مرآة البحرين (خاص): تجمع الآلاف الجمعة (31 يناير/ كانون الثاني) في ساحة في بلدة غربي العاصمة المنامة للتعبير عن رفضهم لقرار الحكومة البحرينية حل المجلس الإسلامي العلمائي وهو أعلى هيئة للمسلمين الشيعة في البلاد، وذلك بعد اتهامه بممارسة العمل السياسي.

رئيس المجلس السيد مجيد المشعل ألقى كلمة في التجمع، قال فيه "إن المجلس الاسلامي العلمائي حقيقة دينية لا يمكن أن تطفئها السياسة الفاسدة"، ووصف القرار بأنه "جريمة كبيرة وانتهاكاً كبيراً للحرية الدينية ولحرية التعبير عن الرأي".

وإذ أكد على دور المجلس في رعاية الشأن الديني في هذا البلد، قال المشعل إن هذا القرار يمثل "اضطهاداً طائفياً". "أكبر هيئة لهذه الطائفة الكريمة (الشيعة). هو يمثل خصوصية لهذه الطائفة، ومن حقها أن تنظم وضعها الديني وترعى هذا الشأن" -حسب قوله-.

ورأى، في تجمع في بلدة أبو صيبع، أن الحكومة تريد من وراء القرار أن يتراجع الشعب عن المطالب ويخضع لإرادتها، مضيفا "هي رسالة للشعب وللطائفة بأن لا مكان لكم إلا أن تكونوا عبيدا"، وأضاف "هم في وهم عظيم.. وقد انتهى زمن الاستعباد".

المشعل أضاف "الجرم الوحيد الذي يحاكم عليه المجلس العلمائي هو أنه وقف بجنب مطالب شعبه العادلة"، وتابع "سوف يبقى (المجلس)  مع شعبه في خندق واحد (...) حتى النصر".

وألقت والدة الشهيد فاضل عباس مسلم الذي قتل بالرصاص الحي على يد ميليشيات النظام، كلمة في التجمع أكدت فيها على عدم التنازل عن القصاص من قتلة ابنها وقتلة كل الشهداء.

وقالت "أنا عاجزة عن الكلام خصوصاً وأنا أقف أمام هذا الجمع الكريم، قد أتعثر في الكلام وقد ينزل دمعي على حبيبي فاضل الذي حلقت روحه للسماء"، وأضافت "أناجيك أن ترجع الى حضن أمك فإنها مشتاقة إليك".

ووجهت والدة الشهيد رسالة الى الحكومة وإلى وزارة الداخلية ومنتسبيها "لن أتنازل عن قطرة دم نزلت من أبني، وسوف أطلب القصاص"، وقالت "17 يوماً ونحن نبحث عنه في كل مكان، في كل المستشفيات، في كل مراكز الشرطة ولكن النفي هو ردهم "ليس لدينا علم".

وأكدت "ذهبنا للمستشفى العسكري (حيث كان يعالج) بعد إصابته بخمسة أيام وأنكروا وجوده... قلنا لهم هو موجود، فسألونا من قال لكم ذلك"، وأضافت "لكنهم بعد مضي 18 يوماً جاءوا به جثة هامدة".

وفي كلمة للقوى المعارضة أكد الأمين العام لجمعية الوحدوي فاضل عباس على أن آخر الانتهاكات هي حل المجلس العلمائي، وقال إن النظام يمارس منطق القوة في تعامله مع شعب البحرين، فالحديث عن الفتح والسيف والعروبة وهذا التغيير في تاريخ البحرين هذا المنطق سيجلب الدمار على البلد، ولن ينجوا منه أحد".

وعلق ساخرا "يقولون أن هذا حكم القانون! أموال بالمليارات فقدتها ألبا ولم نرى القانون، أراضي وبحار سرقت لم نرى القانون، حكم القانون طبق على جمعية العمل الاسلامي، وعلى المجلس العلمائي فقط!".

وقال عباس "نحن أمام تعثر سياسي وطائفية بغيضة، وهناك حوار موجود في الإعلام وعلى أرض الواقع لا يوجد شيء".