حظر موقع صحيفة مرآة البحرين

2011-06-06 - 8:14 ص



بعد أقل من ٢٤ ساعة على عرض برنامج الراصد في تلفزيون البحرين، والذي أشار فيه الصحفي عقيل سوار لـ"مرآة البحرين"، واصفاً إياها بأنها "موقع ومؤسسة سيئة بكوادر جيدة"، ثم مقارنته بين حرفيّة الأقلام في هذه الصحيفة، وبين ركاكتها في الصحافة الرسمية البحرينية: "كاهم سوو صحافة ثرية في المرآة وبيسوون قناة تلفزيونية بيغلبونكم لأنكم ركيكين"، لم تمض ٢٤ ساعة حتى تم حظر موقع الصحيفة، لتترك الجهات الرسمية رسالة تخبرك بأن "هذا الموقع مغلق لمخالفته الأنظمة والقوانين في مملكة البحرين".

منذ اليوم الأول، أعلنت مرآة البحرين لقرائها بحزم: "لسنا  إعلام  فضائح  ولا  فتنة  ولا  زعيق  ولا  أيديولوجيا،  لكننا  إعلام  معارض". تعهدت: "سنلتزم  بالمهنية  والصدق  والنزاهة  والحقيقة  لأنها  أسس  المواطنة  التي  نسعى  للانتصار  لها  في  نظام  سياسي  يقوم  على  الملكية الدستورية  الحقيقية". بهذا عرّفت مرآة البحرين نفسها ونهجها الذي ستسير عليه في أدائها لرسالتها الإعلامية. وكان لها فيما كفله الدستور من حرية التعبير عن الرأي المسؤول والمتزن، أملاً في استمرار وجودها، وفي توصيل رسالتها إلى جميع الجهات المعنية، بمن فيهم السلطة.

بهذا النهج راحت مرآة البحرين تثبت حضورها بين الجميع، وتفرض احترامها. منذ الأسبوع الأول، تجاوز عدد متصفحيها الـ٢٠٠ ألف. المرآة، يشارك في تحريرها مجموعة من الصحفيين والإعلاميين والكتاب من الأصوات الليبرالية، التي هاجرت بعد الحملة الأمنية التي شهدتها البحرين منذ ١٦ مارس الماضي والتي تزامنت مع  فصل وتهديد واعتقال الإعلاميين. هذه الأصوات تدير الموقع الآن افتراضيا عبر مدن أوروبية مختلفة.

قبل إغلاق الموقع بساعات قليلة، نشرت صحيفة مرآة البحرين  "رسالة مفتوحة لولي العهد"، الذي يعتبره الشارع المعارض فارساً يحمل أفق التغيير والاصلاح، ولا يزال يعول عليه في إخراج البحرين من النفق المظلم الذي دخلت فيه. كانت الرسالة مصارحة صادقة بلغة حضارية، يقول العتب فيها "اسمحْ لي أعاتبك. كنتَ أملاً لكثيرين، ولكنك لم تدافع عن خيارهم فيك"

"لن يضار أحد بسبب التعبير السلمي والحضاري عن رأيه في ظل دولة القانون والمؤسسات". هكذا قال ملك البحرين في رسالته بمناسبة يوم الصحافة العالمي ٢٠١١. مرآة البحرين حرصت على الالتزام بالتعبير السلمي والحضاري في ظل دولة القانون والمؤسسات. وعملت على الالتزام بالمعايير التي تضمن لأدائها مستوى مهنياً وحرفياً تراهن عليه أمام الصحافة العالمية. لكن ذلك لم يمنع من أن يصيبها (ضرر) الحظر.

الرسالة التي تُركت على صفحتها تقول بأن المرآة خالفت الأنظمة والقوانين في مملكة البحرين، ويبدو أنها، خالفت قوانين الركاكة واللامهنية والشحن الطائفي وثقافة الكراهية التي تعج بها الصحف غير المحظورة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus