اقرأ: شهادات أطباء ضد ضباط متورطين في التعذيب تمت تبرأتهم !

2013-07-03 - 9:46 ص

مرآة البحرين (خاص): أعاد مركز البحرين لحقوق الإنسان التذكير بشهادات أدلى بها أطباء بحرينيون تعرضوا للتعذيب على يدا ضابطين برأتهما محكمة بحرينية أمس الأول فيما سارع رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة لمشاركة أحدهما فرحته.

المركز أعرب عن قلقه الشديد إزاء تبرئة اثنين من ضباط الشرطة الذين اتهموا بتعذيب الكادر الطبي البحريني، مؤكدا أن ذلك يشير إلى ترسيخ ثقافة الإفلات، وإنه يتعين على المجتمع الدولي التدخل لمنع السلطة من الاستمرار في هذه السياسة.

وكانت المحكمة برأت "مبارك بن حويل"، مدير إدارة مكافحة المخدرات، من تهمة تعذيب الأطباء باسم ضيف، غسان ضيف، وأحمد عمران وسيد مرهون الوداعي أثناء فترة اعتقالهم في مارس وأبريل 2011. كما برأت الملازم "نورة بنت إبراهيم آل خليفة"، وهي من العائلة الحاكمة، من تهم تعذيب الطبيبات زهرة السماك وخلود الدرازي أثناء فترة اعتقالهما في مارس وأبريل 2011.

المحامي سيد محسن العلوي قال إن النيابة العامة لم تقدم أدلة كافية تدين الضابطين على التعذيب، مما أدى إلى إصدار حكم البراءة. هذا الأمر هو مؤشر آخر لاشتراك النيابة العامة في سياسة التعذيب الممنهج الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في البحرين.

ضيف... أهلي في المقبرة !

 

وجدد المركز التذكير بشهادة الدكتور غسان ضيف حول تعرضه للتعذيب، حيث قال "تعرضت في إدارة المباحث الجنائية، للضرب على يد سيدة من العائلة المالكة على جميع أنحاء جسمي بالركل، والضرب بالخراطيم البلاستيكية والعصي. صفعتني على وجهي ولكمتني أيضاً. أغمي عليّ للحظات، فقاموا برش الماء على وجهي واستعدت وعيي. كان وجهي غارقاً بالدم الذي كان ينزف من فمي وأنفي".

وأضاف ضيف "بعدها تم نقلي إلى أحد المكاتب حيث تعرضت للتعذيب جسدياً ولفظياً لمعتقداتي الدينية، دون أن يسمح لي بالكلام. طلبت حضور المحامي وسألت عن عائلتي، فأجابوني بأنك ستراهم عندما تذهب إلى المقبرة. تم استجوابي لمدة 30 دقيقة، سألوني فيه عن عائلتي ومهامي الوظيفية في المستشفى، ودخلي الشهري ومشاركتي مع المحتجين".

وتابع "قلت لهم بوضوح أنني طبيب أقوم بواجباتي ومسؤولياتي في المستشفى فقط. أجبرني المحقق تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة على قبول هذه التهم التي أنكرتها لكنني أجبرت على الاعتراف بها تحت وطأة التهديد والتعذيب. أعطوني أوراقاً للتوقيع عليها دون السماح لي بقراءتها. بقيت واقفا تلك الليلة وكنت أسمع صراخ أخي الدكتور باسم وهو يتعرض للتعذيب".

من جانبها قالت رولا الصفار، رئيسة جمعية التمريض التي اعتقلت في 4 أبريل/نيسان 2011 "المستجوب الرئيسي، المقدم مبارك بن حويل، عذبنا. قام بتعصيب أعيننا وتقييد أيدينا أثناء الاستجواب. سجل ما يريد تسجيله وبعد ذلك أخذ توقيعاتنا على اعترافات كاذبة بضربنا. قاموا بإذلالنا، والحط منا ".

حاجي... التهديد بالاغتصاب !

 

الدكتورة فاطمة حاجي، (34 سنة)، أخصائية أمراض باطنية وروماتيزم، إحدى ضحايا التعذيب على يد نورة آل خليفة. في 17 أبريل/نيسان 2011، تم اقتحام شقتها في قرية بني جمرة من قبل نورة آل خليفة و25 رجلا ملثماً واعتقالها، وفي أثناء التحقيق طلبت نورة من فاطمة الاعتراف ولما رفضت الأخيرة قائلة بأنها لم ترتكب شيئا يدعو للاعتراف سوى إنها عالجت مرضى ردت عليها نورة "إذا لم تعترفي فإني سوف أعذبك بنفس الطريقة التي عذبت بها الدكتور العكري" مضيفة لها بأن الدكتورة رولا الصفار والدكتور غسان ضيف قد اعترفا أيضا.

نورة قامت بتوجيه الشتائم والصفعات للدكتورة فاطمة لقرابة 25 دقيقة متواصلة، ثم بعد ذلك أخذت قطعة خرطوم (هوز) وقامت بضربها على قدميها. وعندما فتشت نورة آل خليفة في جهاز "البلاكبيري" التابع للدكتورة فاطمة ورأت بريدين الكترونيين لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) أحدهما حول اعتقالها والثاني عن الشهيد أحمد شمس قامت بالصراخ في وجه الدكتورة فاطمة: "كيف تجرؤون على تخريب صورة حكومتنا"، ثم قامت بصعقها بالكهرباء في رأسها.

وقد طُلب من الدكتورة فاطمة الاعتراف بأنها اصطنعت البكاء أمام الإعلام العالمي وأنها سرقت 100 كيس من الدم وأعطتها للمتظاهرين كي يسكبوه على أنفسهم ويتظاهروا بإصابات. أُجبِرت على التوقيع على اعتراف بعد تهديدها بالاغتصاب. كما تم التحرش جنسيا بالدكتورة من قبل مجموعة من الرجال تحت إشراف نورة آل خليفة. وقد أجبروها أيضاً على الوقوف على رجل واحدة وإصدار أصوات حيوانات والغناء والرقص. لم تتمكن الدكتورة فاطمة من مقاضاة معذبيها. رفعت قضية ضد نورة آل خليفة، لكنها أُسقطت بعد الجلسة الأولى.

وقام رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة بزيارة لمبارك بن حويل بعد أنباء الحكم براءته، مؤكدا المركز أن في ذلك دليلا فاضحا لأشكال دعم المتهمين بالتعذيب وتعزيز سياسة الإفلات من العقاب.

ودعا المركز المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة إلى التدخل لمنع السلطة من الاستمرار في ثقافة الإفلات من العقاب، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الضحايا الأبرياء، وإجراء تحقيق في جميع حالات التعذيب، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، بما في ذلك كبار المسؤولين و المتورطين من الأسرة الحاكمة، داعيا حلفاء البحرين للضغط على الحكومة للسماح بزيارة المقرر الخاص المعني بالتعذيب.

 

للاطلاع على شهادة الدكتور غسان ضيف كاملة

للاطلاع شهادة الدكتورة فاطمة حاجي كاملة

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus