من النجف إلى القرية... قصة متهمين في خلية الأسلحة: مطاردات وتعذيب ومصادرة سيارات!
2014-03-09 - 9:44 م
مرآة البحرين (خاص): في مطلع العام الجاري، توفيت سيدة بحرينية في العراق كانت تزور مقامات دينية في مدينة النجف الأشرف التاريخية. تم دفنها هناك، كما كثير من البحرينيين الذين يتم دفنهم في وادي السلام، حيث يُعتقد أن أنبياء الله آدم ونوح وصالح مدفونون في المقبرة التي تضم 6 ملايين قبر حسب بعض التقديرات.
يُقال أنها توفيت بشكل مفاجئ فور سماعها أنباء صادمة جيء بها من البحرين، التي تشهد منذ 3 أعوام متواصلة حملة أمنية على المحتجين الذين يسعون لإنهاء استحواذ قبيلة آل خليفة (التي غزت البحرين 1783) على السلطة.
الخميس (2 يناير/ كانون الثاني) توفيت زهرة أحمد حسين بعد سماعها نبأ اعتقال ابنها واثنين من أحفادها. وهي الحادثة الثانية من نوعها في البحرين، إذ توفي (31 مارس/ آذار 2013) عبدالغني الريس (66 عاما) بعد ذهابه لمركز الشرطة طلبا للإفراج عن ابنه الذي كان يصرخ من شدة التعذيب.
وفي الحادثة الثالثة، توفيت أسماء حسين (52 عاما) بأزمة قلبية بعد أن تم مداهمة منزلها فجرا من قبل ميليشيات مدنية تابعة للأجهزة الأمنية الحكومية (11 فبراير/ شباط 2014).
والدة المعتقل حسين مهدي وجدة كل من عقيل عبد الرسول وعلي صباح توفيت لمجرد سماع نبأ اعتقالهم، من دون أن تسمع ما ذكروه من تفاصيل بعد اعتقالهم واتهامهم بحيازة أسلحة وصلات بالحرس الثوري الإيراني!.
الاعتقال.... مطاردات ومداهمات !
الأحد (29 ديسمبر/ كانون الأول 2013) تمت محاصرة منزل الحاج السبعيني صباح في بلدة القرية (غربي العاصمة المنامة) واعتقاله إلى جانب أبنائه (مهدي، جعفر وعلي)، قبل أن يتم الإفراج عنهم ما عدا علي.
وحاصرت القوات منزل الحاج صباح لخمس ساعات، تم خلالها إنزال أسلحة وذخائر وتصويرها عند المنزل المداهم. كما تم تكسير شقة عبد المحسن صباح الذي غادر إلى العراق مع جدته للمشاركة في إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع).
مولودة المعتقل حسين مهدي التي لم يراها |
في سار كانت هناك مطاردة بالسيارات صباحا، وتمكنت خلالها قوة خاصة من اعتقال حسين مهدي، حيث كان يستقل سيارته بمعية ابن أخته عقيل عبدالرسول، خارجا من المأتم الذي يقام فيه مجلس عزاء والده الذي توفي قبل يوم، لإحضار ابنه وزوجته الحامل لمجلس العزاء!
تمت مداهمة شقة حسين مهدي، وتم العبث ببعض محتوياتها وإنزال بعض العلب وتصويرها بالموقع، وقالت زوجته أنهم جاؤوا بشخص إلى الشقة يبدو معتقلا لكنها لم تعرف من يكون.
واستمر حصار مسكنه ما يقارب الثلاث ساعات وبتواجد للضابط تركي الماجد وسيارات مدنية، بالإضافة إلى تحليق مروحي على علو منخفض.
وبعد يومين من اعتقال عقيل عبدالرسول تمت محاصرة شقته وتكسيرها وتمت مصادرة أجهزة كومبيوتر وملفات تخص ورشة اللحام التي يملكها عقيل وابن خالته عبدالمحسن الصباح.
مؤتمر صحفي
وتتهم الداخلية أفراد العائلة بالتورط في تخزين أسلحة، وهو الأمر الذي نفاه المتهمون. فقد أعلنت الوزارة عن إحباط 4 عمليات وصفتها بـ«الإرهابية» خلال يومي السبت والأحد 28 و29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من بينها ضبط قارب أسلحة قادم من العراق ومستودع للسلاح.
وأعلن رئيس الأمن العام البحريني طارق الحسن في مؤتمر صحافي 30 ديسمبر/ كانون الثاني عن إحباط قوات الأمن العام «مفعول سيارة مفخخة» و«محاولة تهريب عدد من المطلوبين إلى خارج المملكة» و«محاولة إدخال متفجرات وأسلحة وذخائر إلى مملكة البحرين» و«ضبط مستودع متفجرات وذخائر في بلدة القرية» المحاذية لمقابة.
تعذيب المعتقلين
تمكنت الأجهزة الأمنية من اعتقال حسين مهدي وأبناء أخواته عقيل عبدالرسول وعلي صباح، فيما لا زالت تطارد عبد المحسن صباح ومحمد جواد صباح شقيقي الأخير.
وأفاد حسين مهدي بتعرضه للضرب المبرح على الكتف والأذن، فيما أبلغ عن التحرش به جنسيا، وقال إن عملية تعذيبه تمت بوحشية، على الرغم من أنه يعاني من عيب خلقي في صمام القلب ويحتاج لرعاية دائمة.
أما أبناء أخواته عقيل عبدالرسول وعلي صباح فقد أكتفوا بالقول "كل شيء تتخيلونه صار... لا داعي للسؤال.. كفاية أن نكون واقفين طوال الوقت دون السماح لنا بالحركة أو الجلوس".
السرقات
إلى جانب الأجهزة الشخصية التي تم سرقتها من قبل أجهزة الأمن من شقة عقيل عبدالرسول ، فإن الأجهزة الأمنية صادرت 3 سيارات تعود للمتهمين في خلية الأسلحة المزعومة أو لأحد من أقاربهم.
وتمت مصادرة سيارة حسين مهدي (دوج 2009) بعد أن تم اعتقاله خلال مطاردة بالسيارات في سار، وتمت مصادرة سيارة عقيل عبد الرسول (يوكن 2005)، فيما تم مصادرة سيارة خديجة صباح (كورولا 2010) شقيقة المتهمين علي (معتقل) وعبدالمحسن (مطارد). محمد جواد (مطارد).