» تقارير
البحرين في زحمة طرق: ملك يرغب في الاحتفال، وحوار يدفن، وائتلاف 14 يتقدم
2011-07-22 - 11:51 ص
الوفاق مصرة على مطلب حكومة منتخبة بعد 40 سنة من استئثار رئيس الوزراء بالمنصب
مرآة البحرين (خاص): السلطات البحرينية تُسرع بدفن جثة حوارها الذي مات مشوهاً بيديها، يوم الخميس المقبل ستدفن جثة الحوار وبالطبع ستقيم السلطات احتفالية تدعي فيها أنها أنجبت مولودا إصلاحيا جديداً، لكن جميع من سيبارك لها يعرف أن الحوار مات، وأن الأزمة باقية.
وإزاء هذا الوضع، بادر ائتلاف شباب 14 فبراير بإعلان فعاليتين نضاليتين الأولى تجري الآن ،وقت كتابة هذا التقرير، على أرض قرية الدراز الواقعة على شارع البديع الذي يضم عشرات القرى التي تتظاهر يوميا للمطالبة بإصلاح جذري للوضع في البحرين، وستكون الفعالية الثانية لائتلاف شباب 14 فبراير اعتصام آخر بالقرب من السفارة الأميركية.
ينوع ائتلاف 14 فعاليته منذ 1 يونيو، وقد بدأت هذه الفعاليات تجتذب قطاعا شبابيا واسعا خصوصا بعدما اتضح فشل الحلول السياسية.
من الحركة الشبابية في الدراز قبل قليل |
وعلى صعيد المعارضة التقليدية المتمثلة في الجمعيات السياسية، فإن جمعية الوفاق تقف أمام مفترق طرق، فهي متماسكة من حيث الموقف السياسي، فهي تنظم اليوم مهرجاناً في قرية المصلى تحت عنوان (متمسكون بالمطالب) لكن الوفاق لا تبدو مندفعة حتى اللحظة لتلحق بالفعاليات النضالية التي تحمل طابع التحدي أمام إرادة القمع السلطوية. وهو الاستحقاق الذي أشارت له باحثة فرنسية بأن الوفاق لا تستطيع البقاء كمعارضة مروضة (1).
الجمعيات اليسارية المعارضة وهي: وعد، المنبر التقدمي، التجمع القومي، تبدو محرجة فهي غير مقتنعة بما يجري في أروقة الحوار الذي سيتم دفنه يوم الخميس، ولا هي قادرة حتى اللحظة على اتخاذ قرار مماثل لجمعية الوفاق بالانسحاب.
لكن الجميعات اليسارية الثلاث أعلنت عن مؤتمر صحافي يوم غد السبت، يبدو أنها ستعلن خلاله موقفها بأن ما جرى تحت مسمى حوار، هو حوار غير حقيقي وغير منتج وأنه لا يمثل إرادة الشعب، لكن لم يعرف إن كانت هذه الجميعات ستقرر الانسحاب قبل انتهاء الحوار أم لا. وهو الأمر الذي دعاها له ائتلاف شباب 14 فبراير الذين أصدرو تعليقا صحافيا بعد انسحاب الوفاق من الحوار، ناشدوا خلاله الجمعيات والشخصيات الوطنية في الحوار الانسحاب منه، لكي لا يتم إعطاء شرعية من أي نوع لهذا الحوار.
إزاء ذلك يتداول متابعون للقضية البحرينية، جهودا دولية لإنقاذ الساحة من التدهور، بقوة الحل الأمني مجدداً، وذلك عبر البحث عن إيجاد قنوات سياسية للبحث عن حلول، وتداولت بعض الأوساط إمكانية إعادة ولي العهد للواجهة مجدداً، لكن قريبين من المعارضة يستبعدون هذا السيناريو، كون ولي العهد أضحى غير راغب بتقديم أية تضحية برصيده لدى الموالاة التي يتفنن صقورها في السخرية منه، وهو صامت لا يرد، رغبة منه في قطع الطريق ولو مؤقتا على عمه رئيس الوزراء الذي حوله شيوخ الموالاة بقدرة المال إلى زعيم طائفة!
ويتم تداول سيناريوهات أخرى مثل تقديم الملك مبادرة جديدة لكن غير علنية، للتحاور مع المعارضة، لكن قريبين من الديوان الملكي يقولون إن الملك راغب فقط بأن يعم البحرين الهدوء خلال شهر رمضان المبارك، ليتسنى له البحث في المرئيات المرفوعة له من الحوار، ليطبخ منها طبخة، ليفطر عليها العالم بعد شهر رمضان، كإجراءات إصلاحية، ويحاول تسويقها دوليا خصوصا في الغرب إذ إنه ضامن لتطبيل الدول العربية له.
هكذا إذن هي الصورة، شباب مندفع، وجمعايت سياسية تقليدية لم تدخل على تماس خط التحدي النضالي مع الشارع حتى اللحظة، وعائلة حاكمة منقسة، لكن رأسها لا يفكر سوى بالاحتفالات التي ستعقب إعلانها تثبيت الواقع القائم تحت اسم (إصلاحات جديدة)، وولي عهد يفكر في مستقبله، ورئيس وزراء تم ضبطه متلبساً بتشكيل فرقة اغتيالات لكن من دون محاسبة!.
- هامش: