قاسم: بيان 47 دولة شهادة صارخة بتردّي ملف البحرين الحقوقي.. وتقييد اتصالات الجمعيات يعني: لا مكان للمعارضة

2013-09-13 - 12:04 م

مرآة البحرين: أكد عالم الدين البحريني البارز الشيخ عيسى قاسم أن البيان الصادر عن 47 دولة خلال الدورة الـ24 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن البحرين "شهادة عالمية صارخة بتردّي الملف الحقوقي في هذا البلد، وأنه يعاني من هبوط حاد وأزمة كارثية تذيق المواطنين طعماً مرّاً لا يذاق، وتجعل حياتهم من حياة الجحيم".

واعتبر قاسم، خلال خطبة الجمعة اليوم في جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز، أن "هذه الشهادة تأتي بعد فشل الجهود الحثيثة المضاعفة للتشكيلات الحقوقية الرسمية المناصرة للحكومة وشراء شركات العلاقات العامة الملمعة لصورة السلطة في الخارج، في مهمة التلميع المطلوبة وعدم قدرتها على طمس الحقيقة والمعاناة التي يعيشها هذا الشعب من محنته الحقوقية"، مؤكدا أن هذا الفشل "يعكس بصورة قاطعة عمق الأزمة الحقوقية في البحرين واستمرارها وتفاقمها وإصرار السلطة على التمادي في سياسة انتهاك حقوق الإنسان".

ولفت إلى أن "العلاج لهذه الأزمة وخروج الشعب من المحنة الحقوقية لن يتم في غياب الإصلاح السياسي الجدي الذي ينهي حالة الفساد ويسدّ منافذ التدهور في كل الوضع الوطني، ويعيد إلى الشعب حقه في حكم نفسه من خلال مرجعيته في اختيار السلطات".

من جهة أخرى، أكد الشيخ قاسم أن "القرارات الصادرة لتقييد كل علاقة واتصال تقيمهما الجمعيات السياسية الموالية والمعارِضة بهيئة دبلوماسية أو حكومة من الحكومات أو منظمة سياسية، هي قرارات سالبة للحرية المكبلة للجمعيات السياسية، تقول بلغة عملية أبلغ من لغة القول بأنه لا مكان لأي جمعية معارضة، وعلى الصوت المعارض أن يختفي تماماً"، فـ"أكثر من ذلك أن عليكم أن تكونوا كلّكم موالاة وإن نالكم من الظلم ما نالكم وسُلبتم كل حقوق المواطنة وأن تكونوا رغم كل شيء ذيولاً ومناصرين للسياسة القائمة".

وأضاف "في ظل هذه القوانين والقرارات التعسفية الخارجة عن كل المألوف والقاضية على الحرية تكون كل الجمعيات السياسية الخاضعة لهذه القوانين والقرارات جمعيات موالاة من دون جمعيات معارضة، أخذت عنوان معارضة أو موالاة ومهما كان لها من إسمٍ طنّان رنّان".

وشدد على أن "شعب البحرين في مشكلته مع حكومته يحرص على تجنيب بلده التدخل من الأطراف الخارجية، ولا يتطلع إلا إلى الرأي المنصف والنصيحة الجادة للطرف الرسمي وعدم إقراره على الظلم الذي يشكو منه الشعب وعدم التعاون معه في هذا الظلم، بمدّه بأدوات الفتك بالمواطنين والخبراء في هذا المجال"، مشيرا إلى أن "هذا الشعب يرفض كل الرفض تدخل الآلة العسكرية الخارجية باسم إنقاذ الشعب نفسه"، منتقدا الاتجاه المعاكس الذي أخذته الحكومة "واستجلبت الجيوش لضرب الشعب".

وأكد الشيخ قاسم أن "الأسف الذي يستدعي الأسف أن يصاب من يصاب بلونٍ من خيبة الأمل ويأسف لأن بدا على الموقف الأميركي والغربي تراجعٌ أوليٌ بدرجة ما، عن تقديم الضربة العسكرية لبلدٍ مسلم يُخاف على أهله كلهم منها".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus