ماذا قال "محمد علي الستري" لرئيسة هيئة الحريات الدينية الأمريكية حول مسجد "البربغي"؟

2014-01-09 - 4:31 م

"مسجد الأمير محمد البربغي عمره 400 سنة وعمر العائلة الحاكمة 230، لذلك تريد أن تزيله وتخفيه من الشارع العام"

الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجمعية الوفاق

 

مرآة البحرين (خاص): يزور البحرين حاليا وفد من الهيئة الأمريكية للحريات الدينية الدولية  (USCIRF)، وكان وفد من الهيئة ذاتها قد زار البلاد نهاية العام 2012، لتقييم الأوضاع فيما يتعلق بحرية الدين أو المعتقد، والتقدم الذي حققته السلطات في تنفيذ توصيات "بسيوني" ذات الصلة، بما في ذلك التوصيات المتعلقة بإعادة بناء المساجد المهدمة.

ومن ثم أصدرت الهيئة في مايو/أيار 2013 تقريرا ضد النظام أكّدت فيه أنه استهدف أثناء حملة القمع فئة محددة من المجتمع من خلال الاعتقالات الجماعية والتعذيب والقتل وهدم المساجد، وهي الطائفة الشيعية.

وزار الوفد 4 مواقع لمساجد شيعية مهدّمة، ثلاثة كان البناء فيها كاملاً تقريباً، أمّا في الموقع الرابع فإن الحكومة قالت إن المسجد يقع قبالة طريق رئيسية، وإنها ستبني المسجد في مكان يبعد 200 متر عن الموقع المهدوم لأنه خطر على السلامة، حسبما ورد في تقرير الهيئة، الذي أكّد أيضا أن البناء لم يبدأ بعد في الموقع البديل!

هذا المسجد هو مسجد "البربغي" الذي يختصر لوحده تاريخا طويلا من الصراع بين الأغلبية المعارضة والعائلة الحاكمة، على اعتبار أنّه واحد من أهم الأدلة الباقية على الأرض عن هوية السكان الأصليين للبلاد، ثم بات بعد هدمه أكبر دليل على استهدافهم هم تحديدا!

الهيئة، التي تتبع الحكومة الاتحادية في أمريكا، تعود إلى البحرين، برئاسة كاترينا سويت، لترى أن الصراع قد احتدم أكثر حول مسجد البربغي: أسلاك شائكة، ومواجهات بين قوات النظام ومواطنين شيعة لمنعهم من الصلاة في الموقع، وإصرار من السلطات على تحويل موقع المسجد بحجج واهية رغم رفض الجميع بما فيهم "إدارة الأوقاف الجعفرية" المعيّنة من الملك نفسه.

كل ذلك لإزالة إحدى العقبات الواضحة التي تعيب رواية الملك وتخرصاته التي يكرر فيها متساذجا أن قبيلته أول من جعل البحرين بلادا عربية إسلامية!

يوم أمس، التقى وفد هيئة حرية الأديان الأمريكية الدكتور محمد علي الستري، مستشار الملك ونائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بماذا رد الستري يا ترى، على سؤال الهيئة عن مسجد البربغي؟

إذا كان الستري، وهو إمام جمعة وأحد من استقالوا من مناصبهم الوزارية الرفيعة بشكل مؤقت خلال فترة القمع مارس/آذار 2011، قد تغاضى عن واجبه الوطني، فماذا عن واجبه الديني، الذي هو أعرف فيه من غيره!

يريد النظام، بدفع بعض الشخصيات الشيعية في مواقع الدولة لمثل هذه اللقاءات، أن يستخدمهم كأداة في ستر التقارير الفاضحة التي صدرت ضده العام الماضي عن مؤسسات الإدارة الأمريكية، مثل تقرير الحرية الدينية الصادر عن الخارجية الأميركية، الذي رأى بشكل واضح أن "المجتمع الشيعي يواجه تمييزا رسميا". 

في العام الماضي، وبعد إصدار هيئة حرية الأديان الأمريكية تقريرها عن البحرين، كتبت رئيسة الهيئة كاترينا سويت، مقالا أكّدت فيه أنها بدلا من أن تجد دليلا على تدخّلات إيرانية، وجدت نمطاً من التحيز الديني ضد الشيعة في البحرين، وانتهاكات واضحة لحقوقهم الإنسانية وحرياتهم الدينية، وتملًصا من تحمل مسئولية هذه الانتهاكات من قبل النظام.

وقالت كاترينا، التي تزور البحرين حاليا، إن التشكيك الجذري في المواطنين الشيعة واضح في نظام الحكومة، وأكّدت أنه رغم كل ما كشفه تقرير بسيوني عن ممارسة التعذيب والانتهاكات المنظّمة الأخرى بحق الشيعة إلا أن الحكومة لا يبدو أنها تراجع أفعالها!

أخيرا، قالت كاترينا إن الحكومة اعترفت فعلا بهدم المساجد الشيعية وبدأت في بناء بعضها، لكنها لم تتحدّث علنا عن تحمل المسئولية، ولم تعتذر!

كل هذا وأكثر رأته كاترينا، وهي ليست مسلمة شيعية، لكنّنا لا نعلم ماذا "رأى" محمد علي الستري، وماذا قال لكاترينا، باسم الطائفة الشيعية في البحرين!

هوامش:

 

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus