رئيس الوزراء: لاتهمنا الأمم المتحدة.. وأمريكا تآمرت علينا

2014-02-18 - 6:48 ص

مرآة البحرين: نقل لطفي نصر وهو أحد مسؤولي صحيفة أخبار الخليج في عموده اليوم، كلاماً خطيراً عن رئيس وزراء البحرين قصد به الولايات المتحدة الأميركية وهي الحليف الاستراتيجي للنظام البحريني، وكذلك الأمم المتحدة وهي أكبر منظمة دولية، إضافة للمنظمات الحقوقية العالمية الكبرى.

كلام من نوع الاستهزاء والاستخفاف بالمجتمع الدولي بدوله المؤثرة ومنظماته العالمية، وذلك على طريقة الرئيس الليبي السابق القذافي "طز في أمريكا، وطز في المجتمع الدولي". يقول خليفة "نحن لا تهمنا هذه الدول المعادية.. ولا المنظمات المأجورة.. ولا حتى الأمم المتحدة التي حادت عن الطريق القويم".

إذ نقل لطفي نصر تعليق رئيس الوزراء على كلام لناجي العربي وهو أحد قيادات تجمع الفاتح، وقوله "نحن لا تهمنا هذه الدول المعادية.. ولا المنظمات المأجورة.. ولا حتى الأمم المتحدة التي حادت عن الطريق القويم".

لطفي نصر نقل تفاصيل أحاديث المجلس الأسبوعي لخليفة بن سلمان، ووصف المجلس بأنه "يأخذ الآن منحى آخر يختلف عن طبيعة مجالسه السابقة".

نصر وصف ما دار في المجلس بين خليفة وجمع من مؤيديه الذين يزوورنه كل أسبوع طمعاً في رُشاه وأعطياته، بأنها "حوارات جادة ومجدية بين القائد والشعب".

ونقل نصر ما وصفه خليفة بن سلمان بأنه "قرار نهائي لا عودة عنه، وهو عدم اتخاذ أية إجراءات لحلحلة الأزمة، وقال إنه لا عودة عن هذا القرار".

يبدأ النائب الاخواني المتطرف محمد خالد بالقول "بصراحة القانون لا يطبق في بلادنا.. وأتمنى له أن يطبق.. وأتمنى أن يكون أول من يطبق عليهم القانون هم رؤوس الفتنة". ويعني برؤوس الفتنة قادة المعارضة، فيرد عليه خليفة بن سلمان بالتالي - نصاً كما كتبه نصر - "هذا البلد منصور بإذن الله.. ولا بد للقانون أن يطبق فيه.. وهذا هو الأساس.. وقد تم إقرار هذا الأمر وعدم التفريط أو التهاون فيه.. ولذا كان لنا من خلال جلسة مجلس الوزراء ما يرقى إلى مرتبة القرار النهائي الذي لا رجعة فيه.. وهذا هو خطنا في المرحلة المقبلة بإذن الله ولن نحيد عنه".

الأخطر في كلام رئيس الوزراء الذي يجلس على كرسي رئاسة الوزارة منذ 43 عاماً، في النص التالي، إذ ينقل عن أحد قيادات تجمع الفاتح وهو ناجي العربي قوله "هؤلاء الذين يناوئون الوطن ويفترون عليه هم ليسوا أكثر من أدوات للخارج.. لذا يجب علينا أن نكون صفا واحدا في مواجهة الخارج.. فلا أمريكا ولا إيران.. ولا حتى الأمم المتحدة.. فهؤلاء جميعا قد كشفوا عن زيفهم ونواياهم الخبيثة ضد البحرين.. لكن بعون الله عجزت كل أدوات الشر عن النيل من البحرين".

واضاف العربي "إننا نطالب الشعب بأكمله بأن يوصل رسالة احتجاج قوية إلى بان كي مون يقول له فيها: "إن ما قلته بالأمس هو كلام فاضي".

وواصل العربي تحريضه ضد علماء الدين الشيعة والإعلاميين الأحرار المعارضين، إذ قال "هناك أناس مجرمون.. بينهم عمائم وممسكو أقلام دأبوا على الإساءة إلى البحرين هؤلاء يجب أن نضربهم على رؤوسهم بيد من حديد".

ووصف العربي الثوار والمعارضين في البحرين بالصعاليك، في لفظ يشي بعنصرية لا تفارق خطاب تجمع الفاتح، قال العربي "نحن الآن دخلنا إلى السنة الرابعة والصعاليك يحاولون أن يحكموا الشارع ويسيطروا عليه.. هؤلاء الخونة الذين تسببوا في مأساة مفجعة لأسرة الشرطي الشهيد.. حيث كانت زوجته حاملا تنتظر مولودهما الأول.. نحن نريد حزما لا يلين ضد هؤلاء الخونة أعداء الشعب.. ونريد في ذات الوقت إكرام المواطن كي يشعر بانتمائه إلى الوطن". وكانت عبارته الأخيرة عبارة عن استجداء مخز ومذل ومفضوح، فهو يطالب في نهاية حديثه ب"إكرام" لكي يشعر العربي بانتمائه للبحرين!العربي لا يهم فهو أداة ولا يشغل منصب رسمي مهم، لكن الأخطر في رد رئيس الوزراء الذي قال كلاماً طويلاً، تنقل "مرآة البحرين" نصه دون تدخل كما ورد في مقالة لطفي نصر "نحن لا تهمنا هذه الدول المعادية.. ولا المنظمات المأجورة.. ولا حتى الأمم المتحدة التي حادت عن الطريق القويم.. نحن لا يهمنا غير بلدنا وشعبنا ومصلحتهما معا.. نريد لهما الأمن والاستقرار.. لذا نحن حريصون على التقاء المواطن والاستماع إليه وتلبية كل ما يهمه".

وقال لمرتادي مجلسه "مواقفكم مشهودة.. وقد كشفت نواياكم أنكم مع الوطن قلبا وقالبا.. أما غيركم فقد استخدموا من الخارج كأدوات هدم".

وقال "هذه الدول سياساتها محفوظة ومرصودة ضد البحرين حتى من أيام شاه إيران.. وهي تمارس نفس السياسة الآن حتى مع سوريا والعراق.. دول لا يهمها غير مصلحتها إلى درجة أنهم راضون عن تهجير السوريين إلى خارج وطنهم لتحتضنهم تركيا في خيام الإيواء..فماذا يفعلون وقد تركوا ديارهم رغما عنهم؟".

وقال "نحن كدول نعاني الغدر من هذه الدول، يجب أن تتوحد مواقفنا في مواجهتها.. ولكن بعون من الله ووقفة شعب البحرين عرفوا أنهم ليسوا قادرين على تخريب وطننا.. فما فشلوا فيه عبر 3 سنوات سيفشلون فيه بدرجة أشد مادمنا متكاتفين ونقف لهم بالمرصاد.. ونتحدث مع بعضنا البعض كاشفين حيلهم ومؤامراتهم وغدرهم.. كل ما علينا هو ألا نترك أحد يتدخل في أمورنا الداخلية".

ثم وجه حديثه إلى النائب السابق محمد خالد قائلا "اطمئن يا شيخ محمد لن نتراجع عن تطبيق القانون ضد كل من يريدون السوء بالوطن.. ونحن قادرون على أن نردهم على أعقابهم.. لذا فإن ما هو مطلوب بالدرجة الأولى هو التكاتف والحذر".
وواصل رئيس الوزراء "نحن لا نعادي أحدا رغم أن الآخرين يعادوننا.. وأحد الأسباب أننا بلد نام لذا فقد أكدنا أنه لا سياسة بدون اقتصاد ليكون حشدنا الأكبر من أجل أن يكون لنا اقتصادنا المزدهر على الدوام.. وعلينا أن نعي أن السياسة والاقتصاد الأمن هو روحهما وسندهما".

وأضاف "دول إفريقية عديدة يحصل عندهم أضعاف ما هو حاصل عندنا.. ولكنهم يوفرون الأمن لأنه بدون أمن لا اقتصاد ولا شيء على الإطلاق.. لذا وجب علينا ألا نتيح مجالا لمن يريد أن يسيء إلينا، أو من يريد أن يرهب أبناءنا.. وأطمئنكم أننا قادرون على دحرهم إذا صدقت كلمتنا وتوحدت صفوفنا لأننا على الحق وهم على الباطل كله.. لكن علينا أن نعي أن الأمور لا تأتي سهلة".

ويواصل "علينا ألا نعيب زماننا ونغفل عن عيوب فينا يمكن أن تعرقل مسيرتنا.. وعلينا أن نعلم أن دولا دمرت تحت شعارات زائفة ومنها شعارات الانفتاح والديمقراطية.. فلا تصدقوا أن الدول التي تريد أن تغرق بلادنا وتدمرها بخدعة الانفتاح والديمقراطية لديها انفتاح أو ديمقراطية.. إنهم يفسخون ثيابا وينتفون مداس كل من يشعرون بأن في تشدقه بالديمقراطية خطرا عليهم.. لذا أنا أراكم كبارا بمواقفكم في الحق والوطنية".

ويقول رئيس الوزراء "قد يلمس البعض أنني أكرر الكثير من كلامي في مجالسي.. ولكن ذلك يأتي من منطلق حبي لبلادي.. ورغبتي في تأكيد كل ما أرى أن فيه خيرا لوطني وحماية له".

وقال "أنا لا يهمني ما يحاك ضدنا مادمنا أقوياء وعلى الحق.. وأؤكد لكم أن كل هذه الأمور التي تحدث ضدنا ستنتهي.. ويؤلمني حقا أن ما يحدث في بلادنا الآن في معظمه هو تخريب وإحراق قرانا بأيدي أبنائها.. ويحدث في القرى ما نرفضه والذي وصل إلى درجة القتل.. وما يؤسف له حقا هو أنهم يعلمون أن أبسط مقتضيات الوطنية عند أي إنسان هو الحفاظ على بلده والمكان التي يعيش فيه!".

ثم ينقل لطفي نصر كلاماً دار بين الجلاد السابق عادل فليفل، وبين رئيس الوزراء، نصه لا يحتاج لتدخل فهو يقول الكثير عن عقلية الاثنين ومدى الوحشية التي تجمع بينهما.

يقول عادل فليفل :"المؤامرة علينا أكبر مما نراه بالعين المجردة.. أمريكا تتحكم فينا وفي الأرض العربية كلها، وللأسف هناك دول عربية سلمت أرضها إلى الأمريكان.. فالهدف الأساسي هو إعادة تقسيم الشرق الأوسط كله من جديد.. إلى درجة تقسيم الدولة الواحدة إلى عدة أقسام كما يحدث في اليمن وفي السودان.. وما سوف يحدث في دول أخرى".

وقال "عندما كانت أمريكا في أفغانستان والعراق.. كانوا يهاجمون كل المسلمين.. ولكنهم عادوا فقالوا هذه سياسة لا تصلح ولا بد من تغييرها.. قسموا المسلمين إلى متطرفين ومعتدلين.. وقالوا: فلنشترِ ذمم المعتدلين!.. ونجحوا في هذا المخطط سواء في العراق أو في اليمن".

وقال "إن الجمعيات والأحزاب السياسية هي سبب «البلاوي» كلها لأن الكل يعمل بمنهجية مختلفة بعيدا عن المصلحة الوطنية.. والحل هو في مجلس شورى إسلامي.. وكل ذلك بعيدا عن خدعة الديمقراطية الغربية المزيفة.. وهذا هو أيضا ما تحاربه أمريكا.. وتعمل جاهدة على الترويج لما يسمى بالديمقراطية.. لأنها ترى فيها أسهل وسيلة للاستيلاء على مقدرات الشعوب والتهام دولها وأراضيها"..

وقال فليفل "يؤسفني القول إن الجيوش وأجهزة الأمن العربية - وليست البحرين بعيدة عنها - تتلقى أوامر وتوجيهات أمريكية.. وهذا كله يؤدي إلى تكريس الإرهاب في دولنا.. وبالله عليكم أليس الجيش والأمن قادرين على اقتلاع الإرهاب في بلدانهم في وقت قياسي؟.. ولكنه للأسف لا يحدث ولا ينفذ بإرادة أمريكية".

ثم قال "في الديمقراطية خراب للأوطان.. وخاصة هذا النوع من الديمقراطية الذي تروج له أمريكا.. وأيضا من أسلحة تدمير الأوطان التدخل في شئونها الداخلية تحت شعار حماية حقوق الإنسان.. من قال إن أمريكا يهمها حقوق الإنسان العربي؟.. أو حقوق أي إنسان في أي مكان!"
بعد كل ما قاله فليفل، رد عليه رئيس الوزراء "شكرا يا أخ عادل.. أنت معروف بمواقفك الوطنية".
ثم قال "والمهم هو أنني أريد أن أسمع منكم.. وقد سعدت بطرحكم ومداخلاتكم اليوم.. وأرجو لهذا التقليد أن يستمر ويتواصل.. ومنهجي في العمل هو عدم اتخاذ أي قرار حكومي إلا بعد أن أتأكد أنه يتوافق مع المصلحة الوطنية.. ونحن نفضل الطرح الذي يشجع على العمل ويدفعنا إليه.. وليس مجرد الكلام من أجل الكلام.. ووعد مني، إن القانون سيطبق على الجميع من دون استثناء.. ووعد آخر لا يقل عن الأول أهمية وهو عدم السماح لأي من كان أن يتدخل في شئوننا الداخلية. وقال: وعن الانفتاح فنحن معه ونشجع عليه ولكن فتح الأبواب لا يعفيني من ضرورة أن أعرف من يريد أن يدخل وأتأكد من نواياه".

وقال "نحن في دول الخليج نجتمع كل سنة مرة واحدة ولعدد قليل من الساعات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.. هل هذا يكفي كي نتحد؟ وإذا كنا لا نناقش هذه الأحوال فمتى سنناقشها؟.

وأضاف "علينا أن نأخذ أمورنا بالطريقة التي تجعلنا سالمين دائما" مذكرا " بما فعله مندوب الخارجية البريطانية عندما نشبت الحروب بين صنعاء وعدن.. جاءنا هذا المندوب البريطاني ليقول لنا: لن نطلع من الخليج.. ثم فوجئنا بنفس الشخص يذهب إلى عدن ويردد نفس الكلام (لن نطلع من الخليج).. ولكننا تحركنا وسافرنا لمقابلة شاه إيران.. وكان رجلا عاقلا فقال لنا: أنا أوافقكم على مواقفكم.. فلست أريد شيئا فكان من الرجال الذين يحترمون كلمتهم".

وقال "لذا وجب ألا نترك بلادنا للفتنة والفوضى ونفعل ما في وسعنا لاستتباب الأمن والاستقرار.. وإخواننا في البرلمان لا يقصرون.. فكلهم أبناؤنا ونكن لهم كل الاحترام.. ويجب ألا تترك بلادنا للأجانب.. وأنا أكون في غاية السعادة عندما أسمع منكم.. ولا تصدقوا الشعارات التي يريدون إغراءنا بها للسيطرة علينا.. فليس صحيحا أنه توجد عندهم حرية.. أيام الحرب على العراق التلفزيونات سُكِّرتْ في أمريكا.. وعندما ضبطوا شخصا وضع على ظهره عبارة :السلام. قبضوا عليه وحاكموه".

وقال: "أنا يسرني التحدث معكم.. وأريد أن أسمع منكم لأنني مسئول عنكم.. وحسن عملي هو نتاج وخلاصة ما أسمعه منكم.. ونحمد الله الذي أعطانا صحة واستمرارية في العمل.. ومطلوب منا أن تكون لدينا خلفية نسير بها".

وقال: يقولون عنا "إننا إذا حفرنا أي حفرة لا بد أنها تطلع بترول".. فكم حفرة حفرناها؟!.. نحن ثروتنا في شعبنا.. ولا ننظر ماذا عند أحد أكثر مما هو عندنا؟.. فليس ما عند أحد هو أنه على القوة".

وقال "نحن شعب إذا سلمت بلادنا سلمنا.. والحمد لله نحن بخير على كل الأصعدة.. انظروا كيف هاجرت شعوب من بلادها بالملايين".
ويقول رئيس الوزراء "أمريكا منعت عنا المسيل للدموع.. وسلمت إلى المالكي عشرات الطائرات ليقتل بها الشعب العراقي في الأنبار وغيرها".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus