آلو.. أنت مفصول

2011-06-12 - 8:01 ص



مرآة البحرين (خاص): ليس سوراً، بل سياجاً خارجياً يحيط مرافق جامعة البحرين وكلياتها تحسباً لأي هجوم. بتاريخ ١٣ مارس، اتهمت إدارة الجامعة  بعض الطلبة، وشباب الدوار، بأنهم دخلوا الجامعة بهدف التخريب المتعمد والترويع والعنف . في الوقت الذي تغافلت فيه عن البلطجية الملثمين الذين اقتحموا أسوار الجامعة بالعصي والحديد والسيوف وروعوا الطلبة والطالبات تحت حماية رجال الأمن. الأمر الذي اضطر طلاب الجامعة للدفاع عن أنفسهم وعن زميلاتهن الطلبات. إدارة الجامعة التي شارك بعض أساتذتها في قمع الطلبة مع البلطجية، ترفض هذه الرواية، وتعلن رواية أخرى تنسجم مع ما خُطط له وما أريد لها أن تُعلنه. 

السياج الذي راح يعلن عن نفسه حامياً للطلبة من خطر الصفويين وأتباعهم من الطلبة والطالبات، أراد أن يكهرب طموح الشباب البحريني بورقة بيضاء وقّعها عميد الجامعة: يفصل الطالب (٠٠٠٠٠) رقمه الجامعي (.....)  كلية (....) فصلاً نهائياً من الجامعة. هكذا جاء في ورقة الفصل التي علقها المفصولون وسام عز وفخر على صدورهم.

طلبة الجامعة المفصولون يروون لـ"مرآة البحرين" بعض تفاصيل الفصل، كيف جرى وعلى يد من؟ ماذا حصل وماذا قيل حول الطاولة المستديرة التي جمعت عميد شؤون الطلبة بعض الأحيان مع محققين جدد، لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالجامعة..

اتصال من إدارة  الجامعة لإحدى طالبات كلية الآداب (قسم الإعلام والفنون والسياحة). يتم استدعاؤها للتحقيق معها بعد أسبوع. في اليوم المحدد، تفاجأ الطالبة بسبع محققين، بينهم أسامة الجودر عميد شؤون الطلبة وموظفة من نفس القسم وباقي الأشخاص من خارج الجامعة  بينهم محققون عراقيون.

التحقيق يبدأ بالسؤال عن دورها في المسيرات الثلاث داخل الجامعة، بالإضافة إلى مسيرة خرجت من الجامعة إلى وزارة الإعلام. بعدها سيل الأسئلة: ما هي الشعارات التي رُددت في المسيرات وما الغرض منها؟ وأيهما تؤيدين وأيهما تعارضين؟ ما هي القنوات التي تتابعينها وتثقين بها بخصوص الأحداث؟

تقول الطالبة: "كانت الأسئلة تستدرجني لدوار اللؤلؤة، والتهم تتوالى، موظفة الجامعة لم تتوقف عن الإدلاء بشهاداتها المفبركة ضدي، بعد خروجي من التحقيق عرفت أن هذه الموظفة تستعمل كشاهدة زور على جميع من حُقق معهم من قبل". لم تنكر الطالبة مشاركتها في أية مسيرة سلمية. "كان التحقيق أشبه بتنكيل يكيل التهم" تقول. المحققون يترصدون لها الحديث ويقفون ضدها. أحدهم كان حاد النظرات، قليل الكلام، لكن نبرته توعدية. لم يقبل دفاعها عن نفسها.

لم يتم مواجهتها بأية فيديوهات أو صور خاصة بمشاركتها كما فعلوا مع باقي الطلبة. في نهاية التحقيق تم إبلاغها أنها خالفت اللائحة المسلكية للجامعة بالخروج في مسيرات داخل الجامعة. رغم وجود نائب رئيس الجامعة يوسف البستكي في المسيرة الأولى والاعتصام الذي أقيم بالجامعة وكانت ردة فعله طبيعية مما أشعر المشاركين بالراحة والاطمئنان. "إذا كان ذلك يخالف اللائحة المسلكية كما يزعمون لِمَ لم يتم محاسبة الطلبة منذ البداية؟" تضيف.أيام فقط، واتصال آخر يأتي من إدارة الجامعة ليبلغ الطالبة بالفصل. الأمر نفسه حدث مع عدد كبير من الطلبة. قرارات الفصل لا تزال تصل الطلبة عبر الهاتف، آخرها كان خلال الاسبوع الأول من شهر يونيو.

طالب آخر يروي تجربته المشابهة. العدد نفسه من المحققين، لم يعرف منهم سوى أسامة الجودر عميد شئون الطلبة بجامعة البحرين. التهمة الأولى: المشاركة في أحداث الجامعة وبالأخص يوم الأحد الموافق 13مارس 2011. يستعرض تفاصيل التحقيق معه "وجه لي أحد المحققين مجموعة من التهم قائلاً  بأن كل ما قمت به من عمل مسجل وموثق بالصور والفيديو. لكنه لم يطلعني على أي شيء يثبت قيامي بعمل تخريبي في الجامعة".

السؤال الافتتاحي: دورك في أحداث الجامعة؟ الجهة التي وجهتك للقيام بهذه الفعاليات؟ مع من كنت تسير في مسيرة الحداد على الشهيد (على المؤمن)، والتجمع في بهو الجامعة حداداً على الشهيد، ومسيرة يوم 13 مارس الأخيرة بالجامعة؟ ثم تبدأ التلفيقات مثل: لماذا قمت بحمل الأحطاب والتخريب والتكسير؟ كم مرة ذهبت للدوار وما هو الهدف من ذهابك؟ والسؤال الأغرب هو بكم تبرعت من مال للدوار؟ الأسئلة تعاد بصياغات مختلفة. ثم يأتي وقت عرض الصور والفيديوهات لتوجيه السؤال الأخير لك، إن كنت تعرف بعض الأشخاص أم لا؟ يوضح "أغلب الطلبة الذين حقق معهم لم تكن لهم صور، وأنا مثلهم أيضاً، فالصورة التي عرضت علي كانت لآخر لا يشبهني أبداً". أسبوع  ويأتي الاتصال لتسلم ورقة الفصل النهائي من الجامعة كما هو الحال مع بقية الطلبة.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus