اسمي نور الدرازي وفخورة لأني فعلت ذلك

2011-07-15 - 12:34 م

 



مرآة البحرين (خاص):

 

في 12 يونيو/حزيران الماضي، ارتفع صوت نسائي آخر شاهداً على انتهاكات الحكومة وحفلة الزار التي لم تجلب لها سوى العار والهزيمة، لتجعل خاتمتها عاراً وشناراً، لقد وقفت فتيات 14 فبراير في مواجهة عمليات القمع والتطهير، في صمود أسطوري، سيمجّده تاريخ البحرين الحاضر والمستقبل.

نور الدرازي، هي ضحية أخرى من ضحايا همجية الممسكين بمقاليد الحكم، وحملتهم البربرية، التي لم توفّر مكاناً ولا فئة ولا جماعة مهنية كان لها دور في رفد الاحتجاجات السياسية وإظهارها بهذا الرقي، إلا استهدفتها، وكان للطلاب حصتهم من العقاب، بعد أن حل الخراب في مؤسسات التعليم على يد وزير المكارثية العسكري الجاهل ماجد النعيمي.

كانت نور أول طالبة في كلية البوليتكنك، وهي من ثمار مشروع ولي العهد في إصلاح التعليم، وهي كذلك أول طالبة تطرد من هذه الكلية، بسبب  صفحتها في الفيسبوك.

بعثت نور المتفوقة، والتي ترفض العودة إلى الكلية مرة أخرى، رسالة إلى الرئيس التنفيذي للبوليتكنك عبر صفحتها في الفيسبوك، في نفس اليوم نفسه الذي فصلت فيه من الكلية وأخرجت برفقة رجال الأمن.

ومرآة البحرين تنشر مقاطع من هذه الرسالة التاريخية (التي أرسلت بالإنجليزية)، ليكون العالم شاهداً على الوجه القبيح لهذه الحكومة، بتقصّدها لمستقبل المئات من الطلاب وحرمانهم من الحق في التعليم، لكي يمنع ظهور أجيال متعلمة تقف في وجه سلطته الاستبدادية، وفساده المطلق.

"عزيزي جون سكوت، الرئيس التنفيذي لكلية بوليتكنك البحرين،

اسمي نور وحتى الساعة الثانية من ظهر اليوم، كنت طالبة في كلية بوليتكنك البحرين وكم كنت فخورة بذلك. كنت واحدة من الطلاب المؤسسين، في أول دفعة، كنا ندرس في الصفوف على وقع ضجيج الإنشاءات. لقد شهدت الكلية وهي تنمو وتتطور، كنت هناك منذ البداية.

في عام 2009 زارنا ولي عهد البحرين في جولته بالحرم الجامعي بمناسبة الافتتاح. كنت هناك عندما رحب بنا في الأيام الأولى، وقد خطبتَ بنا أنت شخصياً وقلت: أنتم البحرينيون الجدد.

الآن، بعد أن قضيت 6 فصول دراسية هناك، أصبحت أول طالبة تطرد من البوليتكنك! ولبعض الأسباب، شعرت الإدارة بضرورة إخراجي من الحرم الجامعي بمرافقة الأمن وكأنني شخص خطير!

لم أحصل على فرصة لأقول وداعا للمعلمين الذين يعرفونني، منذ جاءوا يعملون هنا لأول مرة. ولم أحصل على فرصة لأقول وداعا لزملائي الذين كنت أشترك معهم واجب  وا دراسي كان يفترض أن نسلمه غداً!

قد تجد رسالتي إليك غريبة، لكن الفيسبوك كان هو السبب في تقديمي إلى لجنة تحقيق في الكلية. فكما تعرف، بعض كتاباتي في الفيسبوك طبعت وقدمت للجنة التحقيق. حسابي في الفيسبوك ذو خصوصية عالية، إذ لا يمكن لأي شخص سوى الناس الذين أقبل طلبات صداقتهم أن يعرضوا ما أكتبه. لذلك، مهما كنت أكتب، لن يعدو أن يكون رأياً شخصياً ولم يكن بغرض النشر العام.

لكنني مع ذلك، لم أكن أتوقع أن التعبير عن رأيي وممارسة الحق في حرية التعبير التي منحني إياها الدستور البحريني سترسلني إلى لجنة تحقيق!
 
أحد الأسباب الرئيسية لطردي الادعاء بمشاركتي في بعض المسيرات غير المصرح بها. إنني أشعر بالفضول لمعرفة ما إذا كانت لجنة التحقيق حملت ردي على محمل الجد، عندما قلت إنني لم أشارك في أي مسيرة. السبب في ذلك كما قلت لهم، هو أنني لم أكن هنا في البحرين وقتها. هل تريد أن تعرف أين كنت؟ كنت في الولايات المتحدة، ولاية مينيسوتا.

ثالثا: هل تريد أن تعرف لماذا كنت في الولايات المتحدة في ذلك الوقت؟ حسناً، لقد ابتعثت عن طريق السفارة الأميركية في المنامة إلى برنامج القيادات النسائية التي تمولها وزارة الخارجية الأميركية، بعد أن وقع علي الاختيار من بين 5 نساء بحرينيات.

اسم البرنامج هو "دورة معهد الولايات المتحدة لتدريب الطالبات على الدور القيادي للمرأة" خلال فترة وجودنا في ولايتي مينيسوتا وواشنطن، تعلمت الكثير عن تاريخ الولايات المتحدة، والدور القيادي للمرأة وحقوق الإنسان، ووزّعت علينا نسخة من وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ل
قد تعلمنا ورأينا كيف تمنح حرية التعبير وتمارس من قبل الجميع، وقد ربطت ذلك بما ينص عليه الدستور البحريني من مساحة حريات في هذا الصدد. ولكن مع شديد الأسف، بعد شهرين من هذه الدورة، عدت للبحرين، لأقدم للتحقيق بسبب ممارسة ما تعلمته هناك!


تلك التجربة في الولايات المتحدة قد غيرتني حقا، ولكن إلى الأفضل. لا أستطيع حتى أن أصف لكم كيف كنت فخورة، بأنني أمثل بلدي في محفل كهذا في الخارج، وكيف كان ذلك شرفاً لي. كنت مليئة بالاعتزاز في كل مرة أتذكر كيف كنا نتحدث عن البحرين المتحضرة، وشعبها العظيم، وكيف أننا محظوظون لأننا بحرينيون. هذا بالطبع، لم ولن يتغير أبداً.

أخيراً، أريد أن أقول لكم إنني لست حزينة أو متألمة بسبب ذلك. ولم أكتب هذه الرسالة إليك لألتمس العودة إلى كرسي الدراسة في هذه الكلية.لقد قلت ما قلته في هذه الرسالة لأن لدي "الحق" في القيام بذلك ببساطة.

شكرا جزيلا لكم على كل شيء..
 
نور الدرازي
 
لمشاهدة الرسالة اضغط هنا 
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus