الحقيقي والدخيل في قصة يوسف البنخليل

2011-07-10 - 5:22 م

 



مرآة البحرين (خاص)

 

: فوجئت هيئة شؤون الإعلام برئاسة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة بالرد القاسي لسفارة الولايات المتحدة الأميركية في البحرين أمس ورمي الكرة في مرمى الوزارة بعد اتهامها بالتدخل في الشأن البحريني.

السفارة نفت أن تكون قد مارست ضغوطاً من أي نوع على الهيئة "لاتخاذ أي إجراء ضد صحافي بحريني"، وكشفت عن أن الأخيرة "اتخذت قراراً مستقلاً" بل أتبعت ذلك بالتعبير عن "خيبة أملها".

وهو النفي الذي تقابله الهيئه بالصمت حتى الآن. على الرغم من تأكيد الصحفي يوسف البنخليل على تلقيه اتصالا ممن أسماهم "مسئولين" في الهيئة أطلعوه على ما قال "انزعاج واستياء السفارة الأميركية بالمنامة من سلسلة كتاباتي حول السياسة الخارجية للرئيس أوباما تجاه البحرين".


وتحدث مصدر قريب من أجواء الكاتب البنخليل لكن اشترط عدم ذكر اسمه ل"مرآة البحرين" واضعاً عدداً من علامات الاستفهام على بعض جوانب القصة التي يجري الترويج لها. وقال "الشيء المبهم هو أن سفارة الولايات المتحدة الأميركية وفقاً للأصول والأعراف الدبلوماسية لا تتصل بأي وزارة مباشرة إلا عبر وزارة الخارجية البحرينية" معتبراً أن ذلك "يكذب الاتصال الهاتفي بين أحد أفراد السفارة بالصحفي أو بالوسيط الذي اتصل بالصحفي".

وأضاف "الشيء المبهم الثاني هو أن هيئة شؤون الإعلام لا تتصل مباشرة بأي صحفي يعمل في الصحافة المحلية إنما تتواصل معه عبر رئيس التحرير الذي بدوره يتصل بالصحفي".

وتابع موضحاً "في العادة توعز هيئة الإعلام إلى رئيس التحرير بوقف الصحفي – كما حصل عند إيقاف الصحفية وفاء الحلو عن الكتابة في الوطن – أو أن يتم الإيعاز إلى رئيس قسم "قضايا وآراء" الذي بدوره يحجب أي عمود أو رأي بحيث يوجه المقالات حسب سياسية الجريدة".

وقال المصدر "إن هذا أيضا لم يحصل مع آراء البنخليل بشأن السياسية الأميركية والإقليمية التي بدأت منذ أكثر من 5 أشهر محاولاً فيها ربط ما يحدث في البحرين بما يعده تعاوناً إيرانياً أميركياً ضد السنة أحداث 11 سبتمبر/ أيلول".

وكانت السفارة الأميركية قد ردت أمس بأنها "تفهم أن هيئة شئون الإعلام بمملكة البحرين قد قامت باتخاذ قراراً مستقلا يقضي بتطبيق قانون الصحافة والطباعة والنشر البحريني" وأنها توصي "الأشخاص والمنظمات الذين لديهم موقف من قرار هيئة شئون الإعلام أن يناقشوا الموضوع مع الطرف المعني".

واستنتج المصدر من ذلك بأن "القصة كلها مفبركة، وهي تصب في إطار مساعي جناح متطرف في الحكم لإجهاض الدور الذي تحاول لعبه السفارة الأميركية من أجل الوصول إلى تسوية بين المعارضة والبحرينية والحكومة عبر ممارسة الضغط على الأخيرة" لافتاً بهذا الصدد إلى "كون البنخليل هو أحد أعضاء فريق البندر وهو مقرب من أحمد بن عطية الله".

وقال "واضح استثمار القضية منذ بداياتها في اللعبة السياسية الحاصلة. على الرغم من أن فحوى الكتاب الذي تسلمته صحيفة الوطن لا يتضمن غير دعوة رئيس تحريرها عبدالله سلمان إلى التكرم بإطلاع الكاتب على فحوى الماة رقم 70 من قانون المطبوعات والنشر - هكذا بالنص! - التي تمنع الإساءة إلى رؤساء الدول من غير أن يتضمن أي إجراء عقابي بحقه".

واستدرك "لكن الماكنة الإعلامية التي شغلتها جماعة البندر وفريق الموالاة هولت من القصة إلى حد كبير. وجعلت منها حديث الساحة، بصورة لم يلق معشارها نحو 95 صحفيا وإعلامياً تعرضوا للعقاب إما القتل أو السجن أو التعذيب أو الطرد من العمل في غضون الأحداث الأخيرة". ويقول المصدر "إن ذلك يستوجب منا وضع أكثر من علامة استفهام".

وأوضح "بدأت ذلك جمعية الصحفيين بالاستنكار والهجوم على السفارة الأميركية، سرعان ما التقط الأمر زعيم تجمع الوحدة الوطنية في خطبته ليوم الجمعة مهدداً بمسيرة إلى السفارة، وتبعه عصراً النائب الإخواني السابق الشيخ محمد خالد الذي أطلق التهديدات نفسها وطالب الأسطول الأميركي بالرحيل، لتمضي في الأثر جمعية الوسط العربي الإسلامي التي أصدرت بياناً ضد السفارة الأميركية".

وتنص المادة رقم 84 من قانون المطبوعات على أنه "يجوز للوزارة أن تنذر الصحيفة إذا نشر فيها ما يخالف أحكام هذا القانون أو أحكام قانون العقوبات وعلى رئيس التحرير أو المحرر المسئول نشر نص الإنذار في أول عدد يصدر بعد تبليغه به.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus