مرآة البحرين (خاص): ملفات عدة يفترض أنها تصدرت نقاشات وفد وزارة العمل الأميركية الذي يزور البحرين هذه الأيام مع المسئولين الحكوميين والجهات النقابية. واحد من الملفات، هو المتعلق بشركة نفط البحرين «بابكو»، خصوصاً ما يتعلق باستمرارها في سياسات الفصل. فقد وجدت إدارة الموارد البشرية أسهل طريقة لفصل العاملين المستهدفين التذرع بحجة عدم وجود وظائف تناسب الحالات الطبية التي كانت محالة لفترة طويلة على ما يسمى في سجلات الشركة "العمل الخفيف". وهم بضع مئات استفادوا من تقارير اللجان الطبية بتحويلهم إلى أعمال أكثر ملائمة لأوضاعهم الصحية بسبب وجود أمراض تتعلق بالمهنة لدى هؤلاء بحسب تقرير اللجان الطبية، ما يلزم صاحب العمل بتهيئتهم لهذا العمل الخفيف.

إلا أن الشركة استهدفت فئة منهم فقط من بين هؤلاء المحالين لتخيرهم بين أمرين أحلاهما مر، وهما إما قبول العودة إلى الوظائف التي حُوّلوا عنها بوصفها عملا ثقيلا وهو ما يستحيل بعد أن قضى هؤلاء زمنا طويلا على أعمال سهلة نسبيا أو قبول تسويات مالية وتسريحهم. 

ويعتقد المراقبون للشأن العمالي أن كل هذه التسريحات التي تطال بالتحديد فئة معينة في هذه الشركات هي بهدف التخلص من تركة الفصل الثقيلة جدا ماليا فيما لو تقرر تعويض المفصولين عن أجور فترة الفصل. حيث يقال إن أجور فترة الفصل قد تناهز أكثر من 15 مليون دينار على أقل تقدير لنحو أربعة آلاف مفصول بمعدل 400 دينار عن عشرة شهور. 

ذريعة المبيعات في «الفورمولا وان»

كانت شركة «الفورمولا وان»  هي الأسبق مبادرة بإرجاع المفصولين في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2012 بعد توقيع الاتفاقية الثلاثية. غير أن هؤلاء الذين أعيدوا هم الذين يستهدفون اليوم بفرض تحصيل أهداف رقمية من المبيعات sale target، وهي أهداف مبالغ فيها لم يكونوا يحققونها حتىى في أيام الرواج. وقد تم حتى الآن فصل خمسة من هؤلاء لهذه الأسباب. 

طرد ممثلي العمال من مجلس التأمينات

صدر المرسوم الملكي 18 لسنة 2013 في فبراير/ شباط من هذا العام متضمنا تركيب مجلس الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي. وخلا المرسوم من تسمية ممثلي العمال في القطاع الأهلي وهم بحسب القانون رقم 3 لسنة 2008 «يجب أن يسميهم الاتحاد العام». إلا أن الحكومة التي تورطت بإنشاء الاتحاد الحر أصبحت تريد له مقعدا حتى دون تغيير القانون وفور تشكيله الناقص، باستبعاد ممثلي العمال دخل المجلس في استثمارات تغيب عنها أبسط معايير الشفافية. وقام بشراء حصة في بنك البحرين الإسلامي وسط رؤية ضبابية لمستقبل هذا البنك. 

مفصولو «صاحبة الجلال»

وفي مهنة الصحافة من تحرير وإخراج وتصميم وغيرها، لا يزال يوجد نحو ثلاثين مفصولا من «الأيام» و«الوطن» و«البلاد» لم يرجعوا ولم تعرض عليهم أية تسويات لجبر الضرر . وحتى من رفع قضية لدى المحاكم لم تتقدم أي قضية خطوة واحدة. غير أن المشكلة الأساس بالنسبة لهؤلاء ليست عدم عودتهم فقط بل إن خصمهم هو من يفترض دفاعه عنهم. فجمعية الصحفيين يرأسها رئيس تحرير البلاد وهي الجريدة الأكثر فصلا للصحفيين ولم تكتف الجمعية بعدم الدفاع عنهم لإرجاعهم , بل إنها لم تكلف نفسها حتى بتمويل أتعاب المحاماة للمفصولين وباءت كل محاولاتهم بإدخال الجمعية طرفا في مساعدتهم على العودة بالفشل. حيث تراكمت ملفاتهم على طاولة عبد الله المناعي دون جدوى. 

• الحلقة الأولى