فزعة قبائل الجزيرة من قريش حتى دوار اللؤلؤة

2014-03-05 - 10:07 م

مرآة البحرين (خاص): منذ 2011، وحكومة البحرين تسثمر عرف الفزعة البدوية بين قبائل الخليج، تريد أن يفزعوا فزعة قبيلة واحدة من أجل حماية قبيلتها، لا أرضها وشعبها. هذا المنطق هو الذي تعتمد عليه في تحريك الحس الخليجي الذي تشكل الفزعة جزءاً من ثقافته القبلية: الفزعة بين العربان. وهو واجب كل قبيله تجاه أختها، فالفزعات تدور، وكل قبيلة ستحتاج يوماً ما إلى فزعة القبائل الأخرى لحمايتها مما قد تتعرّض له.

دخول درع الجزيرة في مارس 2011 كان استجابة لفزعة الحكومة القبلية البحرينية: "يا قبائل الخليج فزعتكم لحماية قبيلتي من ثورة الشعب التي توشك أن تطيح بي، فما يتهددني اليوم سيتهددكم بعدي". دول الخليج متمثلة في حكوماتها القبلية استجابت للفزعة ودخلت البحرين كمن تحارب عدواً غازياً خارجياً لا شعباً ثائراً أعزل.

الاتفاقية الأمنية التي قادت اليوم لسحب سفراء ثلاث دول خليجية، لم تكن الأسباب التي وردت في البيان الذي صدر عن الدول الثلاث (السعودية والامارات والبحرين) إلا ذريعة خارجية، منها "عدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقاً"، في حين السبب يكمن في أن الفزعة القبلية التي أثارتها قبيلة الحكم في البحرين، لم تشارك فيها قطر بالقدر المطلوب. وفي عرف ثقافة الفزعة، من لم يكن معنا، فهو ضدنا وعدونا، وهذا يفسّر جانباً من الهجوم الموجه والممنهج ضد قطر باعتبارها متورطة في تفجير الديه الأخير في البحرين.

تحرك البحرين، اليوم هذه الفزعة، كما تحركها كل مرة في موضوع الاتحاد الخليجي الذي يغيب كلما خفتت الفزعة، منطق الفزعة يشتغل بنظام الانفعال والحماسة و(عليهم كلنا يالربع) وهو نظام قصير النفس، علي عكس نظام الحراك السلمي الشعبي الطويل النفس.

السلطات في الخليج تقاوم تحويل العلاقات بينها من علاقات قبائلية إلى علاقات دولية، منذ القرن الثامن عشر وحتى الآن لم تتطور هذه العلاقات إلا شكلياً. مازالت علاقات تحكمها عادات القبائل وأعرافها، مزاج العائلة هو النواة المركزية في تقوية العلاقات وضعفها، وتحالفات العوائل وفزعتها لبعضها.

العلاقات الدولية، تحكمها شخصيات الدول الاعتبارية المحكومة بعقلانية المصالح العامة لمجموع المواطنين، لا مصالح العوائل الحاكمة.

السلطة بالبحرين، تفزع ضد مواطنيها، فهم الخطر الذي يهدد حكم القبيلة، لا تشعر هذه السلطة أن لها شخصية اعتبارية أمامهم، فهم لم يمنحوها شرعية تمثيلهم ولم يظهروا لها احترامهم، لذلك هي تستعين عليهم بعلاقات القبائل كما استعانت قريش بالقبائل لمواجهة الدعوة الجديدة التي تهدد نظام العبودية الذي يحكم مصالح قبيلة قريش وأفخاذها وأشقائها. اضطهدت أبناءها وعذبتهم وشردتهم وحاصرتهم بكل ما تملك، تماماً كما تفعل قبيلة آل خليفة اليوم.
استمر أبناء قريش الذين آمنوا بالحرية وتحررت الجزيرة العربية وحررت العالم، واليوم كذلك أبناء البحرين آمنوا بالحرية، وسينشرونها في الجزيرة العربية، وفزعة القبائل لن تنجح، كما أنها لم تنجح في السابق.
جرب شعب البحرين، فزعات هذه القبائل ضده مرات كثيرة، وظل متمسكاً بحريته ومشروعه، وسيظل كذلك، رغم العقاب الجماعي الذي يتعرض له.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus