التعليق السياسي: لا يكفي أن تتابع الحوار بنفسك، يا ولي العهد

2014-01-15 - 5:01 م

مرآة البحرين (خاص): وجه ولي العهد أمس دعوة رسمية لأربع شخصيات (وليس جمعيات) من جمعية الوفاق: الشيخ علي سلمان، خليل المرزوق، عبدالجليل خليل، سيد جميل العلوي. نص الدعوة التي حملها وسيط نافد في ديوان ولي العهد، تنص على أن اللقاء هو: من أجل تناول السبل الكفيلة بتجاوز التحديات التي واجهت تقدم الحوار الوطني وتحقيقه للنتائج المرجوة.

الوفاق فعلاً من غير الصف الأول الذي يتقدم مسيراتها الأسبوعية، من رفاق الجمعيات المعارضة. شكل الدعوة وتشكيلها، يؤكدان ألا جديد في طريقة التعاطي، والدليل على ذلك شكل التغطية التي خرج بها إعلام النظام "سمو ولي العهد، يستقبل رئيسي مجلسي النواب والشورى وممثلي الجمعيات السياسية".كلمة (المعارضة) مزعجة للنظام، والتمثيل دونه الموت بالنسبة للنظام، وقد قال لها منذ السبعينيات فؤاد إسحاق خوري.

النظام يريد أن يستفرد برأس الوفاق، والأكثر من ذلك، يريد أن يستحقر قوى المعارضة الشريكة، الوفاق ذهبت، لكنها لم تكن وحدها، ليس لأنها نسقت مع قوي المعارضة، بل لأنها حملت معها مطالب المعارضة المتفق عليها، ولأنها تنطلق من مبدأ مشاركة قوى المعارضة معها في أي حوار جاد، ولقاء اليوم ليس حواراً.

في حوار التوافق الوطني كان رموز المعارضة في السجن منذ 2011، وفي هذا الحوار، ليس الرموز فقط في السجن، هناك من ينتظرهم السجن ممن يجلس اليوم مع ولي العهد، خليل مرزوق ينتظر جلسة محاكمته القادمة، وشيخ علي سلمان ممنوع من السفر، ومهدد بالاستدعاء والسجن بعد كل خطاب جماهيري.وهما متهمان بكراهية النظام والإرهاب.

رفض النظام أن يقر بفشل حوار التوافق الوطني، وقال إن حوار 2013 استكمال له، والآن يقول إن لقاء اليوم الذي يريد أن يؤسس لحوار جديد هو علاج لتحديات الحوار الأول. رعونة قبلية لا تقر أبداً بالندية ولا تعترف بالمراجعة ولا تقبل الاعتراف بالفشل.
الرعونة القبلية، هي السبب الرئيس في تدويل الأزمة، وأمراض القبيلة تحتاج إلى الاعتراف والعلاج، وهذا ما يجب أن يواجه به المريض.عاد الملك من زيارته الخليجية لدولة الامارات، حيث الأزمة تشغل الجميع، يبدو أنه سمع شيئاً جعل جميعات ائتلاف الفاتح تنسحب من الحوار، وفق ما صرح به لمرآة البحرين أحد أعضاء الائتلاف. ما يؤكد ذلك أن نص الدعوة يقول "بتوجيه من جلالة الملك بأن يدعو الوفاق في الديوان الزاهر لولي العهد بالرفاع"

"سأتابع الحوار بنفسي" هكذا كان ولي العهد، يعبر عن جدية الحوار الذي يبشر به، ولن يكون وزير العدل (خالد بن علي) منسقاً، سيحل محله خالد بن عبدالله هكذا يقدم ضمانته الأولية، لكن ذلك أيضاً لا يكفي، ولن يكفي تعديل التمثيل النسبي للمشاركين في الحوار، ودخول شخصيات من أصحاب القرار، ونقاش الأجندة الفعلية للحوار.

الحوار بحاجة إلى تمثيل حقيقي للملك، الأزمة بينه وبين المعارضة، لا معنى أبداً للدعوة التي ذهبت أمس لعبد اللطيف المحمود، ولا للجمعيات المؤتلفة مع الحكم. يمكننا أن نفهم الحوار الجاد على النحو التالي: أن يكون هناك حوار آخر تحت التشكيلة الظاهرة التي يحضر فيها ائتلاف الفاتح لاستكمال الناقص في الصورة، لا لصناعتها، الصناعة يجب أن تكون هناك، حيث إرادة الحكم مع إرادة المعارضة وجهاً لوجه.فهل هناك شيء من هذا القبيل، يفاجئ الجميع؟

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus