من نادي المحرق إلى الأهلي، والذي كان الوحيد من لاعبي الكرة الطائرة الذين قضوا فترة تزيد على الثمانين يوما في المعتقل!
عبدالإله واجه معاملة قاسية من بعض رجال الأمن ممن كشفوا عن انتمائهم إلى نادي المحرق، أحدهم أخبره بوضوح: "أرأيت الفارق بين أن تكون لاعبا في نادي المحرق والنادي الأهلي، ادفع إذن ثمن خروجك من المحرق". ولعل الخروج السريع من مركز شرطة النعيم للمدرب واللاعب السابق ياسين الميل بالمنتخب الوطني ونادي المحرق كافيا لتأكيد هذه الرواية، حيث لم يطل بقاؤه في مركز التحقيق بالنعيم أكثر من ثلاث ساعات، غادر بعدها المركز بسبب تدخل بعض مسئولي ناديه لإنقاذه ليلتحق بفريق المحرق الذي فاز لاحقا ببطولتي الدوري والكأس!
وواجه نفس مصير لاعب الكرة الطائرة عبدالإله عبدالله لاعب نادي المحرق السابق والمنامة الحالي محمد حسن، تم الزج به إلى المعتقل لمشاركته في المسيرة في حين تم التغاضي عن شقيقه الأصغر أحمد حسن وهو لاعب في فريق المحرق للكرة السلة، برغم نشر صورته واسمه في البرنامج! كما لم يقض لاعب المحرق لكرة الطائرة مبارك الحايكي أكثر من يومين تم بعدها الإفراج عنه إلى جانب لاعب نادي البسيتين حسين الحايكي!
دلالات أخرى، لتأكيد طابع الانتقاء لدى متأمري "ملف الرياضيين" وهو تجاهل نشر صور لاعبين آخرين من أندية المحرق والرفاع والنجمة، هم حسين سلمان وحسين بيليه والحارس محمد سيد جعفر ولاعب كرة السلة محمد عبدالمجيد، وفاضل عباس لاعب الكرة الطائرة بنادي المحرق وحسين عبدالكريم الشهير بـ"السعودي" لاعب النجمة!
بعض هؤلاء اللاعبين وخصوصا لاعبي المحرق استأنفوا المسابقات الرياضية فعلا برغم مشاركتهم في مسيرة الرياضيين، مقابل إيقاف أو شطب لاعبي بقية الأندية وخصوصا لاعبي النادي الأهلي والمنامة في لعبتي السلة واليد، علما بأن نادي المحرق بين المتنافسين في لعبة كرة السلة ونادي النجمة بين المتنافسين في لعبة كرة اليد!
ولابد هنا من التأكيد على الدور الحيوي والمهم الذي لعبه المقدم عيسى القطان المنتمي إلى نادي النجمة والمسئول الأمني عن ملف الرياضيين في إبعاد العديد من لاعبي ناديه من مغبة الاعتقال، لأن ذلك سيؤدي بهم إلى الإيقاف أو الشطب من سجلات النادي!
أسئلة عديدة يطرحها العديد من مراقبين متصلة بمدى قدرة المسئولين على علاج الدمار الكبير الذي لحق بقطاع الرياضة، وهو القطاع الذي يجمع أبناء الطائفتين السنية والشيعية بصورة دائمة على مدار العام؟ فهل حقق فواز بن محمد انتقامه من منافسيه بتدمير الرياضة وتحويلها إلى ما يشبه الأرض البور؟ وكيف سيتمكن الغُرّ المهووس بالبطولة في كل شيء ناصر بن حمد من الارتقاء بها، وسط رغبات واضحة من قبل مجاميع كبيرة من الرياضيين في الاعتزال أو الابتعاد عن ممارسة الهوايات التي يعشقونها، والتي قادتهم إلى الارتقاء إلى مصاف النجوم الخليجية والعربية والعالمية أيضا!!
المزيد من كشف الأسرار قريبا..
* مرآة البحرين تكشف خبايا مؤامرة استهداف الرياضيين