خيار المعارضة للمرحلة المقبلة: الحوار جنباً من الشارع
2011-05-30 - 6:29 ص
مرآة البحرين (خاص): لايبدو أن التسريبات التي تواترت غضون الـ (24) ساعة الأخيرة بشأن قرب إعلان الملك بدء الحوار مع المعارضة ستوقف البرنامج المعد للتحرك في يونيو/ حزيران. هذا الشهر الذي صار محط الأنظار. إذ يمثل اختباراً لكل من الحكم والمعارضة.
الحكم؟ لأنه سيكون اختباراً حقيقيا لمعنى رفع قانون السلامة، وما إذا من كان ذلك أبعد من الكلام وأبعد من الرغبة في تبييض صورته في قبال الضغط الغربي القوي المتنامي في الآونة الأخيرة. وهو ما حتم على تجمع الوحدة الوطنية الذي يمثل تشكيلاً أقرب إلى أن يكون الحزب الوطني الحاكم، أن يخرج بياناً أمس الأحد يدعو فيه الحكم إلى عدم الاستجابة للضغوط الخارجية. وللمعارضة؟ لأنه سيمثل اختباراً إلى قوتها في إعادة بعث شارعها من جديد بعد سلسلة الضربات المتلاحقة.
وفيما أخفقت أجنحة المعارضة إبان حركة 14 فبراير/ شباط المطلبية في التوافق حول مطلب واحد وحيد، فإنها على العكس، تبدو حيال تحركات حزيران "توافقية" أكثر من أي يوم.
اللهم استثناء توقيت بدء التحرك، حيث تدعم جمعية الوفاق التحرك في 3 يونيو/ حزيران المصادف ليوم الجمعة، وفق ما أشارت إلى ذلك مصادر عدة. وغير مستبعد أن تصدر بياناً بهذا الخصوص في خلال الـ (24) ساعة المقبلة.
في حين تدعم قوى معارضة أخرى، خاصة الشبابية، التحرك في 1 يونيو/ حزيران. وذلك كما تجسد ذلك في بيان نشر أمس تحت عنوان "هبت رياح الجنة"، وهو لتلوين شبابي جديد أطلق على نفسه "شباب الأول من يونيو". لكن كما علمت "مرآة البحرين" فإن الوفاق ووراءها الرموز الدينية تدعم خيار التحرك غضون هذا الشهر في المجمل، أما التواقيت فتفصيلات.
ولعل انقلاب الصورة وتوالي مساعي السلطة في بث التطمينات عن أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة يتم فيها تغليب الحوار، واحدة من مفاعيل ذلك. ورغبة في تفادي هذا التحرك. فيما بدا على أنه استنفاذ لكامل طقم الحل الأمني، والقوى المفرطة، حيث فشل في الحصول على صك "إذعان" من المعارضة.
المعارضة التي بدت لحظة دخول قوات درع الجزيرة متفاجئة وفاقدة لتوازنها، عادت لتلملم نفسها. استوعبت كلياً الضربة التي وجهت لها. وهي تنظر اليوم إلى يونيو/ حزيران باعتباره واحداً من أشهر الحسم الذي ستتحدد بموجبه البوصلة السياسية.
من جهة، هو مناسبة لتصعيد لغة التحدي والنضال بالطرق السلمية. وإظهار أنها متماسكة بمواقفها رغم الضربات التي وجهت لها. ومن جهة أخرى، فهو حاسم لجهة حاجتها إلى أوراق ضغط تفاوض بها، وليس قادرا على تأمين ذلك غير الشارع.