» تقارير
قادم البحرين: مبادرة عفو؟ أم حوار؟.. رمضان كريم
2011-07-23 - 3:58 م
مدفع الافطار في البحرين تقوده سيارة يعرفها المتظاهرون جيدا
مرآة البحرين(خاص): مبادرة جديدة؟ هكذا سربت كواليس الديوان الملكي إلى مراسل موقع قناة السي إن إن، أن هناك مبادرة جديدة سيطلقها الملك في شهر رمضان مضمونها إصدار عفو عن المعتقلين، وأمر بإعادة المفصولين، ورمضان كريم!.
وقد تلقف بعض قياديي الجمعيات السياسية هذا التسريب، ليطالب بعضهم بمبادرة جديدة، بينما طالب أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان عبر وكالة رويترز بحوار جاد.
هل يريد الملك إطلاق مبادرة حقا؟ إن كانت هناك مبادرة جديدة فهذا كما يرى مراقبون بمثابة اعتراف رسمي بفشل الحوار الذي أطلقته السلطات، بينما السلوك الرسمي وإعلامه يسير في غير هذا المسار. وإذا ما كانت هذه المبادرة تحمل جديداً فهي تكرر أمراً سابقاً لم ينفّذ بعودة المفصولين تعسفاً عن أعمالهم.
إطلاق سراح المعتقلين، يعارضه تصريح أخير لوزير الخارجية خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بأن “من أساء سيتم عقابه”.
لكن للواقع أحكامه أيضاً، إذ تبين وسائل الاعلام العالمية، خصوصاً في الولايات المتحدة وبريطانيا، أن الرأي العام العالمي يرى في الحوار الذي نظمته السلطة منتدى فاشلاً، وهو ما ورد بدبلوماسية في تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي طالب السلطات البحرينية فور انسحاب الوفاق بتهيئة الأجواء لحوار جاد. لكن البيت الأبيض والخارجية البريطانية يلوذان بالصمت حتى اللحظة إزاء فشل هذا الحوار. مع الإشارة إلى أن شبكة آيفكس الأميركية، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، تضغطان على الإدارة الأميركية لإعلان موقف سلبي من نتائج الحوار في البحرين. بل أن منظمة حقوق الانسان للجميع خاطبت أوباما مباشرة بهذا الصدد.
ومن هنا وبعيداً عن تسرع بعض قيادات المعارضة، يتضح أن أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان يقرأ الواقع الجاري بصورة أهدأ. فهو طالب بحوار جدي ولم يعول على أية مبادرة كما يبدو، واصفاً الحوار الذي انسحبت منه الوفاق بالمزحة. فاتحة التقطتها جمعية التجمع القومي التي صرح باسمها محمود القصاب مطالباً بحوار بين السلطة والمعارضة.
يرى متابع سياسي مخضرم للملف البحريني في حديث ل(مرآة البحرين)، أن السلطة لن تستطيع أن تضع مكياجاً وتتجمل وتمشي هذه المرة، إذ ستجد السلطة نفسها مضطرة لتقديم مبادرة ما تخرق بها الانسداد السياسي وسط ضغوط شعبية تتصاعد، وموقف متماسك للمعارضة تدعمه المرجعية الدينية المحلية التي دخلت على الخط السياسي بشكل مباشر، للمرة الأولى منذ فبراير في تجمع "المساجد لله". ولا يبدو أنه في وارد البحث عن مخارج لأحد، تقول هذه الشخصية المخضرمة أن الحوار فشل، ولذا ستضغط كل الدول المهتمة بإيجاد صيغ أخرى للحل السياسي في البحرين.
الحقيقة كما يقول المتحدث أنه بعد انتهاء الحوار قد يعلن الملك عفواً في شهر رمضان، ويعيد الفصولين للأعمال بأمر جدي وليس هزلي كما حدث المرة الماضية، لكن هدف كل ذلك أن يقول “لقد حللنا الشق الامني والإنساني، أما الشق السياسي فسيكون عبر مخرجات الحوار الوطني”، ويتابع المتحدث “بالطبع لن تقبل المعارضة ذلك ولا الجماهير، فقد تتجاوب المعارضة إيجاباً وتقدم تمهيدات لحل ملف المعتقلين والمفصولين. لكن الشق السياسي هو الأهم وهو الجذر الأساسي للملفات الأمنية والحقوقية، فبلا حكومة تمثل الإرادة الشعبية، وبرلمان حقيقي كامل الصلاحيات، ودوائر انتخابية عادلة، سيكون لدينا ملفات معتقلين جدد، ومفصولين وانتهاكات لها أول وليس لها آخر”. ويختتم حديثه قائلاً”رمضان كريم”!.